٢٣ جمادى الأولى ١٤٤٦هـ - ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
الرعاية الصحية | الاثنين 24 ديسمبر, 2018 1:22 مساءً |
مشاركة:

المملكة العربية السعودية تتبنى أساليب حديثة لمعالجة الأمراض المزمنة والحالات الطبية المستعصية

كشفت فعاليات مؤتمر "أعلام في الطب"، الحدث الذي قامت بتنظيمه جائزة الملك فيصل بالتعاون مع جامعة الفيصل ضمن الفعاليات المصاحبة لاحتفالات الجائزة بذكراها الأربعين بمشاركة 30 من أعلام الطب المحليين والدوليين، مدى التقدم الذي تشهده العلوم الطبية في عصرنا الحالي على صعيد مكافحة الأمراض الخطيرة والحالات الصحية المستعصية، كما أكد المشاركون على حرص المملكة دوماً على تبني وتطبيق أحدث الممارسات والأساليب العلاجية الكفيلة بمواكبة التطورات المتسارعة في الحقل الطبـي وذلك من أجل إحياء أمل الشفاء في قلوب مئات المرضى داخل الدولة. 

 

ولعل أبرز المجالات الطبية التي شهدت تقدماً كبيراً في أساليب العلاج بالمملكة هو حقل طب الأورام، فالسرطان ما زال أحد الشواغل الرئيسية للصحة العامة كما أشار الدكتور شوقي بازرباشي، رئيس لجنة أخلاقيات البحوث في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث ، حيث أوضح أن معدلات الإصابة بالمرض سجلت أعلى مستوياتها في الرياض، والمنطقة الشرقية والجوف، مشيراً إلى أن سرطان القولون هو الأكثر انتشاراً بين المرضى الذكور بنسبة بلغت 14.9 % من الحالات المصابة، في حين يُعدّ سرطان الثدي الأكثر انتشاراً بين الإناث حيث شكّل 30.1 % من نسبة الإصابات. 

 

ومع ذلك فالوضع ليس ميؤوس منه لأن التطورات العلمية التي تشهدها أساليب علاج السرطان ساهمت وما زالت تساهم في خفض نسبة الوفيات بشكل ملحوظ، ويأتي العلاج المناعي على رأس أبرز وأحدث التقنيات العلاجية التي طبقتها المملكة وأظهرت نتائج إيجابية خلال التجارب السريرية التي أًجريت على مرضى السرطان، حيث أتاح العلاج المناعي إمكانيات جديدة لا سابق لها من حيث توجيه الخلايا المناعية عند الإنسان وتحفيزها على التعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها في مراحلها المبكرة. 

 

أحدث العلاج المناعي ثورة في عالم طب الأورام بفضل الدراسات التي أُجريت في هذا المجال والتي تجاوزت ما يربو عن 2,000 دراسة أُجريت على 50,000 مريض شارك في التجارب السريرية، وقد أثبتت نتائج الدراسات أن الأعراض الجانبية التي يسببها العلاج المناعي منخفضة جداً بالمقارنة بالعلاج الكيماوي، مع ارتفاع ملحوظ في معدلات استجابة المرضى وفرص التغلب على المرض.

 

ويُشير البروفيسور باتريك والش، الاستاذ المُتميِّز في طب وجراحة المسالك البولية في جامعة ومستشفى جونز هوبكنز، والحائز على جائزة الملك فيصل في الطب عام 2007م، إلى أن التطورات التي شهدها طب الأورام في الآونة الأخيرة قد ساهمت فعلاً في خفض عدد وفيات مرض السرطان حول العالم. فعلى سبيل المثال، تراجع معدل الوفيات بسرطان البروستاتا في الولايات المتحدة الأمريكية تراجعاً حاداً بنسبة 33 % خلال 12 عاماً، حيث بلغت حالات الإصابة بهذا المرض في عام 1995م حوالي 40,400 وانخفضت إلى 27,050 حالة في عام 2007م، وكذلك الحال بالنسبة لمعدلات الإصابة بسرطان الثدي إذ شهدت أيضاً تراجعاً من حيث عدد الوفيات بنسبة 12 % وانخفض عدد الوفيات من 46,000 إلى 40,460 في نفس الفترة. 

 

وذكرت إحصائيات السرطان التي أجرتها منظمة الصحة العالمية إلى أن نسبة الوفاة بالسرطان في المملكة بلغت 10% إلا أن هذا الانتشار لا يقارن بخطورة الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية والتي بلغت مستويات مقلقة بنسبة 37 % والتي يقول عنها البروفيسور محمد الفقيه المشرف الطبي لشركة دله للرعاية الصحية أن المملكة اتخذت إجراءات حاسمة واستباقية من خلال تطوير مراكز متخصصة تقدم خدمات طبية بجودة عالية وتجري ما يقارب 4,000 عملية جراحية للقلب سنوياً. 

 

ويؤكد الدكتور محمد فوده مدير مركز الملك فهد لأمراض القلب ،والبروفيسور بقسم علوم القلب في كلية الطب بمستشفى الملك خالد الجامعي أن المملكة لطالما حرصت على تبني أحدث الأساليب العلاجية لأمراض القلب والأوعية الدموية ومن هذه الأساليب تقنية القسطرة البالونية في الثمانينات واستخدام الدعامات المعدنية في التسعينات واستخدام الدعامات المغلفة في عام 2000، فيما أشار الدكتور مؤيد الزيبق رئيس مركز الملك عبد العزيز لطب وجراحة القلب، إلى أن المملكة تبنت عمليات القلب الجراحية التي تُجرى وفق تقنية التدخل الأدنى بين عامي 1983م – 1985م حينما تم إجراء أول عملية رأب للأوعية التاجية. 

 

وشهدت مجالات تشخيص وعلاج أمراض الأنف والأذن والحنجرة في المملكة استخدام ابتكارات تقنية حسب ما أكده البروفيسور سراج زقزوق، كبير استشاريي الأنف والأذن والحنجرة بمركز الحبيب الطبي في الرياض حيث أجرى قسم الأنف والأذن والحنجرة بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بحوثاً مهمة حول سبل علاج الضعف السمعي جعلت المستشفى تتبوأ مركزاً ريادياً في عمليات زراعة قوقعة الأذن في التسعينات وجعلت برنامجها العلاجي ضمن أفضل 10 برامج علاجية حول العالم. 

 

وذكر الدكتور نايف العتيبـي، زميل مستشفيات جامعة جنيف وأستاذ مساعد في طب الأنف والأذن والحنجرة بجامعة الفيصل أن الابتكارات المهمة في مجال طب الأنف والأذن والحنجرة قد بلغت أوجها في التسعينات عندما تم اكتشاف ابتكارات جديدة لإجراء عملية جراحية لعلاج أمراض الجيوب الأنفية. 

 

وأوضح الدكتور خالد طيبه، أستاذ الجراحة بجامعة الفيصل إلى أن تقنيات الأنف والأذن والحنجرة الحديثة ألغت أجهزة السمع التقليدية لتحل محلها أجهزة السمع المزروعة، مؤكداً أن مستقبل علاج الصمم في المملكة يكمن في رسم الخرائط الجينية وإجراء فحوص ما قبل الزواج والذي يأتي في إطار استراتيجية البرنامج الوطني للكشف المبكر للصمم والذي يتيح خيارين للعلاج هما العمليات الجراحية أو برامج إعادة التأهيل. 

 

ولا شك أن الحقل الطبي السعودي ماضٍ في تحقيق إنجازات جديدة على صعيد تشخيص وعلاج الأمراض الخطيرة وهو عازم على ذلك حتى لو كان السبيل إلى ذلك يعتريه بعض الصعوبات والتحديات. وتأتي المبادرات المبتكرة مثل "مؤتمر أعلام في الطب" ليدعم هذه الجهود من خلال استقطاب الخبرات الدولية ورواد القطاعات الطبية المختلفة تحت سقف واحد للتباحث وتبادل الخبرات مع الكفاءات الطبية الوطنية استشرافاً للتوجهات المستقبلية والانفتاح على عالم من الإمكانيات اللامحدودة.

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة