يستعد "صرح زايد المؤسس" لاستقبال زواره في 22 أبريل الجاري.. والذي أُقيم تكريماً وطنياً دائماً للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه، وتخليدا لذكرى القائد المؤسس، واحتفاء بأثره الملهم ورؤيته الخالدة على الصعيدين المحلي والعالمي.
وبهذا الصدد.. نظم صرح زايد المؤسس التابع لوزارة شؤون الرئاسة اليوم، مؤتمراً صحفياً هدف إلى التعريف بالصرح الذي أنشئ ليلقي الضوء على الرؤية القيادية الفذة التي كان يتمتع بها الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه، كما وكشف خلاله تفاصيل تجربة الزائر والتصميم الفني المُبتكر، ومايحويه من تجارب تفاعلية متنوعة تتيح للزوار فرصة التعرف أكثر على شخصية الشيخ زايد الإنسان والقائد.
وعلى هامش المؤتمر أقيمت جولة تعريفية في رحاب الصرح، الذي يمتد على مساحة 3.3 هكتارات من المساحات الخضراء المفتوحة، شارك فيها عدد من ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية، تعرف خلالها الحضور إلى التصاميم الفنية المبتكرة والكلمات الخالدة للشيخ زايد والتجارب التفاعلية المتنوعة التي يحتويها.
وصرح سعادة د. يوسف العبيدلي، مدير عام صرح زايد المؤسس خلال المؤتمر قائلا: " إن الأمم الراقية هي التي تعتز برموزها وتسترجع ذكراهم وتتمسك بقيمهم وتربي الأجيال على مبادئهم " ..
منوها أن "صرح زايد المؤسس" يحمل عدداً من المضامين، وأهمها أن الإمارات دولة تفخر بقادتها ورموزها ومبادئها وأبنائها .. وهي قادرة على تجسيد ذلك الاعتزاز إبداعا وابتكارا، وتعميراً وبناءً، في ظل تاريخ مجيد وحاضر مزدهر ومستقبل واعد.
ولفت إلى أن ذلك الاعتزاز يتجسد أيضا في توجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" ببناء هذا الصرح تخليداً لذكرى القائد المؤسس واحتفاء بـ "عام زايد" بعد مرور 100 عام على ميلاده.
وتابع العبيدلي "إن الصرح الذي نقف في رحابه اليوم يعد إضافة قوية لرصيد الإمارات الحضاري المتنوع الذي يجمع ما بين القيم والثقافة والتراث وغيرها من المقومات.. كما أنه يمثل وجهة وطنية جديدة تؤكد الارتباط الوثيق بالراحل الكبير والوفاء له والسير على هديه، وتتيح للأجيال وللعالم فرصة التعرف على شخصيته كرمز للوحدة وصانع للتاريخ والنهضة الحضارية والاقتصادية التي تشهدها دولة الإمارات العربية المتحدة كنتاج لرؤيته رحمه الله".
وأشار إلى أن "صرح زايد المؤسس" وجهة تتيح للزوار التعرف أكثر على شخصيته، وكلماته الخالدة، والقصص الملهمة عن حياته، عبر عمل فني وتقنيات فريدة تجسد بعمق إرثه وقيمه النبيلة.. وتشكل معلماً وطنياً وثقافياً يقصده المواطنون والمقيمون والزوار للاحتفاء بتاريخ الأمة وتراثها.
وذكر أن "صرح زايد المؤسس" يتيح للأجيال التواصل العميق والارتباط الأوثق بزايد الخير، واستلهام رؤيته التي لا تزال ترسم طريق التقدم والازدهار لدولة الإمارات العربية المتحدة.. ويأتي ليمثل نافذة على أفق واسع وامتدادا لمعاني التسامح والتعايش والعدالة.
واختتم العبيدلي بالقول: "رسالتنا اليوم للعالم .. هي أن زايد سيبقى على مر الزمن روحاً وفكراً وعملاً وفلسفة وعطاء.. معينا لا ينضب وخيرا لا يتوقف".
مركز الزوار:
ويتميز الصرح بتقديم تجربة الوسائط المتعددة التي تُلقي الضوء على حياة الشيخ زايد طيب الله ثراه وإرثه وقيمه، وذلك من خلال صور نادرة ومقاطع فيديو، بالإضافة إلى قصص شخصية يرويها أشخاص عرفوه عن كثب، وسيتيح لهم فرصة التعرف بشكل أعمق على أفكار القائد المؤسس.
ويقدّم صرح زايد المؤسس لزواره جولات مجانية مع أخصائيي جولات ثقافية إماراتيين، باللغة العربية أو الإنجليزية، لتتيح لهم التعرف بشكل أكبر على شخصية الشيخ زايد الفذّة، الإنسان والقائد.
اكتشاف المساحات الخضراء:
واحتفاء بحب الشيخ زايد رحَمه الله للطبيعة والتزامه العميق بالمحافظة على البيئة المحلية.. يضم الصرح التذكاري أنواعاً مختلفة من الأشجار والشتلات والنباتات الأخرى التي تشكل جزءاً من البيئة الطبيعية الغنية لشبه الجزيرة العربية، وتوفر أشجار الغاف والسدر أجواءً من الراحة والهدوء تبعث على التأمل تحت ظلالها الوارفة، وتنتشر في أنحاء "صرح زايد المؤسس" مجموعة مختلفة من أنواع الأشجار الأخرى، بما فيها أشجار النخيل والطلح والسَمر.
ويتوسط صرح زايد المؤسس "الحديقة التراثية" التي توفر للزوار أجواء هادئة وأماكن للجلوس والتأمل في شخصية الشيخ زايد طيب الله ثراه، وفي معالم الصرح.
كما تضم الحديقة التراثية تصميماً معاصراً لأنظمة الري بالأفلاج، وهو النظام الذي كان مستخدماً للري في منطقة شبه الجزيرة العربية. وتحتوي حديقة النباتات التراثية كذلك على العديد من النباتات المحلية التي استُخدمت على مر القرون لخصائصها الطبية وأهميتها الثقافية، بما في ذلك القطن الصحراوي، والحناء، وشجر الأراك، وأعشاب القلوي، ونباتات الغلثي والحرمل.
ولا تكتمل زيارة صرح زايد المؤسس بدون التجوّل في "الممشى" ، الذي يوفر إطلالات رائعة ساحرة على العمل الفني "الثريا"، وكذلك كورنيش أبوظبي وأفق المدينة الغني بالمعالم البارزة. ويضم "الممشى" أقوالا مليئة بالحكمة للمغفور له الشيخ زايد تلهم الأجيال القادمة.
التعرف أكثر على العمل الفني "الثريا":
ويضم العمل الفني "الثريا" 1327 شكلاً هندسياً متناسقاً معلّقة على أكثر من 1000 كابل، ويتميز هذا العمل الثلاثي الأبعاد بطابع ديناميكي يُظهر ملامح الشيخ زايد من عدة زوايا حول الصرح.
وخلال الليل، تتلألأ الأشكال الهندسية بشكل يحاكي نجوم السماء التي ما تزال تشع نوراً من على بعد آلاف السنين الضوئية وتُرشدنا إلى الطريق الصحيح.
ويُعد هذا العمل الفني أحد الأعمال الأكبر من نوعه، ويمتاز برؤية إبداعية فريدة في استخدامه للفن المجرّد على نطاق ضخم.
وقال رالف هيلمك، الفنان العالمي الذي ابتكر العمل الفني: "إن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان شخصية عالمية فريدة من نوعها لها تأثيرها الخاص على صعيد دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم".
وأضاف: "لقد كان أمراً أساسياً أن نستلهم من إرثه الخالد لابتكار هذا التصميم الذي يحمل العديد من جوانب شخصيته الديناميكية؛ ابتداءً من قدرته على تحويل الموارد المحدودة إلى اقتصاد مزدهر ودوره كراعٍ للتطور والتقدّم، إلى مكانته كرجل سياسي محنّك، وشغفه بالبيئة، وتفانيه العميق لأسرته، وشعبيته الواسعة بين أبناء بلده".
وأردف هيلمك: "كان هدفي الرئيس هو ابتكار عمل فني يجمع هذه الصفات ويقدّم للزوار تواصلاً حقيقياً مع شخصية الشيخ زايد القائد والإنسان. وخلال عملية ابتكار ’الثريا‘، برزت علاقة الشيخ زايد بالطبيعة كأحد العناصر الرئيسية للعمل الفني. وحتى أثناء إشرافه على التطور غير المسبوق الذي حصل في عهده، حافظ الشيخ زايد على علاقته بالأرض. وبالتالي، فإن ’الثريا‘ ليست عملاً مجرداً فقط، وإنما هي إعادة لتقديم شخصية الشيخ زايد للجمهور بطريقة مبتكرة، واستكشاف حدود الإدراك من خلال التواصل البصري مع العمل الفني. ويكمن الابتكار في ’الثريا‘ من خلال استخدام أشكال هندسية ذات المجسمات المنتظمة، والتي رتُّبت من أسفل العمل الفني إلى أعلاه، ونُسّقت بطريقة مبتكرة ومتناظرة بحيث تشكل مجتمعة ملامح الشيخ زايد طيّب الله ثراه".
هذا وقد تم الكشف عن العمل الفني "الثريا" في 26 فبراير 2018 بالتزامن مع إطلاق المبادرة الوطنية "عام زايد" التي أعلن عنها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات بمناسبة مرور 100 عام على مولد الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وحضر مراسم التدشين، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، والشيخ سعود بن راشد المعلا عضو المجلس الأعلى حاكم أم القيوين، والشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة.
ويقع صرح زايد المؤسس على تقاطع شارع الكورنيش مع شارع رقم 18، ويفتح مركز الزوار أبوابه يومياً من الساعة 9 صباحاً وحتى 10 مساءً على مدار أيام الأسبوع.