من أعلى قمم تعانق السحاب إلى أعمق الوديان وعالم الطبيعة الغامضة أخذ المهرجان الدولي للتصوير "إكسبوجر"، الحضور في رحلات استكشافية لمصورين عالميين عرضوا مجموعة من صورهم التي أبدعوها خلال جولاتهم في المناطق الطبيعية والأحياء الشعبية في شبه القارة الهندية والقارة الأفريقية ومن أعلى قمم إيفريست.
جاء ذلك في جلسة "الحواس الخمس" ضمن فعاليات اليوم الرابع والأخير من الدورة الثالثة للمهرجان الدولي للتصوير الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة،في مركز إكسبو الشارقةتحت شعار "لحظات ملهمة" وشارك فيها كلّ من المصورين جويل شوت، وكيران جوفيند ريدي، وسوبود شتي، وزبير إرشاد، وكيرتي دفناني، وأدارها راشد أحمد المزروعي.
وأكد المشاركون في الجلسة أن المصور الجيد يستطيع أن يرى الحكايات في عيون الناس، وقلوبهم بالشغف والصدق، لافتين إلى أن السفر والاستكشاف يفتحان نافذة للمصور على عوالم لم يكن يدرك وجودها من قبل.
تذوق كولكاتا
استهل زبير إرشاد الجلسة بمداخلته على خلفية صور من مدينة كولكاتا الهندية "إنها ليست مدينة، بل فكرة، إنها مدينة الفرح، فيها الكثير من الظلال التي تستحق التأمل، منها ما يكشف الماضي ومنها ما يعكس الحاضر، إنها مدينة تستفز فينا كل الحواس، وتتداخل فيها الثقافات والتقاليد والسياسات، لها طعم الاحتفالات والبراءة والضيافة السخية، طعم التناغم والروتين والتحديات".
نظرة على لاداخ
من جانبه قال المصور كيران جوفيند ردي: "لا يمكن للإنسان اكتشاف آفاق جديدة إلا إذا تحلى بالشجاعة ليبتعد عن الشواطئ، في لاداخ تركنا بيوتنا الهانئة لنستكشف قمم الجبال، فهناك فقط نستطيع اكتشاف ذاتنا الحقيقية، إن حاسة النظر لدينا تنبهر بروائع الطبيعة، ورأينا لاداخ مغرقة في عزلتها الجميلة بين الصخور والثلوج والجليد وكأنها قطعة من الجنة، الناس في لاداخ يعيشون ظروفاً قاسية لكنهم مترفون بالفرح الذي يعلو وجوههم بالبسمات، بسمات تبعث الدفء في القلوب بين الثلوج على أعلى القمم."
لمسة إيفرست
واستعرضت الجلسة فيلماً لثلاثة مصورين حملوا معداتهم وتسلقوا قمة إيفرست وهم: سوبود شيتي، وشينانا أبو، وجيتيش بروشوتوم، واختصر فيلم رحلة الاستكشاف الجميلة التي عاشها المصورون الثلاثة بين قرية في عمق الوادي وقمة تعانق السحاب، واختتم بجملة: "من يلمس قمة إيفرست يصادق النجوم المضيئة حتى يغلبه النعاس".
صوت الوادي
واستعرض جويل شوت مجموعة من صور رحلته إلى تلال هيماشال وقال: "عندما وصلنا شعرنا أن الجبال المحيطة بنا تتكلم، وفي رحلة استكشافنا بدأنا نسأل أنفسنا: من هو الغني، ومن الفقير؟ لكن عندما استقرينا في وادي سبيتي بدأنا نسمع صوت الحقيقة الأزلية بأن داخل كل منا رابط يجمعنا بكل البشرية، إذا كان معيار الثراء هو عمق الروابط التي تجمعنا بأرضنا وثقافتنا، فإن شعب هيماشال هم أغنياء أكثر مما نتصور، وإذا قارنت نفسي بهم، أقول إنني فقير جداً."
رائحة الكركم
وفي مداخلتها حول مجموعة الصور التي التقطتها في إحدى القرى الهندية، قالت المصورة كيرتي دفناني: "أردت أن أصور احتفالات هالدي السنوية حيث يجتمع آلاف الناس من كل الأعمال ويغطون أنفسهم بالكركم الأصفر وجوز الهند المجفف، ويرددون الأناشيد على وقع الطبول في طقس يحمل آلاف السنين من التقاليد الشعبية، لكن على المصور الذي يختار هذا المكان موضوعاً لصوره الإبداعية أن يكون جاهزاً لهذا الكم الهائل من بودرة الكركم التي تنتشر وتعبق في كل مكان".
إلهام
أما المصور الاماراتي راشد أحمد المزروعي فقال:" تعلمنا في المنطقة من العلماء الرحالة القدماء الذين شجعونا على السفر، لما له من فوائد كبيرة فالمصور الجيد يستطيع أن يلتقط الجمال أينما ذهب، فهؤلاء العلماء في السابق كانوا يوثقون أسفارهم ورحلاتهم من خلال كتابة الكتب والرسائل التي وصلت إلينا لتلهمنا الكثير، واعتبر المزروعي أن نظرة واحدة ليست كافية لتذوق الجمال بل على المصور أن يستخدم جميع حواسه وأن يتجاوز المشهد السطحي."