أعلنتشركة مايكروسوفت اليوم عن مؤشرها الخاص بالمسؤولية الرقمية لعام 2019، وهي دراسة سنوية تتناول سلوكيات مستخدمي الإنترنت على مستوى العالم، كما تتزامن هذه الدراسة أيضاً مع الاحتفال بـ "اليوم العالمي للإنترنت الآمن"، وهو عبارة عن دعوة لتضافر جهود جميع الأطراف المعنية من أجل تهيئة بيئة أفضل لجميع مستخدمي الإنترنت، لاسيّما المستخدمين الأصغر سنًا.
وتقيس الدراسة، التي أجريت في 22 دولة، توجّهات ومفاهيم المراهقين والبالغين عن سلوكيات التحلّي بالمسؤولية في تفاعلات الإنترنت في وقتنا الحالي،كما تقيس أيضاً مستويات أمان المستخدمين عبر الإنترنت واحتمالية مواجهتهم لأي مخاطر وهي، على سبيل المثال لا الحصر: المضايقات الإلكترونية والتواصل غير المرغوب به والتعرض للإزعاج والاحتيال والخداع.
وبشكل عام، تفحص الدراسة تعرّض المراهقين والبالغين إلى 21 نوع من تلك المخاطر الإلكترونية المختلفة.
"جيل الألفية" الأكثر تعرّضاً للمخاطر الإلكترونية
كشفت الدراسة عن تعرّض 73% من المستخدمين من مواليد عام 2000 في جميع أنحاء العالم للمخاطر الإلكترونية،وعن معاناتهم من زيادة الشعور بالتوتّر والألم، وفقدان الثقة في استخدام الإنترنت، والحرمان من النوم، والاكتئاب كنتيجة للتعرض للمخاطر الإلكترونية وذلك بالمقارنة مع المستخدمين من الفئات العمرية الأخرى.
وعلى النقيض، فقد وصفت الدراسة أيضاً تلك الفئة بأنها الأكثر ثقة بين جميع الفئات العمرية من حيث مواجهة مخاطر الإنترنت، والأكثر قلقًا أيضاً من احتمالية تكرار التعرّض لتلك المخاطر. واعترف 60% منهم أنهم لايعلمون كيف يمكنهم الحصول على المساعدة اللازمة في حال تعرضهم لأي مخاطر إلكترونية.
الفتيات أكثر تعرّضا للمخاطر الإلكترونية من الشباب
لخصت الدراسة أن نسبة التعرض لمخاطر الانترنت وما يترتب عليها من نتائج سلبية تزيد في فئة الفتيات مقارنةً بالشباب، حيث لوحظ قوة تأثير الألم الناتج عن تلك المخاطر واستمراره لفترة أطول عند الفتيات، بالإضافة إلى الأثر العاطفي البالغ الذي تتركه تلك المخاطر عند الفتيات مقارنة بالشباب.
وعلى الرغم من أن الفتيات أقل ثقة في التعامل مع مخاطر الانترنت، إلا أنهن اتخذن المزيد من الإجراءات لتخفيف حدّة تلك المخاطر والتي تشمل: حجب أو استبعاد المتورطين في تلك المخاطر وتقليل المعلومات التي يتم مشاركتها عبر الإنترنت، واستخدام إعدادات خصوصية أكثر صرامة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
كما أوضحت الدراسة زيادة احتمالية أن تكون تلك المخاطر بسبب النوع وهو مايوضّح زيادة نسبة الاستهداف ضد الفتيات (62%) مقارنة بالشباب (39% فقط).
تدشين مبادرة مجلس المسؤولية الرقمية
أطلقت شركة مايكروسوفت مبادرة مجلس المسؤولية الرقمية في وقت سابق من شهر يناير لعام 2017، وذلك في إطار جهودها الرامية إلى جعل التفاعلات الرقمية أكثر أماناً وتشجيع التحلي بالمسؤولية في التفاعلات الرقمية. وتلك المبادرة هي برنامج تجريبي يتيح للمستخدمين البالغين وأولياء أمورهم المشاركة في مناقشات مثمرة معمسؤولي شركة مايكروسوفتوخبراء الإنترنت والمنظمات غير الحكومية والسياسيين.
وتهدف الرؤية المستقبلية لشركة مايكروسوفت على المدى البعيد في تجميع الشباب من مناطق مختلفة لإنشاء مجالس محلية وإقليمية تتكوّن من سفراء المسؤولية الرقمية بهدف زيادة الوعي بالأمان الرقمي، وتقديم الشباب المشارك في تلك المبادرة من كل منطقة إلى اقتراحات بنّاءة للأطراف المعنية. واختُتم البرنامج التجريبي الأول للمجلس في يوليو 2018، بعد 18 شهراً من التفاعل ومشاركة الأنشطة ذات الصلة، بالإضافة إلى مجلس مماثل، بقيادة منظمة إقليمية غير حكومية، قام بإنشاء المجلس الأوروبي للمسؤولية الرقمية.
كما أعلنت شركة مايكروسوفت أيضاً اليوم عن إطلاق مبادرة المجلس الأفريقي للمسؤولية الرقمية ، بالإضافة إلى المجلس العربي للمسؤولية الرقمية ، وذلك بعد تلقيها أكثر من 750 طلبًا من جميع أنحاء الشرق الأوسط وأفريقيا ، تم على اثرها اختيار 23 مرشحًا ليصبحوا سفراء للمجلس في مناطقهم،وستعقد الاجتماعات الافتتاحية في وقت لاحق من هذا العام.
وبعد انتهاء هذه المناسبة، سيتم تحديد موعد للمكالمات الافتراضية والندوات عبر الإنترنت شهرياً، لتزويد أعضاء المجلس بمزيد من المعرفة حول هذا الموضوع، بالإضافة إلى اقتراح الأنشطة والفعاليات التي يمكنهم إجرائها في مدارسهم ومجتمعاتهم.