أكد معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان وزير التسامح في دولة الإمارات العربية المتحدة، بأن دولة الإمارات تعمل على تعزيز مكانتها الرائدة عالمياً عبر ترسيخ دعائم مجتمع معرفي واقتصاد قائم على المعرفة.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها معاليه خلال اليوم الثاني من "المنتدى العالمي للتعليم والمهارات"، المبادرة السنوية التي تنظمها مؤسسة فاركي للاحتفاء بمهنة التعليم الملهمة، وتعمل على توفير تعليم رفيع الجودة إلى كل طفل في العالم.
ومتحدثاً عن أهمية المنتدى في دولة الإمارات العربية المتحدة لدفع عجلة تحقيق أهدافها التنموية، قال معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان: "إن تفاعلنا مع نخبة من رواد الفكر وقادة الابتكار في العالم يدعم مساعينا لتحقيق أهدافنا الوطنية. فهم يعززون الكفاءة ويدعموننا لإطلاق أفضل إمكاناتنا".
وانطلق اليوم الثاني من المنتدى بحضور المؤلف العلمي الشهير والبروفيسور في جامعة هارفارد ستيفن بينكر، حيث قدم تحليله للخصائص السلوكية، وتلته الناشطة السورية على تويتر بانا العابد التي كشفت عن الخبايا النفسية الكامنة في تغريداتها التي جذبت انتباه العالم والتي أرسلتها خلال فترة 2016 أثناء تعرض مدينتها حلب للقصف.
وناقش البروفيسور بينكر، الكندي الأمريكي المتخصص في علم النفس المعرفي، والخبير اللغوي، والمؤلف الذي اختارته مجلة التايم كواحد من أكثر 100 شخص تأثيراً في العالم، كيف كان لدى البشر نزوع نحو اللاعقلانية.
وقال بينكر: "باعتباري متخصصاً في علم النفس المعرفي، سأكون أول من يعترف بأن البشر بشكل خاص ليسوا عقلانيين. فبوصفهم أحد الكائنات الحية، من المحتمل أن نعمم هذه الصفة، إذ نستلهم الأسباب من الأفكار النمطية، ونبحث عن أدلة تؤكد معتقداتنا - بينما نرفض الأدلة التي تؤكدها - ونحن جميعاً على ثقة بشأن معرفتنا وحكمتنا واستقامتنا".
ومع ذلك، فإن بروفيسور جامعة هارفارد، الذي حصل على الثناء على عمله في النظرية الحسابية للعقل وللدفاع عن علم النفس التطوري، كشف عن اعتقاده بأن المجتمع البشري يتقدم بطرق عديدة، من أهمها أننا أصبحنا وأكثر ذكاءً.
وأضاف بينكر: "إن أحد أكثر الأمثلة إثارة للدهشة والتي يصعب تصديقها على مدى التطور هو أننا أصبحنا أكثر ذكاءً. هذا صحيح. في ظاهرة موثقة جيداً تُعرف باسم تأثير فلين، زادت درجات معدل الذكاء في جميع أنحاء العالم بثلاث نقاط كل عقد. ويعود ذلك لانتشار الصحة والتعليم الجيد، وزيادة استخدام الرموز البصرية في الحياة اليومية وتقليص المفاهيم التقنية والتجريدية والعلمية من الجامعات التي تعكف على إدخال التكنولوجيا في الحياة اليومية".
وبعد ذلك، صعدت بانا العابد إلى خشبة المسرح لمناقشة تغريداتها عبر تويتر التي صعدت بها إلى عالم الشهرة. فقد جذبت الطفلة السورية البالغة من العمر تسعة أعوام الانتباه العالمي خلال حصار حلب في عام 2016، حيث كشفت عن نشاطها عبر منصة وسائل التواصل الاجتماعي عن حقيقة صارخة لما يعيشه طفل صغير تحت وطأة القصف المستمر. كما كشفت بانا عن حبها للشخصية الخيالية هاري بوتر، لأنه "كان يحب أصدقائه ويعتني بهم" ، كما وصفت بانا أبطال حياتها الحقيقيين.
وأشارت بانا: "إن بطلي هو من علمني أن أكون شجاعة، هو شخص يؤمن بقدرتي على تغيير العالم. إنها أمي. أبطالي أيضاً هم الأطفال ذوي البطون الخاوية. هم أولئك الصغار الذين يموتون بلا ذنب في الحرب. أبطالي هم الأطفال الذي يكافحون لتلمّس آخر رمق يبقيهم على قيد الحياة".
ومن خلال حديثها عن أسوأ جوانب الغارات الجوية والدمار والجوع والتهجير الذي تسبب به الصراع السوري في حي الباب في شرق حلب، قالت بانا إن فقدان صديقاتها كان أصعب شيء بالنسبة لها.
وأضافت بصوتها الصغير: "إن موت الأطفال هو أكبر الأزمات. أتمنى لو يستطيع أحد ما القيام بشيء حيال هذا الأمر. أفتقد صديقتي ياسمين وأتمنى أن أراها مجدداً. فما الذنب الذي ارتكبته لتخسر حياتها؟ هي فقط طفلة بريئة ... فكل طفل يستحق الحياة بسلام".