اتخذ من مراعاة الجوانب الإنسانية ضرورة حتمية لاستمرار العمل في تقديم الخدمات الطبية..
حرص على استقطاب أهم الكوادر الطبية والإدارية وأكثرها احترافية للعمل لديه..
سعى لجلب أبرز التقنيات الطبية في مجال طب وجراحة العيون وأكثرها تطوراً تكنولوجياً..
تبنى عملية تدريب أخصائي البصريات السعوديين المتميزين ومن ثم توظيفهم وإتاحة كافة فرص التعليم لهم..
يخطط للتوسع الجغرافي لتغطية المدن الرئيسية في المملكة وتلبية التضاعف السكاني فيها..
آمن بأنّ ابتسامة المريض المخلوطة بالرضا هي سر نجاح المركز واستمراريته..
إنه مركز رؤية لطب وجراحة العيون؛ الذي التقينا المدير التنفيذي له.. الأستاذ عمّار صدقي وكان لنا معه الحوار الحصري التالي:
بدايةً.. هلّا حدثتنا عن خبراتكم في مجال الإدارة في القطاع الطبي والصحي؟
تعتبر خبرتي في الإدارة خبرة تراكمية في مجالات مختلفة خلال حياتي المهنية في المملكة؛ والتي امتدت ل 17 سنة، ولكن في السنوات الثلاثة الأخيرة وتحديداً منذ انضمامي لمركز رؤية اختلفت رؤيتي للمستهلك النهائي، ففي بعض الشركات نتعامل مع مشتري الجهاز أو المستخدم لخدمة معينة بطريقة مختلفة تماماً عن طالب الخدمة الطبية.
فهنا يظهر الجانب الإنساني المهم جداً بالنسبة لطالب الخدمة والمحتاج حقيقةً لعلاج طبي يساعده في إكمال حياته اليومية والتمتع بالصحة والعافية بإذن الله، لذا فإن واجبي الإداري والإنساني مع زملائي يحتم علينا تطبيق التخطيط الإداري الصحيح والقيام بالتوجيه المناسب والرقابة مع الأخذ بعين الاعتبار الحالات الإنسانية في هذا النوع من الخدمات.
ما هي أهم المميزات التي يتسم بها مركز رؤية لطب وجراحة العيون؟
التميز في مجال طب وجراحة العيون والتميز في خدمة مراجعينا من خلال كادر طبي إداري يقوم بتقديم خدمة مجتمعية من خلال شراكات مهمة مع جمعيات خيرية وغيرها.
ما هي الرسالة التي يتبناها؟
تقديم خدمات متكاملة في مجالات طب العيون للمرضى في منطقة الرياض وضواحيها وذلك بتوفير كادر طبي وإداري على مستوى عالي، مع توفير تقنيات حديثة وتنفيذ شروط الرعاية الصحية الآمنة.
ماهي الأهداف التي يسعى لتحقيقها؟
نحن نؤمن في مركز رؤية بأهمية كل مريض لدينا وبحقوقه علينا، وبناءً على هذا نسعى لتقديم أفضل خدمة وأفضل سعر، وهذا يشمل المرضى الذين يدفعون قيمة العلاج نقداً وكذلك المرضى الممتلكين للتأمين الطبي أو لبطاقات الخصم من شركات معينة.
في ظل تضاعف أعداد المستشفيات والمستوصفات والمراكز الطبية في المملكة العربية السعودية. كيف تنظرون للعملية التنافسية في المجال الذي تعملون به؟
نعم يوجد تنافس في أعداد المستشفيات والمستوصفات والمراكز الطبية، ولكن في مجال جراحات اليوم الواحد بالنسبة لعمليات العيون يوجد مراكز لها سمعة طيبة وقديمة في نفس المجال، وقد حرصنا منذ بداية عملنا في هذا المجال على دراسة خطواتنا وفق معاير طبية وإدارية عالية بحيث نقدم خدمة شاملة للمريض بأحدث التقنيات العالمية مع استخدام جميع الأجهزة الطبية بمساعدة الكادر الطبي الذي يغطي جميع العمليات الجراحية التي تخص العين، وقد اختصرنا كافة العمليات الصحية والزمنية والرمزية في بيئة صحية ذات كفاءة وجودة عالية الدقة.
ما هي أهم التحديات التي توجهونها والصعوبات التي تسعون للتغلب عليها من أجل استمرارية عملكم بالنهج المطلوب؟
الاستمرار على الخطة الاستراتيجية التي رسمت بخطى ثابتة لخدمة المريض بشكل أفضل وتقديم كل ما هو حديث في عالم طب وجراحة العيون؛ وذلك من خلال تطوير وتدريب فريق العمل الطبي، والعمل مع الفريق الإداري وخدمة المرضى بشكل مستمر وراقي وإنساني.
كيف تتم عملية انتقاء الكادر المهني من أطباء وممرضين وإداريين وغيرهم في المركز لديكم؟
بدايةً نستند على اللوائح والأنظمة الصادرة عن وزارة الصحة والتخصصات الطبية في انتقاء الأطباء، ومن ثم يخضع الاختيار لشرط خاص بطريقة تعامل الطبيب مع المريض، وعدد العمليات التي أجراها بتخصصه، وتوجد ميزة إضافية لبعض الأطباء في تخصصات دقيقة ومن الممكن أن نحتاج استقدامها من الخارج، دون أن نغفل وجود استشاريين سعوديين متميزين في مجال طب وجراحة العيون وهم على مستوى عالمي من الخبرة والكفاءة.
أما بالنسبة لمجال "أخصائي البصريات" فقد بدأت الجامعات بتخريج دفعات ممتازة من الأخصائيين السعوديين ونحن نتعامل معهم بشكل سنوي وذلك من خلال تدريبهم في المركز على أن يتم توظيفهم عند التخرج من الجامعة.
وفيما يخص التمريض لا يزال هناك شح في هذا التخصص، فمعظم الخريجين يفضلون العمل في المستشفيات الكبرى، ولا شك بحاجة السوق لعدد أكبر من الممرضين والممرضات.
وبالنسبة لخدمات المرضى والإداريين نحن نبحث عادةً عن الموظفين السعوديين الأكفاء، ويتم تدريبهم داخلياً كل في مجال عمله مع التركيز على طريقة التعامل مع المرضى واستقبال العمليات وشكاوى المراجعين وخلافه، ويتم التعامل مع جنسيات أخرى عربية لديها خبرة سابقة في مجال تنسيق العمليات والتأمين الطبي.
ما هي الأسس التي تعملون وفقاً لها في تحقيق أعلى معايير العلاج وكسب رضا المرضى والمراجعين؟
كما ذكرنا سابقاً بأننا نقوم بإحضار كل ما هو جديد في عالم طب وجراحة العيون سواءً الأجهزة أو التكنولوجيا الحديثة والمتطورة ونفتح المجال أمام أطباءنا لحضور المعارض والفعاليات المتخصصة لاكتساب خبرات جديدة تفيد في رفع المعايير الطبية لدينا، كما نقوم بدراسة الاقتراحات والاستبيانات المطروحة داخل المركز ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي وبناءً على النتائج نعقد دورات تدريبية مكررة للموظفين بهدف تعريفهم بمدى تأثيرهم على خلق الرضا لدى المرضى، وبأن سلوكهم خلال تأدية وظيفتهم يساعد على تشكيل صورة جيدة للمركز وذلك عبر امتلاك المهارة اللازمة للتعامل المناسب مع المرضى وتلبية احتياجاتهم وحل المشكلات التي يعانون منها.
ما هي الخطط الاستراتيجية التي تتطلعون لتحقيقها في المستقبل؟
أن يكون لنا تواجد بإذن الله في أهم مدن المملكة من خلال عيادات متنقلة أو مراكز شاملة تخدم العدد المتزايد من السكان، وتعالج الأمراض الأكثر شيوعاً مثل مضاعفات مرض السكري وتأثيراته على العين.
ما أبرز النصائح التي تقدمونها للمقدمين على الاستثمار في القطاع الصحي؟
يجب التركيز على تقديم خدمات متميزة في القطاع الصحي من خلال تجهيز مستشفيات ومراكز طبية تغطي جميع المدن وتخدم جميع القرى المجاورة؛ فعملية الاستثمار لا ينبغي أن تنحصر فقط في المدن الكبرى وذلك لتغطية النمو السكاني.
وأعتقد أن التميز في الاستثمارات الصحية يُمكّن من فتح الباب أمام المملكة كي تكون إحدى البلاد المقصودة لتقديم الخدمات الصحية وبالتالي إنعاش (السياحة العلاجية) من خلال توفير أحدث التقنيات والمعدات في جميع المستشفيات والمراكز الصحية والمدن الطبية بمواصفات عالية.
هل من قصة إنسانية ناجحة مؤثرة مرّت معكم في المركز وترغبون في إشراكنا بها؟
إنّ ابتسامة كل مريض المخلوطة بالرضا بعد الخضوع لعملية معينة تعد قصة نجاح مؤثرة بحد ذاتها. ومن يعدها يمكن القول بأننا حققنا الرسالة السامية التي يحملها القطاع الطبي.
وأذكر هنا على سبيل المثال عملية تمت لـلعم محمد .... وهو رجل خمسيني كان يعاني من الماء الابيض المعقد الذي أدّى به لعدم المقدرة على القيام حتى باحتياجاته الخاصة وعليه لم يكن قادراً على العمل فانتهت إقامته وعجز عن السفر لرؤية أهله خارج المملكة. حضر للمركز بصحبة إمام جامع؛ الذي كان يمسك بيده بشكل دائم لعدم تمكنه من الرؤية، وبعد الكشف المستعجل عن حالته واتخاذ القرار بضرورة إجراء عملية له، وتمّ ذلك بالتعاون مع جمعية عناية الخيرية التي نتوجه بكل الشكر لها.
كانت اللحظة مؤثرة جداً عند خروجه من غرفة العمليات لوحده سعيداً دون مساعدة أحد، وهو يرانا بعينيه لأول مرة بعد قضاء عدة سنوات من المعاناة حامداً وشاكراً لله على عودة بصره.