تعمل المؤسسة العامة التقاعد في مسايرة توجه الدولة في التحول الإلكتروني بمختلف الأعمال ذات العلاقة بخدمات المواطنين، حيث تعمل على تسريع وتيرة أعمالها الرقمية وكذلك ربط فروعها بشبكة رقمية متكاملة ذات موثوقية عالية، مما يسهم في اختصار أوقات المراجعين وتسهيل الإجراءات عليهم في مختلف الخدمات المطلوب إنجازها من المؤسسة.
وفي هذا الصدد أجرت "الرياض" جولة بمقر المؤسسة العامة التقاعد بمدينة الرياض، حيث أبدى عدد من المراجعين تقديرهم للخدمات الجديدة المقدمة من قبل المؤسسة، وقال سلطان القحطاني إنها زيارته الأولى للمؤسسة، مشيراً إلى سرعة إنجاز الموظفين لمعاملات المراجعين في مدة لا تتجاوز عشر دقائق بحسب تقديره، فيما اتفق المراجع
عبدالله الحميد مع حديث القحطاني بأن هناك خدمات مميزة أصبحت مساعدة لكافة الأعمال، مشيداً بالخدمات الإلكترونية التي توفر كافة الاحتياجات للمتقاعد، وفي شأن متصل اقترح المراجع مناور العنزي أن تكون الخدمات كالتعريف بالراتب موجودة في المكتبات، مشيراً إلى تطور الخدمات المقدمة للمتقاعدين، مؤكدين أن كثير من الخدمات الإلكترونية التي تقدمها المؤسسة لم تكن معلومة لديهم مما يستوجب تعريف المتقاعدين بها.
فيما تحدثت الخبيرة الاقتصادية انتصار المالح عن ضرورة الاستمرار في التحول الإلكتروني لكافة الخدمات المقدمة من قبل المؤسسة العامة للتقاعد، إضافة إلى التوعية الإلكترونية للمتقاعدين وأهمية استخدمها في توفير الوقت والجهد.
وأضافت المالح بأن المؤسسة عليها تنويع استثماراتها بشكل أكبر، حيث يكون هناك توجه للاستثمارات في قطاع جديدة ووليدة في المملكة كقطاع الترفيه، مشيرة إلى أن "القطاعات الجديدة هي روافد اقتصادية كبيرة للمؤسسات للباحثة عن رفع معدلات نمو استثماراتها".
واقترحت أن يكون هناك دورات اجتماعية تقدمها المؤسسة للمقبلين على التقاعد في مسالة الاستفادة من الخبرات المهنية المتراكمة لديهم، إضافة إلى خلق فرص وظيفية لهؤلاء المتقاعدين تكون معاييرها الخبرة والكفاءة.
من جهته قال محافظ المؤسسة العامة للتقاعد محمد بن طلال النحاس إن المؤسسة أطلقت بداية هذا العام خطتها الاستراتيجية 2022م التي أُعدت بالتوافق مع رؤية المملكة 2030م لتسهم في عملية التحول الذي تشهده المؤسسة نحو تطوير خدماتها وتعزيز استثماراتها، وتألفت من (6) مسارات عمل، و(25) برنامجاً، و(70) مبادرة تتطلع المؤسسة من خلالها للوصول إلى الريادة والموثوقية في مجال الحماية الاجتماعية وتعزيز رخاء وطمأنينة المشتركين والمتقاعدين من خلال إطلاق برامج وخدمات وعروض جديدة ذات قيمة مضافة تتسم بالمرونة والجودة العالية، لافتاً أن "من أهم أهداف المؤسسة الاستراتيجية تقديم خدمات مميزة للمشتركين والمتقاعدين وامتلاك كافة بياناتهم بشكل دقيق ومحدث لتعزيز التعاملات الرقمية".
مشيرا إلى أن المؤسسة تطبق من خلال خطتها الاستراتيجية مفهوم الفروع الرقمية على جميع فروعها المنتشرة في كافة مناطق المملكة، ووفرت أجهزة الخدمة الذاتية لعملائها الذي يمكنهم من الوصول والحصول على خدمات المؤسسة بكل سهولة ويسر وبشكل آلي دون الحاجة للتدخل البشري.
وفي شأن متصل، أوضح المشرف على فروع ومكاتب المؤسسة وخدمات المتقاعدين بالمؤسسة عبدالله عواد الشليخي، أن المؤسسة تقدم خدماتها للمتقاعدين عبر (60) فرعاً للرجال والسيدات يعمل بها (255) موظفاً وموظفة لتغطية كافة احتياجات العملاء بمختلف مناطق المملكة، لافتاً بأن المؤسسة توفر حالياً أكثر من (250) عرضاً ومزيّة من مؤسسات القطاع الخاص في كافة المجالات التي تهم المتقاعد تتمثل في الخصومات والخدمات المجانية، وأنه جاري التركيز على التوسع فيها، وأن هناك (46) جهة حكومية تؤمن مسار خاص للمتقاعدين تشمل قطاعات مختلفة مؤكداً أن المؤسسة تسعى إلى الشراكة مع كافة الجهات الحكومية لخدمة المتقاعدين.
كما تطرق الشليخي، إلى تشكيل لجنة التظلمات وهي لجنة محايدة تتلقى وتدرس تظلمات العملاء بالتعاون مع الإدارة القانونية، وتضم عضوا من خارج المؤسسة، وبعد دراسة حالة العميل يتم الرد عليه، كما تتم مناقشة المواطن لماذا يوجد استياء من العملاء، ومن ذلك تعطي المؤسسة أولوية لخدمة العملاء.
وأبان الشليخي، أن المؤسسة العامة للتقاعد وفرت مستشارا تقاعديا ومكتبا لأبناء الشهداء في كل الفروع الرئيسة، مبيناً أن المؤسسة تعمل على أن يكون لدينا مسار للمتقاعدين في جميع مطارات المملكة.
وحول الاستفادة من خبرات المتقاعدين، قال الشليخي إن المؤسسة لديها برنامج متخصص (خبرة) سيكون مسارا لتوظيف للمتقاعدين مع جهات عديدة نعمل على تطويرها حالياً، مضيفاً أن المؤسسة قامت خلال الأشهر الماضية بتزويد هيئة تطوير التعليم ببيانات أكثر من (1600) متقاعد.
يذكر أن أعداد المتقاعدين فاقت 876.070 متقاعداً، 647.726 منهم أحياء، بينهم أكثر من 228.229 متقاعدا متوفيا، ويشكل عدد المتقاعدين الذكور الغالبية العظمى، إذ بلغ عددهم 780.425، بينما المتقاعدات الإناث 95.530.