حرصت هيئة الثقافة والفنون في دبي "دبي للثقافة" على تركها بَصمة لافتة في كل ما يتعلق بمجالات التراث والثقافة والهوية الوطنية، فمن خلال احتفالها المميز بليلة النصف من شعبان "حق الليلة"، ساهمت في غرس موروث الآباء والأجداد في نفوس الأبناء، وعززت قِيَم العطاء والتسامح، وبثت البهجة والسعادة في قلوب الأطفال الذين شاركوا هذه الفعالية التراثية الشعبية، و التي أُقيمت في متحف الاتحاد يومي 18 و 19 أبريل الجاري، وفي متحف دبي يوم 21 أبريل الجاري، في أجواءٍ تطغى عليها ذكريات الماضي الجميل، ويحيطها عبَق "الطيبين" من كل جانب، هادفةً من خلال ذلك إلى ترسيخ ثقافة التواصل بين المتاحف والجمهور بطريقة مبتكرة وغير تقليدية.
احتفل زوار المُتْحَفَين مع أصحاب الهمم الذين حرصت "دبي للثقافة" على دعوتهم تحقيقاً لاستراتيجية حكومة دبي في دمج أصحاب الهمم في المجتمع، بفعاليات متنوعة، كما واستمتع المشاركون بفعالية "فريج الاتحاد" الذي أقيم في متحف الاتحاد، حيث تقوم فكرتها على إعادة إحياء مناسبة "حق الليلة" من خلال حي مصغر "فريج"، يمر فيها الأطفال بمحطات مختلفة يتجولون بين الدكاكين والبيوت القديمة، وقد لاقت هذه الفعالية تفاعلاً كبيراً من الأطفال الذين استمتعوا بممارسة العديد من الألعاب الشعبية الممتعة، كما جَذَبت الحكاية الخيالية من حكايا التراث الإماراتي الأطفال في فقرة "بيت الخراريف" الذي جلسوا فيه جنباً إلى جنب لسماعها.
وكان للزوار حكاية أخرى عاشوا تفاصيلها الجميلة والممتعه في متحف دبي، مع باقة مملوءة بفعاليات متنوعة قدمتها الهيئة رسمت وصنعت البهجةِ فيه، من خلال مشاركتها مع الأفراد، لحرصها على المشاركة في إحياء المناسبات التراثية، والاحتفاء بالعادات الشعبية التي تعد جزءاً رئيساً من الهوية الوطنية، راسمةً بذلك ملامح الفرح، ومعلنةً اقتراب حلول شهر رمضان، شهر الخير.
وكانت الحِرَف التقليدية المتصدرة في سماتها وصورها الجميلة من خلال تَلألُؤْ "التلي" بألوانه البراقة بكل أناقة، وأضافت "السفافة" جمالاً من نوع خاص على المشهد، كما تألقت حرفة "الحياكة" بشكل لافت، ونثرت "الحناء" بنقوشها المختلفة بزخارفها التراثية.
كما وأثرى الركن التراثي بِطابعه المكان بنشر أجواء من السعادة بين الأطفال من زوار المتحف، وأصحاب الهمم، حيث تم من خلاله توزيع الحلوى والمكسرات، وتفاعل الزوار بشكل رائع من خلال فقرة بوطبيلة "المسحراتي"، لاستمتاعهم بالأهازيج الشعبية التي نقلت ترانيم الماضي بشكل رائع، ونشرت الفرح في المكان.
ولمناسبة "حق الليلة" مكانة في نفوس الأهالي، لارتباطها باقتراب شهر رمضان المبارك، وتكريمها لأطفالهم وتعريفهم بموعد الشهر الفضيل وحثهم على الصيام، ما جعل الكبار والصغار يترقبون قدوم ليلة النصف من شعبان بلهفة كبيرة للاحتفال.
يُذكر أن "دبي للثقافة" تلتزم بإثراء المشهد الثقافي انطلاقًا من تراثها العربي، وتعمل على مد جسور الحوار البنّاء بين مختلف الحضارات والثقافات، والمساهمة في المبادرات الاجتماعية والخيرية البنّاءة لما فيه الخير والفائدة للمواطنين والمقيمين في دبي على حدٍ سواء.