خمسة أيامٍ من الإبداع تتألقُ فيها المواهب، لتؤسس لجيلٍ قادم بقوة، يُساهم في تعزيز حضور دبي كأرض للمواهب، وترسيخ مكانتها كوجهة فنية عالمية، هذا ما عَكَسته الدورة الثانية من مهرجان دبي للمسرح المدرسي، التي تنظمها وترعاها هيئة الثقافة والفنون في دبي "دبي للثقافة"، بمجرد انطلاقها صباح أمس على مسرح ندوة الثقافة والعلوم، بمشاركة 13 مدرسة للبنين والبنات، وتستمر حتى 25 أبريل الجاري.
أهداف كبيرة تقف وراء المهرجان، إذ تسعى الهيئة من خلاله إلى تسليط الضوء على إبداعات طلبة المدارس الحكومية في الفنون المسرحية، والارتقاء بالمسرح المدرسي، ليكون بمثابة منصة للتعريف بمواهبهم وإمكاناتهم وتشجيعهم على الاستمرار والمشاركة في مهرجانات أخرى تُوسِّع نطاق إبداعاتهم، ما يؤدي لاكتساب خبرات أعمق تنعكس بالتالي على الذائقة الفنية والجمالية، التي تتطور شيئاً فشيئاً من خلال الاحتكاك بين المدارس وتبادل الخبرات والمعارف فيما بينها، ليزداد الشعور بالمسؤولية في نفوس الطلبة مع رسالة الفن المُنادِية بغرس القيم الأخلاقية والعادات والتقاليد الأصيلة، فتتعزز الهوية الوطنية والقيم التربوية تلقائياً في دواخلهم، وينتشر الوعي الفني، فيكبر المسرح مع أبنائه قيمةً ومكانةً وأهمية.
وأكد سعيد النابوده، المدير العام بالإنابة لهيئة الثقافة والفنون في دبي، على مدى أهمية التكاتف المجتمعي بين المؤسسات والأفراد في تفعيل الحراك الثقافي الفني، لافتاً إلى أن "دبي للثقافة" تتولى تنظيم ورعاية هذه الدورة بشكل كامل، رغبةً منها في تحقيق الأهداف الاستراتيجية المرجوة، والمتمثلة في دعم المواهب الحقيقية واحتضانها، والارتقاء بها بشكل مدروس، ما ينعكس بشكل مباشر على دعم السياحة الثقافية وتنويع مصادر الاقتصاد الإبداعي، وفتح أبوابٍ جديدة للصناعات الثقافية والإبداعية، ما يجعل دبي مدينة عالمية مبدعة ومستدامة للثقافة والتراث والفنون والآداب، إلى جانب تمكين هذه القطاعات لتسهم في تحقيق السعادة ونشرها بين مختلف أطياف وشرائح المجتمع، وقال:" نتعهد في "دبي للثقافة" بتسخير كل الطاقات لخدمة أهداف هذا المهرجان، إيماناً منا بأهمية المسرح "أبو الفنون"، وثقةً بقدرات أبنائنا
وطلبتنا، وحرصاً منا على توظيف خبراتنا المكتسبة لرفد القطاع المسرحي في إمارة دبي بالمواهب بعد اكتشافها، والعمل مع شركائنا الاستراتيجيين في هذا المجال لتطويرها وتبنيها، وإفساح المجال لها للدخول إلى الخريطة الفنية، والمشاركة في الأعمال المسرحية المختلفة بما يدعم القطاع الفني المحلي المتنامي، ويواكب التطورات العالمية في هذا المجال".
وأضاف النابوده:" يعد هذا المهرجان نقطةَ انطلاق حقيقية لأصحاب المواهب، ومحطةَ استكشافٍ للذات، وقطاراً يأخذ المبدعين إلى أُفقٍ أوسع يُحلِّقون من خلالها في فضاءات الإبداع الرحبة، ليجدوا أنفسهم بعد حين صُناعاً للفن، يرتقي بهم ويرتقون به، وترتقي بهما معاً دولتنا الحبيبة".