مع بدء العام الدراسي الجديد، يواجه الأطفال وأولياؤهم على حد سواء تغيراً مفاجئاً في نظام حياتهم، حيث يكتظ الجدول اليومي بسيل من المسؤوليات والمهام دفعة واحدة، بدءاً من توصيل الأطفال إلى المدرسة، مروراً بالواجبات الدراسية المنزلية، وانتهاءً بالنشاطات اللاصفية وغيرها. إلا أن هناك جانباً للحياة المدرسية يمكن الاستفادة منه، وهو يتمثل في تحضير الوجبات الغذائية الصحية والمتوازنة.
وحول ذلك، تقول مونيكا فالراني، الرئيسة التنفيذية لحضانة ’ليدي بيرد‘: "يحمل الاهتمام بالنظام الغذائي للأطفال الصغار أهمية كبرى، فهو يساعدهم على متابعة نموهم بشكل صحي، كما أنه يسهل عليهم التعود على اتباع العادات الصحية في مراحل لاحقة من حياتهم. ومن جهة أخرى، يمثل تحضير الوجبات الصحية بالتعاون بين الأهل والأطفال فرصة رائعة للتواصل وقضاء الوقت سوية، والاستماع لهم والاطلاع على تفاصيل يومهم".
هناك العديد من الجوانب التي تدخل في الخيارات الغذائية الصحية، بدءاً من المكونات ومروراً بطريقة التحضير، وانتهاءً بتوليف النكهات مع بعضها بأسلوب ذكي. وبهذا الصدد، تشدد فالراني على توافر بدائل صحية للأطعمة التي تحظى بشعبية في أوساط الصغار. فعلى سبيل المثال، يمكن استبدال البطاطس المقلية برقائق البطاطس الحلوة المعدة في الفرن، كما يمكن استبدال الكعك بالشوكولاتة بالفاكهة واللبن، حيث يُعدّ كل منهما من الوجبات الخفيفة المثالية لفترة الاستراحة في المدرسة.
وتشرح فالراني ذلك بالقول: "يرتكز النظام الغذائي الصحي للأطفال على مجموعة من المكونات الرئيسية التي يمكن استعمالها بطرق متنوعة". وتقدم فالراني الأمثلة على هذه المكونات، ومنها القرنبيط الغني بفيتامين C، والذي يمكن استعماله كعجينة للبيتزا، أو حتى صناعة الفشار من خلال إعداده في الفرن. كما يُعد الموز أحد الخيارات ذات الشعبية الكبيرة، وذلك لغناه بالبوتاسيوم وتنوع استخداماته في المطبخ، حيث يمكن استخدامه كأساس للعديد من الوجبات الصحية، مثل حلوى ’نايس كريم‘، وهي بديل الآيس كريم الأكثر قيمة غذائية، أو البانكيك حين يتم تحضيره مع الشوفان.
كما تضم قائمة المكونات الصحية أيضاً القرع، والذي يمتاز بغناه بالألياف وإمكانية استخدامه في الأطباق ذات المذاق الحلو أو المالح، حيث يمكن إضافته إلى الباستا للحصول على نكهة غنية ولذيذة، كما يمكن الاعتماد عليه كبديل أكثر قيمة غذائية من الكيك التقليدي، وخاصة من خلال توليفه مع نكهات أخرى كالإجاص والزنجبيل. وكذلك يمثل الكوسا خياراً غنياً بالفوائد الصحية، حيث يمكن خفقه واستخدامه في إعداد الفطائر أو حتى نودلز الكوسا (زودلز) وذلك في غضون دقائق قليلة.
ومن الوجبات الصحية أيضاً بسكويت الحمص مع الشوفان، والتي تتميز بغناها بالبروتين لتشكل وجبة مكملة لذيذة يمكن إدخالها في نظام ’الخمس وجبات يومياً‘ الذي يوصى به للأطفال الصغار. كما يمكن تقديم الحصة اليومية من فيتامين K للأطفال من خلال سموذي الشمام أو الشمام المشوي، والذي قد يبدو خياراً غريباً، إلا أنه سيفاجئكم بنكته القوية اللذيذة.
أما مسك الختام فسيكون مع الفاكهة المفضلة على مستوى المنطقة، وهي التمر، والذي يمكن التلذذ به بطرائق متنوعة، سواء بإعداده على شكل صلصة أو مزجه مع الحليب للحصول على شراب منعش وحلو المذاق. ويتميز التمر بفوائده الصحية العديدة بالنسبة للأطفال في مرحلة النمو، وخاصة غناه بمضادات الأكسدة.
وتختتم فالراني حديثها بالقول: "يستسحن بالأهل التعرف على النكهات التي يفضلها الطفل، ومن ثم تحضير الوجبات بناء عليها، وهكذا يمكنهم أن يضمنوا أنه يحصل على كافة العناصر الغذائية الضرورية ويستمتع بمذاق وجباته اليومية، ما يساعده على مواصلة نموه الجسدي والعقلي."