تشارك جمعية أصدقاء مرضى السرطان، التي تتخذ من إمارة الشارقة مقراً، في الدورة 11من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، التي تنظمها حالياً هيئة الشارقة للكتاب في مركز إكسبو الشارقة للسنة السادسة على التوالي، بجناح تخصصه لاستعراض أهداف مبادرتها "أنا أبتكر" والتي تقع تحت مظلة "أنا"، المعنية بتعزيز الوعي بسرطان الأطفال.
وتبذل مبادرة "أنا" جهود كبيرة في سبيل تعزيز وعي المجتمع بأعراض الإصابة بالسرطان وسط الأطفال، وبأهمية الكشف المبكر، الذي يلعب دوراً كبيرا في التقليل من الوفيات، لا سيما أن أحدث إحصائيات منظمة الصحة العالمية، تعتبر سرطان الأطفال المسبب الرابع لوفاة الأطفال دون سن الـ 15عاماً في الدول الصناعية.
وطيلة أيام مشاركتها في المهرجان يعمل فريق عمل الجمعية على توزيع منشورات توعوية عن سرطان الأطفال، تتضمن معلومات حول كيفية تعرف الأطفال على العلامات التحذيرية للمرض، والتي من بينها شحوب الوجه، وظهور كدمات أو نزيف، وظهور كتل أو أورام، لا سيما غير المؤلمة، وفقدان الوزن بشكل مفاجئ، والحمى أو السعال المستمر أو ضيق في التنفس، والتعرق أثناء الليل، والتغييرات الفجائية على العينين بما في ذلك بؤبؤ العين، والحول، وفقدان البصر، وجود كدمات أو تورم حول العينين، وانتفاخ البطن والصداع المستمر والشديد، والقيء الذي يزداد سوءاً مع الأيام.
وفي هذا الصدد قالت الدكتورة سوسن الماضي، المدير العام لجمعية أصدقاء مرضى السرطان: "يعد مهرجان الشارقة القرائي للطفل من أهم المنصات والمحطات التي نلتقي من خلالها بأكبر عدد من طلبة المدارس والأطفال والأسر لنعرفهم بمبادرات الجمعية المختلفة وجهودها في دعم أطفال السرطان، وتعزيز وعيهم بالأورام السرطانية التي تصيب الأطفال والتي يصل عددها إلى 12نوعاً، ولذلك اخترنا مبادرة أنا أبتكر والتي تمنح الأطفال الفرصة لتطبيق البرمجة والتقنيات التكنولوجية الحديثة بالإستناد إلى مبادئ التعليم الحر مما يعزز من وعيهم بسرطانات الأطفال من خلال ابتكارهم لأجهزة تساعد في تحديد الأعراض والمخاطر المصاحبة للمرض".
وتعرض الجمعية في جناحها مجموعة من الكتب والإصدارات التي تتناول سرطان الأطفال أبرزها كتاب "رحيق الورد"، تأليف الكاتبة صالحة عبيد غابش، ورسوم الرسامة روث بوروز، الصادر عن البيت الملكي للنشر، ويحكى الكتاب قصة الطفل عمران المتعايش مع مرض السرطان، و"رحيق الورد" الذي اختارته الكاتبة عنواناً لكتابها وصديقاً لعمران، ترمز إلى جرعات ومحاليل العلاج الكيميائي، التي يأخذها عمران بشكل دوري كغيره من أطفال السرطان، ويهدف الكتاب إلى تشجيع أطفال السرطان إلى الاستجابة لجلسات العلاج.
كما تعرض كتاب "وداعاً للمرض أهلاً باليقطين"، تأليف جنا ماتياس، رسوم كريستي فاليانت، ترجمة فاطمة شرف الدين، ويروي الكتاب الذي أصدرته الجمعية بالتعاون مع دار كلمات للنشر، المتخصصة بإصدار كتب الأطفال النوعية باللغة العربية، قصة أم تصارع مرض السرطان ودعم أسرتها لها، وتبدأ القصة مع تشخيص مرض السرطان لدى الأم الشابة، والتي يقرر زوجها وأطفالها زراعة حديقة خضراوات "يقطين" يعتنون بها معاً إظهاراً لحبهم ودعمهم للأم.
وتسلط قصة "وداعاً للمرض أهلاً باليقطين"، الضوء على معاني الأمل والدعم والحب من كافة أفراد الأسرة، وتخضع الأم في القصة لمختلف مراحل العلاج مع نمو النباتات، ومع تسلسل أحداث القصة تنمو النباتات من جهة وتتحسن صحة الأم من جهة أخرى، إلى أن يكبر يقطين صحي وتشفى الأم كلياً، وتساعد قصة الكتاب كل عائلة على مواجهة مرض أحد أفرادها بالسرطان.
وإلى جانب الكتب تعرض الجمعية في جناحها "حقيبة بطل الأطفال" التي أطلقتها قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الرئيس المؤسس لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان لسرطانات الأطفال،في العام 2014، والتي تهدف إلى إدخال المرح في قلوب أطفال السرطان والتخفيف من معاناتهم، وذلك من خلال بيعها للجمهور والتبرع بريعها لصالح مبادرة "أنا" وتضم الحقيبة، كتباً متنوعة، ودفاتر وأقلام تلوين، ودمية، وجهاز لوحي، وقبعة وغيرها من الأدوات التي تخص الأطفال.
وتستعرض الجمعية لزوار جناحها في المهرجان مسابقة "أنا أبتكر" التابعة لمبادرة "أنا"، والراميةإلى تعزيز وعي طلبة المدارس في الدولة من 11عاماً فما فوق بسرطانات الأطفال، وتحفيزهم على تقديم تقنيات مبتكرة للكشف عن أعراض السرطان وعلاجه، والتي يشارك في دورتها الثانية 10مدراس، وقد أكمل الطلاب المشاركين تنفيذ مشاريع ابتكاراتهم، وفي انتظار الإعلان عن الفائزين بالمسابقة في 2مايو المقبل.
يذكر أن جمعية أصدقاء مرضى السرطان هي جمعية ذات نفع عام، تأسست عام 1999بهدف تعزيز الوعي بالسرطانات الستة القابلة للكشف المبكر وهي: (سرطان الثدي، وعنق الرحم، والبروستاتا، والخصية، والجلد، وسرطان القولون والمستقيم)، وإلى جانب عملها التوعوي، تحرص الجمعية على تقديم الدعم المعنوي والمادي والطبي لآلاف المرضى وعائلاتهم ممن تأثروا بمرض السرطان، بغض النظر عن جنسياتهم وأعمارهم، ونجحت حتى الآن في تقديم الدعم لأكثر من 5000شخص مصاب بالسرطان وعائلاتهم من المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة.