بمناسبة اختيار الشارقة العاصمة العالمية للكتاب 2019، تستضيف إمارة الشارقة يومي 25و26أبريل الجاري في مركز إكسبو الشارقة، الدورة الرابعة من المؤتمر الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات ومؤسساتها (إفلا) في المنطقة العربية، بالتعاون مع هيئة الشارقة للكتاب، تحت شعار "تكنولوجيا المعلومات والمعرفة الرقمية، وتأثيرها على مؤسسات وبيئة المعلومات العربية.
ويشارك في المؤتمر الذي ينظمه الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات نخبة من متخصصي المكتبات من جميع أنحاء العالم، حيث يبحث واقع تكنولوجيا المعلومات، وأثرها على مؤسسات وبيئة المعلومات العربية، إلى جانب مناقشة التحولات الكبيرة التي أحدثتها الثورة الرقمية والتكنولوجية على جميع الصعد لا سيما في مجال المكتبات والمعلومات.
وفي هذا الصدد قال سعادة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب: "نحرص في هيئة الشارقة للكتاب على اتاحة الفرصة لأمناء المكتبات في العالم العربي ليكونوا أكثر مواكبةً لأحدث الممارسات والبرامج، والمشاريع، والمبادرات، على صعيد إدارة المكتبات، ترجمة لرؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، الذي يدعونا لتفعيل أسس الحوار الثقافي والحضاري مع مختلف الجهات الفاعلة على المستويين العربي والعالمي، لهذا عملنا وطيلة الأعوام الأربعة الماضية على تنظيم مؤتمر المكتبات بشراكة استراتيجية بين معرض الشارقة الدولي للكتاب وجمعية المكتبات الأميركية".
وأضاف العامري: "تأتي استضافتنا للدورة الرابعة من المؤتمر الإقليمي للاتحاد الدولي لجمعيات المكتبات ومؤسساتها (إفلا) في المنطقة العربية، تماشياً مع اهتمامنا في هيئة الشارقة للكتاب بقطاع المكتبات، الذي نعتبره جزء لا يتجزأ من استراتيجيتنا ورؤيتنا للنشر ودعم صناعة الكتاب، فالمكتبات هي المراكز الحاضنة للمعارف والمعلومات، والداعمة لوصول الباحثين والطلاب وصناع القرار إلى المعلومات التي تعينهم في القيام بأدوارهم في إعداد وتنفيذ الخطط والاستراتيجيات الرامية للوصول إلى التنمية المستدامة".
من جانبه قال فيصل النابودة،منسق عام المؤتمر: "يؤكد المؤتمر على ضرورة الاهتمام بالارتقاء بواقع عمل المكتبات حول العالم، كما أنه يعالج حزمة من القضايا والبرامج الخاصة التي تواجه العاملين في هذا المجال من خلال طرحها على طاولات النقاش للتباحث والحديث حولها بمشاركة نخبة من المتخصصين والخبراء الحريصين على المشاركة في هذا الحدث بشكل سنوي اسهاماً في استحداث أسس وأساليب جديدة وواعدة تثري هذا القطاع وتمدّه بالكثير من الخبرات والمعارف الضرورية".
وتابع:"يشكل المؤتمر فرصة الالتقاء مع نخبة من الخبراء والمعنين في هذا المجال من مختلف دول العالم لتبادل الخبرات والمعارف والارتقاء بواقع عمل المكتبات الذي يعد واحداً من أهم القطاعات التي تخدم حضور الكتاب وتعزز من وصوله لجميع شرائح المجتمع".
وتعقد خلال يومي المؤتمر أربعة جلسات علمية يقدم خلالها نخبة الخبراء والمتخصصين عدداً من الأوراق العلمية حول راهن ومستقبل المكتبات في ظل ثورة المعلومات، وتعقد في اليوم الأول من المؤتمر جلستين حواريتين؛ تبحث الأولى عدداً من المحاور من بينها "تأثير المعلومات والمعرفة على منظومة العمل في المكتبات ومراكز المعلومات العربية"، ويستعرضها الدكتور محمد فتحي عبد الهادي من جمهورية مصر العربية، و"تأثير نظم التعليم عن بعد عبر الانترنت على المكتبات الأكاديمية"، ويستعرضها الدكتور نبيل عكنوش من الجزائر، و"المكتبة الرقمية المدرسية وتأثيرها على العملية التعليمية: نماذج عالمية وتجارب مصرية رائدة"، ويقدمها الدكتور شوقي سالم من جمهورية مصر العربية.
وتبحث الجلسة العلمية الثانية في ثلاثة محاور هي "تأثير المعلومات والمعرفة الرقمية على إعداد اختصاصي المعلومات العرب"، ويقدمها الدكتور أسامة السيد جمهورية مصر العربية، و"تأثير المعلومات والمعرفة الرقمية على المستفيد العربي"، وتتناول الدكتورة نزهة بلخياط من المغرب، و"النفاذ إلى المعلومات في البيئة الرقمية في تونس: أي دور لثقافة المعلومات"، وتقدمها من تونس الدكتورة يسرى الصغير.
ويشهد اليوم الثاني من المؤتمر تنظيم جلستين علميتين؛ تناقش الأولى عدداً من العناوين من بينها "استثمار مؤسسات المعلومات العربية في التقنيات الجديدة لإدارة المعرفة الرقمية (الفهرس العربي الموحد)"، ويقدمها الدكتور صالح المسند من المملكة العربية السعودية، و"استثمار مؤسسات المعلومات العربية في التقنيات الجديدة لإدارة المعرفة الرقمية في ضوء تقرير اتجاهات الإفلا"، ويعرضها كل من الدكتور سيف الجابري، ووليد البادي من سلطنة عمان، و"مبادرات المؤسسات العربية للمعلومات والمعرفة في التعاون بينها، والتشابك الرقمي وتوحيد إجراءات العمل، والاستغلال الأمثل للمعرفة الرقمية: (المكتبة الرقمية السعودية)" ويبحثها الدكتور عبدالله المحضار من المملكة العربية المتحدثة.
فيما تبحث الجلسة العلمية الثانية في اليوم الثاني عدداً من المحاور من بينها "المكتبات في البيئة الرقمية بين مسؤولية إتاحة المعرفة وحقوق الملكية الفكرية: رؤية تحليلية)، وتبحثها الدكتورة ناجية قموح من الجزائر، فيما يتناول الدكتور يونس الشوابكة من الأردن موضوع "درجة الوعي بأمن المعلومات لدى العاملين في المكتبات الجامعية الأردنية، فيما يتوقف كلٌ من الدكتور عبدالمالك بن السبتي، والدكتورة سارة بن السيتي من الجزائر عند قضية "النشر الإلكتروني الأكاديمي في الجامعة الجزائرية ودوره في ترقية وإتاحة المحتوى الرقمي العربي: دراسة ميدانية بجامعة قسنطينة".
ويأتي اهتمام المؤتمر في دورته لهذا العام بموضوع تكنولوجيا المعلومات والمعرفة الرقمية، وتأثيرها على مؤسسات وبيئة المعلومات العربية، استناداً إلى نتائج ومخرجات تقرير الاتجاهات IFLA TREND REPORT 2018الذي أكد أن تكنولوجيا المعلومات والثورة الرقمية التي شهدتها البشرية خلال السنوات الأخيرة نتيجة التطور الهائل في التقنيات المعلوماتية وما أحدثه من تحولات كثيرة وعلى جميع الأصعدة بما فيها مجال المكتبات والمعلومات، ستتوسع أكثر وستفرز عوامل جديدة للنجاح أهمها الكفاءة في العمل والجودة في مخرجاته، وستعطي قيمة أعلى في التعامل مع المناهج والطرق والأدوات الرقمية الحديثة الناتجة عن البيئة الرقمية.