شاركت دبي الذكية في "المنتدى السياسي رفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة" في الأمم المتحدة بنيويورك، وذلك لمتابعة واستعراض خطة التنمية المستدامة لعام 2030 وأهدافها، بمشاركة كاملة وفعالة من كافة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وفي الوكالات المتخصصة.
وجاءت المشاركة من خلال جلسة نقاشية ترأستها سعادة ماري تشاتاردوفا، رئيسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي للأمم المتحدة، وشاركت فيها ميرة الشيخ، مدير مشاريع في دبي الذكية، وعضو في أمانة المجلس العالمي لأهداف التنمية المستدامة الـ 11، إلى جانب بيني أبيواردنا، المفوضة من مكتب عمدة نيويورك للشؤون الدولية، وجان تود، المبعوث الخاص من قبل السكرتير العام للأمم المتحدة في مجال سلامة الطرق، وميمونة محمد شريف، المدير التنفيذي برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (موئل الأمم المتحدة).
واستعرضت ميرة الشيخ،خلال المشاركة في الجلسة النقاشية التي حملت عنوان: "مراجعة تنفيذ أهداف التنمية المستدامة الـ 11"، التطور الحاصل في تنفيذ الهدف الحادي عشر من أهداف التنمية المستدامة، حيث سعى الاجتماع إلى استكشاف التقنيات والإجراءات من أجل جعل المدن والمجتمعات البشرية شاملة وآمنة ومرنة ومستدامة، واستعرض أعضاء الفريق والمشاركون في الجلسة التوصيات الرئيسة للإسراع في تنفيذالهدف الحادي عشر من أهداف التنمية المستدامة، بالإضافة إلى الأهدافالأخرى، إلى جانب دراسة مقاييس وأدوات سياسية محددة، تضمن تنمية شاملة في المدن والمجتمعات البشرية، كما تم اقتراح أساليب تعزيز قدرة الحكومات المحلية والإقليمية على تحقيق الهدف الحادي عشر من أهدف التنمية المستدامة.
وأكدت ميرة الشيخ أن المدن هي مهد الحضارة البشرية التي يعيش عليها معظم البشر، حيث تستهلك الكم الأكبر من الموارد الطبيعية والمصنعة من قبل الإنسان، والآن يعيش أكثر من نصف سكان العالم في المناطق الحضرية، التي تستهلك 75٪ من الموارد الطبيعية، وتنتج 60-80٪ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وتولد 50٪ من جميع النفايات.
وأضافت أنه من المهم أن تحدد المدن وضعها الحالي فيما يتعلق بأهداف وغاياتالتنمية المستدامة الـ 11، موضحة أن الفجوة بين الوضع الحالي والأهداف المنشودة في التنمية المستدامة الـ 11تخلق فرصاً كبيرة للمدن والمجتمعات للابتكار.
وقالت خلال الجلسة:" لقد بذلنا في دولة الإمارات العربية المتحدة جهودًا كبيرة على المستوى الوطني والمحلي لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة. حيث قمنا بصياغة استراتيجيات وطنية لتعزيز الاستدامة مع أهداف قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل".
كما تطرقت الشيخ لاستراتيجية الإمارات للطاقة 2050، التي تسعى إلى زيادة مساهمة الطاقة النظيفة من 25٪ إلى 50٪، واستراتيجية الأمن المائي لدولة الإمارات 2036، التي تهدف إلى زيادة إعادة استخدام المياه المعالجة إلى 95٪ بحلول عام 2036.
وبينت أن دبي نجحت في تحقيق إنجازات كبرى بهذا المجال، بفضل الدعم الكبير من القيادة وتمكين الجهات الحكومية، والعمل من أجل صياغة رؤية مشتركة لتصبح الإمارة أسعد وأذكى مدينة في العالم، وختمت قائلة: "احتضنت دبي الذكية تقنيات الثورة الصناعية الرابعة مثلالبلوك تشين، الذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء وعلوم البيانات لجعل التجارب اليومية أكثر سهولة وسلاسة بالنسبة لسكان الإمارة وزوارها".
وفي جلسة منفصلة ضمن المنتدى بعنوان "تشكيل مدن أكثر ذكاءً وأكثر استدامة: السعي نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة"، استعرضت ميرة الشيخ الخطط والأساليب لبناء مدن أكثر ذكاءً واستدامة وتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، مستندة إلى نجاح دبي في التحول الذكي الشامل من خلال خطة تغطي جميع أبعاد المدينة من الاقتصاد والعيش والتنقل والحوكمة والبيئة والناس.
وسلطت الضوء خلال الجلسة على قدرات وإمكانات مبادرات دبي الذكية الرائدة، من خلال استراتيجية دبيللبلوك تشين، وخارطة طريق الذكاء الاصطناعي التي تتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للدولة، وقالت : "تلعب استراتيجية دبي للبلوك تشين دوراً رئيساً في تعزيز استراتيجية دبي اللاورقية، والتي تم إطلاقها العام الماضي، والتب تهدف إلى الاستغناء الكامل عن استخدام الورق في جميع المعاملات الحكومية الداخلية أو الخارجية بحلول ديسمبر 2021، حيث ستوفر استراتيجية دبي للمعاملات اللاورقية أكثر من 130،000 شجرة سنوياً - أي ما يعادل خمسة أضعاف مساحة حديقة "سنترال بارك".
كما شاركت ميرة الشيخ ضمن الوفد الإماراتي للمنتدى، في الاستعراض الطوعي الوطني 2018، الذي ناقش خلاله سعادة عبد الله لوتاه، مدير عام الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء، ونائب رئيس اللجنة الوطنية المعنية بأهداف التنمية المستدامة، تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة والدور الكبير الذي تلعبه لصياغة جدول أعمال 2030، و أشار سعادته إلى التزام دولة الإمارات بالتنمية المستدامة والذي يقع ضمن أولويات رؤية الدولة لمستقبلها. كما أكد على الترتيبات المؤسسية لدولة الإمارات لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، حيث تم تشكيل اللجنة الوطنية الإماراتية لأهداف التنمية المستدامة في عام 2017، برئاسة وزير الدولة للتعاون الدولي.
واختتمت الشيخ مشاركتها في المنتدى من خلال المشاركة في فعالية نظمها البنك الدولي والوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، وتم خلالها تقديم مبادرة "المجالس العالمية لأهداف التنمية المستدامة"، والتي تعد شبكة دولية متعددة التخصصات من صناع القرار تم إطلاقها في فبراير 2018 خلال قمة العالمية للحكومات في دبي، ويتألف المجلس من رؤساء دول ووزراء سابقين وحاليين، ومسؤولين تنفيذيين وكبار المسؤولين من المنظمات الدولية، لإيجاد حلول مبتكرة لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة.
وتضم أهداف التنمية المستدامة 17 هدفًا عالميًا حددتها الأمم المتحدة في عام 2015 لتحفيز التنمية المستدامة في جميع أنحاء العالم. ويشار إلى أهداف التنمية المستدامة باسم "خطة عام 2030" حيث تناقش أهداف التنمية الاجتماعية والاقتصادية، بما في ذلك معالجة الفقر والجوع والصحة والتعليم وتغير المناخ، إلى جانب المساواة بين الجنسين والمياه والصرف الصحي فضلاً عن الطاقة والتحضر والبيئة والعدالة الاجتماعية.