جذب "السماور الروسي" الذي يعد بلا منازع قيصر طاولة الشاي الروسية، زوار متحف الضيافة، في مبادرة "مسك جدة التاريخية"، التي ينظمها مركز المبادرات في مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز "مسك الخيرية" في جدة هذه الأيام، حيث توافد الزوار على المتحف لمعرفة ثقافات الشعوب في طُرق تقديم وتحضير الشاي، وحظي السماور أو كما يٌعرف عند بعض العرب السموار بالنصيب الأكبر من الفضول المعرفي لدى الزوار وعرفه الجداويين قبل أكثر من 200 عام لغلي الماء وشرب الشاي.
وكشفت المشرفة على متحف الضيافة، سماهر باشماخ، أن أغلب السماور الموجودة في المتحف استخدمت الفحم لعدم توفر الكهرباء والغاز في ذلك قبل أكثر من 150 عامًا، ويغلب على الكثير منها الصناعة الروسية بالدرجة الأولى، ثم التركية والمغربية بالإضافة إلى "السماور الأوروبي"، وتشير إلى أن "السماور" يتميز بالفتحات في أسفله التي تعمل على تهوية الماء كي لا يحدث الضغط، ويتم وضع الفحم لتسخين الماء داخل أنبوب، ويعني ظهور البخار جاهزية الماء للاستخدام.
وتذكر باشماخ أن أحجام السماور تختلف بحسب الحاجة، فسعة الاستخدام المنزلي أو المقاهي أو في قاعة الاجتماعات الرسمية لا تتجاوز 400 لتر من الماء، وأضغر الأحجام هو واحد لتر، ويضم متحف الضيافة في المنطقة التاريخية بجدة العديد من السماور المصغرة أو المتنقلة التي تعتبر تابعة للسماور الرئيسية الكبيرة، واقتصر استخدامها على نقل الماء المغلي للضيف.
وكانت الأسر الجداوية تتفاخر فيما بينها بالنقوش التي تزين السماور، الذي يعتبر النحاس المعدن الرئيسي في صناعته كما يصنع من البرونز أو النيكل أو الكروم، الذي يعد أجود الأنواع لكونه غير قابل للصدأ، كما تصنع أحياناً من الذهب والفضة، وتصنع من الزجاج والخزف وتكون للزينة غالبًا، وتغير شكل السماور أكثر من مرة والفكرة ذاتها ، لكن عشاقه يفضلون الأقدم عمراً والسبب هو استخدام مادة الذهب مع 6 معادن أخرى ويطلق أهل بغداد على هذا النوع ذو السبع معادن وهو الأغلى ثمناً والأجمل لونًا.
فيما تعتبر روسيا أول من استخدم السماور عام 1717م، واقتصر استخدامه على العائلة القيصرية والنبلاء، وبدأ بالانتشار بين عامة الروس بعد إنتاجه من قبل الأخوين أيفان ونزار فايدروفج في عام 1778م في مدينة تولا الروسية، وأصبح معملهما الأشهر في إنتاج السماور، حيث كان يصدر لأوروبا الشرقية، ويختتم بختم خاص دلالة على نوعيته الجيدة، ثم بدأ بعدها ينتشر في بقية البلدان.