شارك صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، خلال زيارة سموه إلى منصة مجلس شورى أطفال الشارقة ضمن فعاليات افتتاح المنتدى الدولي للاتصال الحكومي، جانباً من الجلسة الثالثة للمجلس في دورة الانعقاد الـ 15، والتي أقيمت تحت شعار "معاً نبني وطن الخير" والمقامة برعاية قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين وذلك في مركز إكسبو الشارقة.
ورحب صاحب السمو حاكم الشارقة بوفود ملتقى الشارقة للأطفال العرب وتمنى لهم إقامة سعيدة في الشارقة، وحثّهم على البقاء على تواصل مع بعضهم البعض بعد مغادرة دولة الإمارات العربية المتحدة؛ وأن يتعاونوا سوية على بلوِرة أفكارهم المشتركة، ويطوروا ما تعلموه خلال فعاليات الملتقى من أجل تحقيق أحلامهم.
وأثنى سموه على مجلس شورى أطفال الشارقة قائلاً // إن هذه التجربة غنية بالنسبة للأطفال لأننا نحن نعطي الأطفال الجرأة والتحدث وتكوين الأفكار السديدة النيرة؛ وهؤلاء سيكونون هم في القيادات ما داموا في صغرهم يقودون هذه المجموعة؛ ونحن زرناكم اليوم لنرحب بكم ونتمنى لكم كل التوفيق والسداد //.
وأثنى سموه على جهود مجلس شورى أطفال الشارقة لاستضافة أشقائهم العرب في هذه الجلسة الهامة التي تتناول الاستدامة في التعليم، وكيفية الاستفادة من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة لتطوير معارفهم، واستكشاف مواهبهم ليكونوا في طليعة الأجيال المتميزة التي تبني مستقبلاً أكثر أماناً واستقراراً واستدامة.
واستضافت الجلسة الثالثة لمجلس شورى أطفال الشارقة كلا من: الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية بالشارقة، رئيس اللجنة العليا للتحول الرقمي في إمارة الشارقة، والدكتورة نجلاء النقبي مدير برامج الابتكار والتعلم الإلكتروني بدائرة التعليم والمعرفة ADEK حيث تناولت محور دور تكنولوجيا المعلومات في التعليم والتعلم والاطلاع على أبرز المزايا والإيجابيات لاستخدام التكنولوجيا في التعليم الذاتي، وكيفية تنقل الأطفال إلى عوالم أخرى من خلال الواقع الافتراضي والاعتماد على أنفسهم في الحصول على المعلومات.
وانعقدت الجلسة بمشاركة 70 نائباً بالإضافة إلى ما يقارب من 128 طفل وطفلة من 10 دول عربية من وفود ملتقى الشارقة للأطفال العرب في دورته الثالثة عشرة.
وحرص الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، خلال حديثه، على تعريف الأطفال على التحول الرقمي، حيث قال // التحول الرقمي هو استخدام بيئة رقمية للحصول على المزيد من المعلومات التي تساهم في تحسين نوعية الحياة //، منوهاً إلى أن إمارة الشارقة تعمل على تطبيق خطة حكومية للتحول الرقمي كي تشمل النظام التعليمي، بحيث يتعلم الأطفال في نظام يتمتع ببيئة رقمية شاملة ليس بتلقي المعلومات فحسب، ولكن في أساليب الحفاظ على صحتهم ووسائل الترفيه الخاصة بهم وأساليب نقلهم ووسائل الاتصال الخاصة بهم.
وقالت الدكتورة نجلاء النقبي أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعمل على تحقيق السعادة للمجتمع الإماراتي من خلال استخدام مصادر الطاقة النظيفة وتكنولوجيا الثورة الصناعية الرابعة في إنتاج الطاقة، مستذكرة مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة عن احتفال دولة الإمارات العربية المتحدة بعد خمسين عاماً من الآن ببيع آخر برميل نفط من خلال الاستثمار الصحيح في التعليم.
وقالت الدكتورة النقبي // السعادة تتحقق عند استخدام التكنولوجيا بالطريقة الصحيحة، وعلينا التركيز على إيجابيات التطور التكنولوجي، وأن نستخدم تقنياته وأدواته بما يفيد مجتمعنا ويتلاءم مع قيمنا ومبادئنا وتقاليدنا //.
ونصحت الأطفال ألا يكتفوا بما يتعلموه خلال اليوم الدراسي، بل أن يتابعوا التعلم من خلال ما توفره منصات المعرفة الإلكترونية ليكونوا متعلمين دائمين ويكتسبون مهارات جديدة ويكتشفون مواهب كامنة لهم. ودعتهم بألا ينتظروا أن يعلمهم أحد بل المبادرة إلى اكتشاف المعارف الجديدة عبر التقنيات المتاحة لهم، مشددة على ضرورة عدم استهلاك المعرفة أو الأدوات التكنولوجية بل السعي إلى إنتاجها من خلال الاختراع والابتكار، وأشارت إلى أن كل فكرة جديدة قد تقود إلى اختراع كبير يغير حياة الكثيرين نحو الأفضل، مشجعة الأطفال على السعي الدائم إلى البحث عن حلول لتحديات بسيطة تصادف أبناء جيلهم.
وأوصى نواب مجلس شورى أطفال الشارقة بإنشاء منصة إلكترونية باسم أطفال الشارقة بالتعاون مع قناة عالمية على أن تتواجد أحد فروعها في الدولة، أو قناة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتفعيل تكنولوجيا التعليم من خلالها؛ كما أوصى المجلس باستحداث جائزة للأطفال لدعم الاستدامة على مستوى الدولة، إلى جانب توصية ثالثة بإطلاق حملة توعوية بأهمية الاستدامة ونشر ثقافتها بين الأطفال عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ويعتبر مجلس شورى أطفال الشارقة إحدى مبادرات أطفال الشارقة التابعة لمؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين والتي تهدف إلى توعية الأطفال المشاركين بالحياة النيابية في الدولة، تحقيقاً لرؤية الإمارة في صنع قادة المستقبل من خلال تثقيفهم وإشراكهم في العملية التشريعية، وترسيخ مبادئ السلوك القائم على احترام آراء وحريات الآخرين، والمبادئ الإسلامية والقيم الرفيعة كمبدأ الإيثار وتقديم المصلحة العامة.
يذكر أن ملتقى الشارقة للأطفال العرب يقام كل عامين، ويشكل منصة حقيقية للأطفال العرب لمناقشة القضايا التي تعنيهم وتؤثر على مستقبلهم، وتحمل الدورة الثالثة عشر شعار "اسمعونا... نحن المستقبل" والذي رفعه الاطفال منذ انطلاق الدورة السابقة 2016، لتأكيد ندائهم إلى صناع القرار في العالم العربي لتوجيه خططهم المستقبلية نحو تمكين الجيل الجديد من العلوم بمعطياتها الحديثة، ومتطلّباتها العصرية ومهاراتها التقنية، المحفزة على التفكير والابتكار والإبداع، كما يترجم الشعار تمسك الأطفال العرب بحقهم في العيش بأمان في ظل تطور تقنيات الإنتاج واستثمار الموارد الطبيعية مما يتطلب المحافظة على ديمومتها ومنع استنزافها ونضوبها.