"الشارقة للإعلام" تكرّم الفنان الراحل ياسر المصري وتهديه العمل الإذاعي "الماجدي بن ظاهر"

تثميناً لمكانته الفنية، وتقديراً لمسيرته الحافلة بالإبداعات الدرامية التي صاغها بحسّ فنيّ كبير، وجسد فيها شخصيات كوكبة من الرموز الثقافية والأدبية العربية، كرّمت مؤسسة الشارقة للإعلام، الفنان الأردني ياسر المصري الذي وافته المنية أغسطس الماضي، بإهدائه المسلسل الإذاعي "الماجدي بن ظاهر" الذي تعتزم المؤسسة بثّه خلال شهر رمضان المقبل.

وكان المصري قد وضع صوته على خمس حلقات من المسلسل، لكنّ حادث سير مؤسف تعرّض له في مسقط رأسه الأردن وضع حداً لمسيرة الإبداع التي بدأها مطلع تسعينيات من القرن الماضي بعمل مسرحي حمل عنوان "كلاكيت" وعرض في مهرجان الشباب المسرحي الثاني، لتتوالى من بعده الأعمال ويسطع نجمه في الدراما الأردنية والعربية، حيث شغل الساحة الفنية بعد أن جسد في العام 2007 شخصية الفارس والشاعر نمر بن عدوان، إذ قدم فيه دور أمير شعراء البادية العربية بإتقان وتألق.

وأعلنت المؤسسة عن عدم الاكتفاء بالحلقات التي وضع الراحل صوته عليها، بل عملت ومن خلال توليفة اخراجية تجمع تسجيلات صوت المصري مستكملاً بسرد على لسان راوٍ يتولى مهمة كشف تفاصيل الحكاية، ليمتد المسلسل على مدى 15 حلقة تبثّ تباعاً خلال الشهر الفضيل، تعرض في تفاصيلها سيرة حياة الشاعر الإماراتي "الماجدي بن ظاهر" أحد الأصوات الثقافية الإماراتية البارزة.

ويسرد العمل تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال أبيات ومواقف أدبية صاغها الماجدي خلال القرنين الثامن والسابع عشر، بما يشكّل توليفة درامية خصصتها إذاعة الشارقة لمستمعيها الشغوفين بالاطلاع على التاريخ الأدبي والثقافي لدولة الإمارات. وشارك في المسلسل نخبة من نجوم الفن العربي، وتولى إخراجه وتأليف موسيقاه الأردني وليد الهشيم، ووضع نصّه الفنان الأردني عبد الكريم القواسمي.

واعتبرت مؤسسة الشارقة للإعلام أن الساحتين الفنية والإعلامية خسرت شخصية حملت جميع المقومات التي خولتها لأن تحتلّ مكانتها كقامة فنية تحتذى، مشيرةً إلى أن الفنان ياسر المصري ظلّ واحداً من الفنانين الذين يتحلون بأخلاق وسمعة طيبة ومواقف فنية ملتزمة، كما أنه من خلال تجسيده لشخصيات ثقافية وتاريخية عربية أمثال نمر بن عدوان، وأبو جعفر المنصور، ومالك بن الريب، وغيرها من النماذج التي تزخر بها كتب وذاكرة الوطن العربي، ترك بصمة كبيرة لا تُنسى على صفحة الفن والإبداع العربي للأجيال القادمة.

وأكدت مؤسسة الشارقة للإعلام التزامها بعلاقتها الطيبة مع جميع المبدعين العرب، وحرصها على تثمين كلّ الجهود واللوحات الإبداعية والجمالية التي صاغها الفنانون العرب، منوهة بأهمية استمرار هذا العمل الذي يحكي سيرة أحد الرموز الثقافية والأدبية لدولة الإمارات العربية المتحدة الماجدي بن ظاهر، هذا الشاعر الذي أسس لحالة مختلفة من الإبداع الشعري وصاغ في سيرته وجمالية أبياته تاريخاً مشرقاً يضاف إلى سجلّ الإمارات المليء بالمنجزات على الصعيدين الثقافي والإبداعي.

وتعتبر مؤسسة الشارقة للإعلام مؤسسة حكومية معنيّة بتنمية وتطوير القطاع الإعلامي في إمارة الشارقة، تأسست عام 2009 بموجب مرسوم أميري رقم 25، وتحتضن عدداً من القنوات التلفزيونية والإذاعات، والمراكز هي: قناة الشارقة، وقناة الشارقة الرياضية، وقناة الشرقية من كلباء، وقناة الوسطى من الذيد، وقناة الشارقة 2، وإذاعة الشارقة، وإذاعة القرآن الكريم من الشارقة، مركز الشارقة للتدريب الإعلامي.

وتضع المؤسسة جملة من الأهداف الرئيسية التي تحدد إطار عملها، وترسم مساره، أبرزها: المساهمة بتطوير الكوادر الإعلامية الوطنية القادرة على مواكبة متطلبات العصر التنموية، وتعزيز دور الإعلام خاصة في مجال بناء الأسرة وترابطها، وتطوير الأداء الإعلامي ليقوم على المهنية والتميز والإبداع والحرية المسؤولة، والتقيّد بأخلاقيات الإعلام.