استضافت شركة MSD (المدرجة في بورصة نيويورك تحت الرمز NYSE: MRK) مؤخراً حدثاً مع أخصائي الرعاية في المنطقة وذلك لتسليط الضوء حول العلاقة بين الكوليسترول وأمراض القلب والأوعية الدموية في المملكة العربية السعودية والمنطقة بشكل عام.
وركز أخصائيو القلب البارزون الذين انضموا من كافة أنحاء المنطقة، على زيادة معدلات انتشار أمراض القلب والأوعية الدموية الناتجة عن ارتفاع نسبة الكوليسترول بين مواطني دول المنطقة، كما سلطوا الضوء على أهمية إدارة كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة. وأشار المتحدثون خلال الحدث إلى أن امراض القلب والأوعية الدموية في السعودية تشكل تحدياً رئيسياً في المجتمع السعودي، حيث تتزايد الحاجة للفحص بشكل مستمر لكافة عوامل الخطورة المتعلقة بتلك الأمراض في المملكة.
هذا وتحتل أمراض القلب والأوعية الدموية المركز الأول كمسببات للوفاة في دول الخليج العربي. ويتسبب مرض تصلب الشرايين في ما نسبته 45% من إجمالي الوفيات المرتبطة بهذه الأمراض. ويظهر تصلب الشرايين عند وجود مستويات عالية من الكوليسترول في الدم، الأمر الذي قد تؤثر بشكل سلبي على الشرايين التي تحمل الدم من القلب إلى باقي الجسم. وبمجرد بدء المرض، يتراكم كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة على جدران الشرايين مسبباً بذلك عائقاً أمام تدفق الدم. وقد يؤدي هذا الخلل إلى نوبة قلبية في حال لم يتم الكشف عنه في وقت مبكر.
وأشار الدكتور محمد رضوان عرفة، رئيس جمعية القلب السعودية وإستشاري أمراض القلب بمستشفى جامعة الملك خالد في الرياض: "يمكن لارتفاع نسبة الكولسترول، أو غيره من المواد التي تساهم في إنتاج الدهون في الدم، أن يعرض الأفراد لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، حيث تتراكم هذه الدهون الزائدة في الدم على جدران الأوعية الدموية. وقد يؤدي هذا إلى تكوّن جلطات دموية في الشرايين، والتي بدورها يمكن أن تسبب نوبات قلبية وسكتات دماغية وتضيّق الأوعية الدموية في الأطراف. ويساعد التشخيص والعلاج المبكران لارتفاع نسب الكوليسترول في التقليل من مخاطر هذه الأمراض".
وأضاف الدكتور عرفة: "من الممكن أن تسهم زيادة الوزن في ارتفاع مستوى كوليسترول البروتين الدهني منخفض الكثافة (الكوليسترول السيئ) بمستويات طفيفة، وبالتالي فإن مستوى الكوليسترول الدهني سينخفض عندما يخسر الشخص من وزنه الزائد، لترتفع بعد ذلك مستويات كوليسترول البروتين الدهني عالية الكثافة."
هذا وتسجل معدلات انتشار الكولسترول نسب مرتفعة في المملكة العربیة السعودیة، حيث تمثل 54% من إجمالي عدد السكان البالغين بالمملكة. كما أن ارتفاع معدلات الإصابة بالسكري والبدانة وارتفاع نسبة الكوليسترول لدى الأشخاص في السعودية والمنطقة، يزيد من خطر الإصابة بالأزمات القلبية لدى المرضى الأصغر سناً، فضلاً عن أن التحكم في الوزن ونسبة السكر والكولسترول في الدم أمران مهمان للوقاية من أمراض القلب".
ومن جهته، قال الدكتور عبدالرحمن الشيخ، استشاري أمراض الباطنة بمستشفى سليمان فقيه: "يُعد التعليم والوعي من المكونات الأساسية لفهم كيفية ارتباط الكوليسترول المباشر بارتفاع مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ليس فقط في المملكة، بل في جميع أنحاء المنطقة أيضاً. ولا يصاحب ارتفاع معدلات الكوليسترول في الدم بحد ذاته ظهور أي أعراض، لذلك لا يدرك الكثيرون أن مستويات الكولسترول لديهم مرتفعة جداً. لذلك، فمن المهم أن يتم فحص مستويات كوليسترول البروتين الدهني في الدم بانتظام، وخاصةً إذا كان الشخص معرض لعوامل الخطر التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وتتنوع هذه العوامل بين الوراثة والسكري والسمنة والخضوع للحميات الغذائية غير الصحية وقلة ممارسة الرياضة والتدخين وأمراض الكلى وقصور الغدة الدرقية.
وتابع الدكتور الشيخ: "يسهم الحفاظ على مستويات منخفضة من الكوليسترول في الحد من خطر الإصابة بالأمراض القلبية، التي قد تؤدي إلى الوفاة. لذا، فمن الضروري أن يلتزم المرضى بالأدوية التي يصفها لهم أطبائهم".
وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن تبقى أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة حول العالم خلال السنوات المقبلة، حيث تشير التقديرات إلى أن عدد الوفيات الناتجة عن هذه الأمراض سيزيد بحوالي 23.6 مليون شخص بحلول العام 2030.
تجدر الإشارة إلى أن ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم تتسبب في ثلث حالات الإصابة بأمراض القلب الإقفاریة أو مرض نقص ترية القلب عالمياً. وبشكل عام، تشير التقديرات إلى أن نسب الوليسترول المرتفعة تسبب 2.6 مليون حالة وفاة سنوياً (4.5% من إجمالي حالات الوفاة). كما تُعد نسب الكوليسترول المرتفعة أحد الأسباب الرئيسية للأعباء الناجمة عن هذه الأمراض في كلٍ من الدول المتقدمة والنامية، فضلاً عن أنها تعتبر عامل خطر لأمراض القلب الإقفارية والسكتة الدماغية.6