تقديراً من الهيئة الملكية لمحافظة العلا لأهمية الفن الخليجي العريق، وجه سمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة السعودية، بتكريم الفنان الكويتي القدير عبدالكريم عبدالقادر المزيني يوم الجمعة. و قد قام بالتكريم نائب وزير الثقافة معالي الأستاذ حامد محمد فايز، وتم تكريم الفنان المخضرم في مبنى "مرايا" وحضر الحفل حشد من المثقفين والفنانين الخليجيين والعراقيين وضيوف من شتى أنحاء الوطن العربي.
وأحيا كل من الفنان راشد الماجد والفنان العراقي ماجد المهندس أمسية فنية تكريماً للفنان الكبير عبدالكريم عبدالقادر، وذلك ضمن فعاليات مهرجان "شتاء طنطورة" الذي أطلقته الهيئة الملكية لمحافظة العلا، والذي تقدم من خلاله مجموعة متنوعة من الفعاليات التراثية والثقافية والرياضية والفنية.
وشهدت الفعالية الأخيرة في سلسلة الفعاليات الفنية التي استضافتها العلا في شتاء طنطورة الذي اختتمت فعالياته أمس، إقبالاً كبيراً من الجماهير من مختلف مناطق المملكة وخارجها. وتعليقاً على ختام فعاليات "شتاء طنطورة"، قال المهندس عمرو المدني، الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية لمحافظة العلا: "لقد حقق الموسم الأول لشتاء طنطورة منذ انطلاق فعالياته في 13 ربيع الأول الماضي الموافق 20 ديسمبر نجاحاً ملحوظاً، فمن خلال مجموعة متنوعة من الفعاليات التراثية والثقافية والرياضية والطبيعية والفنية المستوحاة من تراث العلا الذي يعود إلى آلاف السنين وأنشطة وبرامج ورحلات وفعاليات مميزة لجميع الضيوف، سلّطت الهيئة الملكية لمحافظة العلا الضوء على أهمية المنطقة التي تعتبر موطن الآثار في شمال شبه الجزيرة العربية وملتقى العديد من الحضارات على مر العصور. فعاليات شتاء طنطورة هي الخطوة الأولى في مسيرة طويلة حافلة لإيجاد المزيد من الوظائف لشباب وفتيات محافظة العلا، وجلب الاستثمارات إليها، وجعلها بؤرة سياحية على الخريطة العالمية".
وقدّم الفنان راشد الماجد خلال الحفل مجموعة من الأغاني التي اشتهر بها الفنان عبد الكريم عبد القادر، منها "لا خطاوينا" و"ليل السهارى" و"مشتريه"، بالإضافة إلى عدد من أغانيه الخاصة، منها "المسافر" و"الحل الصعب" و"لربما" و"أكثر شخص و"غير الناس" و"صاحي لهم" و"وحشتني سواليفك" و"يا ناسينا" و"سقاني" و"أحلى عذاب" و "يا محمد".
وحول مشاركته قال الماجد: "تتميز المملكة العربية السعودية والمنطقة بتاريخها وتراثها العريق الذي يصل إلى العالم أجمع. واليوم أتشرف بإحياء هذه الأمسية تكريماً لفنان الخليج الكبير عبدالكريم عبدالقادر الذي طالما أمتعنا بصوته المفعم بالحنين عبر عقود من الزمن". وأضاف: "وأتقدم بالشكر إلى الهيئة الملكية لمحافظة العلا على تنظيم هذا العرس الثقافي المهيب الذي يبين للعالم ثقافتنا وتراثنا العريقين، وأشكر هذا الجمهور الراقي على كل هذه الحفاوة والترحيب".
أما ماجد المهندس فشارك مجموعة من أغانيه التي اشتهر بها خلال مشواره الفني، منها "هدوء" و"فهموه" و"ناقصك شي" و"عطشان" وتناديك" و"على قدومك" و"الدنيا دوارة" و"أنا بلياك" و"آخ قلبي" و"تسيبني وتروح". وبعد الأمسية قال المهندس: "أشكر جميع القائمين على فعاليات شتاء طنطورة على هذا العمل الجبار، وعلى الكشف عما تكتنزه العلا من مواقع تاريخية تعود إلى آلاف السنين. واليوم ونحن نكرم فنان الخليج الكبير عبدالكريم عبدالقادر فإننا جميعا نؤكد على وحدة الشعوب العربية التي يجمعها تاريخ وثقافة وتراث مشترك".
وحققت فعاليات شتاء طنطورة نجاحات متتالية واستضافت منذ انطلاقتها كوكبة من الفنانين والموسيقيين من حول العالم، منهم فنان العرب محمد عبده، والفنانة العربية ماجدة الرومي، وعازف الكمان الفرنسي رينو كابيسون، والموسيقار عمر خيرت، وعازف البيانو الصيني لانج لانج، وعرض "هولوغرام" تجسيمي لأم كلثوم والمايسترو الإيطالي أندريا بوتشيلـّي والملحن اليوناني ذو الإحساس المرهف ياني وقيصر الأغنية العربية كاظم الساهر والفنان العراقي إلهام المدفعي، الذين أسعدوا بدورهم ملايين المشاهدين ممن حضروا الحفلات أو ممن تابعوها عبر وسائل الإعلام أو قنوات التواصل الاجتماعي.
وأقيمت فعاليات "شتاء طنطورة " في محافظة العلا في المملكة العربية السعودية من 13 ربيع الأول الماضي الموافق 20 ديسمبر 2018 إلى 17 جمادى الآخرة الموافق 22 فبراير 2019، وتضمنت فعاليات تراثية وثقافية وفنية مستوحاة من تراث العلا التي تعتبر موطن الآثار في شمال شبه الجزيرة العربية وملتقى العديد من الحضارات على مر العصور. كما نظّم "شتاء طنطورة" خلال كل عطلة نهاية أسبوع فعاليات فنية شارك فيها فنانون عريقون ممّن تركوا بصمتهم في مجال الفنّ عربياً وعالمياً.
وفي بداية "شتاء طنطورة"، تم تدشين مبنى "مرايا" الذي يُعتبر امتداداً للبيئة من حوله يتكامل معها من حيث التصميم والجمال، كما يضم مسرحًا شاملًا مجهزًا بأحدث تقنيات الصوتيات والإضاءة، بالإضافة إلى الستائر الخلفية المتحركة التي تظهر جمال جبال العلا أمام أعين الحضور. وتم استخدام أحدث تقنيات الإسقاط الضوئي الرقمي لسرد قصة تاريخية تراثية مرئية على المسرح نفسه.