٢٢ جمادى الأولى ١٤٤٦هـ - ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
الثقافة والتعليم | السبت 17 مارس, 2018 3:51 صباحاً |
مشاركة:

رحلة السعادة "لجودة حياة أفضل" تواصل فعالياتها في حي دبي للتصميم

تواصلت رحلة السعادة لليوم الثاني على التوالي في حي دبي للتصميم بعدد من الأنشطة والفعاليات والتي شهدت مشاركة واسعة من جميع فئات المجتمع، والذين استمتعوا بالتعرف على التجارب الإدراكية الحياتية وورش العمل والجلسات المعرفية التي حفلت بها فعاليات اليوم الثاني من الرحلة.

وشارك في فعاليات اليوم الثاني من رحلة السعادة التي يتم تنظيمها بالتزامن مع اليوم العالمي للسعادة الذي يصادف 20 مارس من كل عام، نخبة من المختصين والخبراء وأصحاب التجارب الملهمة، كما اشتملت على سوق السعادة وسينما السعادة وفقرات وعروض فنية ورياضية ممتعة.

 

اتزان زايد... رحلة في صفات وفضائل الوالد المؤسس

وتم خلال فعليات اليوم الثاني تنظيم مجموعة من الجلسات، استهلت بجلسة بعنوان "اتزان زايد"، تحدث فيها حمد الشامسي أحد المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي عن صفات المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" والتي تجمع بين الصفات الجسدية والأخلاقية والإنسانية والثقافية.

وقال الشامسي: "قد يُعجب الإنسان بأحد الأشخاص والذي قد يكون مبدعاً أو متميزاً في شيء معين وإنما تنقصه الصفات الأخرى، إلا أن الشيخ زايد هو رمز وقدوة لأنه جمع كل الصفات التي حولته إلى القائد المؤسس الذي يفخر جميع دولة الإمارات بأنهم عياله الذين ينعمون بإرثه الذي تركه لشعبه ولجميع الشعوب".

وبين الشامسي أن المتابع لحياة الشيخ زايد يرى فيها هذه الصفات في كل مسيرة حياته فكان المؤسس لدولة السعادة التي بدأها بعطائه وبحبه للآخرين، والتي كانت الثروة التي يفخر بها ويباهي بها جميع العالم.

وسرد الشامسي مجموعة من القصص التي تميز بها الشيخ زايد والتي تدل على القائد الذي أحب شعبه فأحبه شعبه وأبدعوا ليحولوا رؤيته إلى واقع وتكبر دولة الإمارات وتكون في أعلى المراتب.

وقال الشامسي: "بداية ومن الجانب الإيماني فقد كان المغفور له بإذن الله الشيخ زايد حافظاً للقرآن وكان يجلس ليخلو بنفسه ويقرأ القرآن ويتأمل في معانيه، وكان حريصاً على قول كلمة الخالق عز وجل بشكل دائم، لأنه كان يفخر ويعتز بعبوديته لله جل وتعالى".

وبين أنه في الجانب الثقافي فقد كان لسموه رحمه الله إرثاً في الحفاظ على تراث الإمارات حيث أمر بإنتاج فلم الشروق وفلم الغوص والذين يؤرخان لدولة الإمارات ويحافظان على تراثها، كما أن سموه أمر بتنظيم المهرجانات التي تحافظ على التراث الإماراتي والألعاب التي تتميز بها دولة  الإمارات.

وقال الشامسي: "وأما في الجانب الإنساني فهناك محطات كثيرة حيث أنه كان رمزاً للخير و العطاء ليس لشعب الإمارات فقط بل لجميع شعوب العالم، وأياديه البيضاء امتدت لتقدم العون والمساعدة لجميع المحتاجين".

وتابع الشامسي قائلاً: "إن الشيخ زايد أنقذ حياة وليد جديد لناقة وقع في التراب فمسح فمه وأزاح عنها التراب حتى يتمكن من التنفس ويحافظ على حياته، وهذا دليل على رفقه ورحمته  بالحيوان، كما أنه كان يأمر بتقديم المساعدة لكل من يطلب منه المساعدة".

وبين الشامسي أن الشيخ زايد كان يمارس الكثير من أنواع الرياضة والتي كانت السبب في امتلاكه للياقة والصحة، وقال: "بهذا فإن الاتزان كان فلسفة زايد وكان أسلوبه في الحياة والتعامل مع الجميع، وبهذا فإنه بنى دولة الإمارات، دولة السعادة، التي وصلت وبسنوات قليلة إلى هذه المكانة المتميزة عالمياً".

 

تقبل الذات .... دور السعادة في تعزيز الصحة الجسدية

وقدم الدكتور أنور الحمادي استشاري أمراض جلدية جلسة تفاعلية بعنوان "تقبل الذات"  ناقش فيها  دور السعادة والإيجابية في تحقيق سلامة وصحة جسدية أبدية نابعة من تقبل الذات والشعور بالرضا واتخاذ الإيجابية كأسلوب حياة ومنظور فكري يقي الإنسان من المخاطر الفيزيولوجية للسلبية وفقدان الأمل والشعور بالتشاؤم.

واستعرض الدكتور أنور الحمادي أبرز المقومات المؤدية للسعادة والتي تتفاوت من شخص لآخر تبعاً لاختلاف الفئة العمرية والجنس وأثر العوامل المتغيرة وتطلعات الفرد مثل الحصول على النفوذ، وبناء الحياة الأسرية، والعمل في الوصول لرضا والسعادة

وأكد الدكتور الحمادي على وجود علاقة طردية ومثبتة علمياً بين اكتمال الصحة الجسدية والصحة النفسية والشعور بالسعادة، و أن الأشخاص السعداء هم أصحاء ومنتجون ومقبلون على الحياة وقادرون على ممارسة أدوارهم بطرق إيجابية تخدم من حولهم والمجتمع وتسهم في تقدمه.

وأوضح الدكتور أنور بأن التحديات والعقبات التي قد يواجهها الأفراد في حياتهم هي بمثابة فرص كامنة يمكن التغلب عليها والاستفادة منها من خلال تبني نمط تفكير إيجابي يسهم في التوصل إلى أبسط الحلول وأكثرها فعالية وأن التحديات يجب أن لا تحد من شعور الإنسان بالسعادة كما أن البحث عن حل أو التعايش مع المشكلة التي لا حل لها كالأمراض المزمنة أو الجينية.

واعتبر الدكتور أنور بأن السعادة شفاء للأمراض التي لا علاج لها فجسم الإنسان المفعم بالإيجابية والذي يستشعر أسباب السعادة  يفرز هرمون "الندروفين" والذي يعتبر وصفة طبية طبيعية لدوره كمخفف للآلام فالتفاؤل نصف العلاج والتشاؤم يجب الأفكار السوداوية و يؤذي من صحة صاحبة ويؤخر من العلاج وفي كل دقيقة تشعر بها بالغضب تفقد 60 ثانية ن السعادة.

وأشار الدكتور أنور بأن طريق السعادة يبدأ من تقبل أنفسنا  دون البحث عن أي عيوب إلى جانب الابتعاد عن العادات والممارسات السيئة وأكد أنور على أهمية اتباع نمط حياة صحي وممارسة الرياضة والابتعاد عن المخاطرة بالجسد  فالترفيه لايجب أن يكون لحظات سعادة مؤقتة قد تؤدي إلى مسار من العلاج

وتوجه الدكتور بالشكر للقيادة الرشيدة التي تسعى لتحقيق رفاه وسعادة المجتمع من خلال فعاليات السعادة والاهتمام بتوفير البيئة المناسبة والمرافق العامة التي تتناسب مع متطلبات تحقيق السعادة كما أثنى على تصدر دولة الإمارات الرتيب الأول بين الدول العربية للعام 2018 و ال20 عالميا ضمن مؤشر السعادة العالمي  حيث يعيش في دولتنا أكثر من  200 جنسية في تجانس ورضا واحترام وهو معنى السعادة الحقيقي الذي يجعل من دولة الامارات نموذجا ريادي لدولة السعادة.

التغيير من أجل حياة أفضل

أكدت فرح دهبي، الخبيرة في الشؤون الاجتماعية والعمل الاجتماعي، بأن الصحة النفسية تشكل ركيزة رئيسية لتحقيق أعلى درجات السعادة للفرد والمجتمع، والوصول إلى السعادة يمثل أعلى درجات الصحة النفسية، والتي تطلق العنان لقدرات الأفراد ومساهمتهم الفاعلة في البناء المجتمعي والتنمية المجتمعية الشاملة.  

وركزت دهبي في الجلسة الحوارية التي حملت عنوان "التغيير من أجل حياة أفضل" على ضرورة وضع الصحة النفسية في طليعة أولويات تحقيق السعادة بالنسبة للأفراد والمجتمع، من خلال تبني الأفراد لمجموعة من الآليات والمقاربات التي تضمن وصول الفرد إلى صحة نفسية جيدة، والعوامل الوقائية التي تضمن تخفيف حدة الآثار السيئة للأمراض النفسية، والتي تؤثر سلباً على تحقيق السعادة.

وقالت دهبي: "السعادة هي أعلى معايير الصحة النفسية، ولتحقيقها علينا اعتماد منظومة مجتمعية متكاملة تضمن صحة نفسية جيدة لكافة أفراد المجتمع، فالصحة النفسية ليست مجرد غياب الاضطرابات النفسية، بل هي حالة من التكيف الشخصي والتوافق الاجتماعي، الذي يشعر من خلاله الفرد بأن عنصر مساهم فعال في عملية التنمية المجتمعية، والتي ترتبط بشكل مباشر بسعادة المجتمع ورخائه ورفاهيته".

كما نوهت دهبي بأن انتشار الأمراض النفسية على مستوى العالم يشكل تهديداً على سعادة سكان الأرض، منوهة بضرورة اعتماد اجراءات استباقية وقائية تحمي الصحة النفسية للأفراد وتضعهم على طريق الوصول إلى السعادة. 

كما أوضحت دهبي بأن الوصول إلى السعادة والصحة النفسية، هي من أهم العوامل الوقائية التي تدعم الصحة الجسدية، فالشعور بالسعادة يبعد عن الفرد الشعور بالمرض، وهناك العديد من حالات الأمراض الجسدية المستعصية، التي ساهمت الصحة النفسية والسعادة في شفائها، من خلال تعزيز المقومات النفسية للإنسان، ورفع معنوياته للتغلب على المرض.

وأشارت دهبي بأن تحقيق السعادة المجتمعية يتطلب جهد مجتمعي تشاركي، يسعى من خلاله أفراد المجتمع إلى تبني القيم والروح الإيجابية التي تشكل عنصر رئيسي في تحقيق السعادة المجتمعية، والتي بدورها تدفع عجلة التنمية المجتمعية والاقتصادية، وتعزز الجوانب الثقافية والفنية، حيث أن الانسان السعيد هو انسان منتج، قادر على المساهمة بشكل فاعل في عملية التنمية المستدامة. 

اللطف .. سر سعادة المجتمعات

وقالت عائشة حارب رائدة اجتماعية في جلسة تحت عنوان  "اللطف: سر سعادة المجتمعات": "إن السعادة هي محور رئيس وأساس في الارتقاء في المجتعات، وأن على كل واحداً منا أن يحمل حلماً بداخله ويعمل على تحقيقه وبذلك فإنه سوف يشعر بالسعادة عندما يرى أحلامه تتحقق ويكبر معها وتكبر معه لتتحول إلى حقيقة".

وبينت أن الحلم مهما كان على كل شخص أن يفخر بحمله مهما كان صغيراً لأنه سيكبر بعطائه، ويتحول الحلم إلى عطاء يلهم الآخرين، كما أنه سوف يشكل قيمة ويحول حياته إلى رحلة من السعادة يشعر فيها وبكل مرحلة من حياته بالنجاح الذي يصنع السعادة.

وأشارت عائشة حارب إلى أهمية أن نزرع السعادة والإيجابية في نفوس جميع أطفالنا لأنهم بناة المستقبل، ولأنهم صناع السعادة، وعلينا أن نعودهم أن يضعوا الأحلام والطموحات التي عليهم الإيمان بها والعمل على تحقيقها، والتي ستسهم في خدمة المجتمع وتزرع الأمل وتلهم الأخرين.

وقالت: "الأحلام يجب أن تكون مناسبة للشخص حتى يتمكن من تحقيقها وتحويلها لحقيقة، وأن تصنع له السعادة، وعلى الجميع أن لا يقف عند الفشل، وعليه أن يتعلم من الخطأ وأن يحوله إلى وسيلة للنجاح وإيجاد السعادة لنفسه ولجميع من حوله ولمجتمعه".

وأضافت: "عندما نقدم المساعدة للأخرين وتدعمهم فإنك سوف تصنع السعادة، وسوف تقدمها للأخرين، وعندما يقدم كل فرد العطاء والمساعدة للآخرين فإن هذا سوف يزرع الخير والإيجابية في المجتمع ويترسخ مفهوم السعادة والإيجابية والعطاء والخير في المجتمع".

وأكدت حارب على أهمية التطوع بأن يكون قيمة أساسية في حياتنا، وأن يكون محور مهم علينا أن نقدمه للأخرين لأنه وسيلة لمساعدة الآخرين وتحسين حياتهم، كما أنه وسيلة لزرع السعادة لدى الآخرين، وبالتالي تتحول السعادة والإيجابية إلى ثقافة وأسلوب حياة.

 

 

 

نحو تحقيق السعادة

أكدت أمل  مراد مدربة باركور على أن السعادة الحقيقة تكمن في الذات من خلال تمكينها وتنمية الثقة فيها، فالسعادة لا تتجلي في زينة الإنسان الخارجية والظهور بمظهر لائق يتماشى مع صيحات الأزياء وامتلاك الأجسام المثالية ومايروج له في صفحات التواصل الاجتماعي  وإنما تكمن في امتلاك الثقة بالذات وتعزيز ذلك بالفكر السليم.

وقالت: "الثقة تمنح الإنسان طاقة إضافية تمكنه من القيام بأمور لم يتوقعها وأن يتخطى عقبات تخيفه وأن مصدر سعادة الفرد ينبع من داخليه و تغذية فكرة و روحه بالأفكار الإيجابية والابتعاد عن السلبية".

وأكدت أمل على الدور الهام للمارسة الرياضة في الترفيه عنالنفس و تحقيق صفاء الذهن بالتالي الوصول لمراحل من الرضا عن الذات وإضافة إلى النشاط والتركيز العالي وبالتالي تحقيق الطموح من خلال العمل الجاد والمتقن. 

التأقلم مع مشاعر الغضب

وأكد رودولف سينيمالي، أن الغضب هو حالة نفسية طبيعية موجودة عند البشر منذ الأزل، لكن هناك العديد من الآليات والطرق التي بإمكان الفرد من خلالها أن يتحكم بالغضب، وتحويله إلى طاقة إيجابية مؤثرة، تسهم في تحقيق السعادة على مستوى المجتمع.  

وذكر سينيمالي بأن التواصل الاجتماعي هو أمر محوري لمكافحة المشاعر السلبية ومنها الغضب، منوهاً بأهمية تفعيل الحوار الاجتماعي المباشر بين الأفراد وضمن الأسرة وفي بيئة العمل، الأمر الذي يعزز العلاقات الإيجابية بين أفراد المجتمع، ويسهم في الحد من الآثار السلبية التي فرضتها التقنيات الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية، منوهاً بأن الانصات والاستماع لمشكلات الآخرين هو أحد أهم أدوات التواصل الاجتماعي الايجابي.

وكانت رحلة السعادة انطلقت مساء يوم الخميس 15 مارس  2018 من شارع المستقبل في "سيتي ووك" بدبي، بمشاركة أكثر من الفي شخص من مختلف الأعمار من 200 جنسية يمثلون فعاليات وطنية ومؤسسية ومجتمعية ورياضية، كما عكست الاحتفاء بالتنوع الثقافي المنسجم والمتناغم لمجتمع دولة الإمارات ما يدعم جهودها بأن تصبح محطة للسعادة في العالم.

وشارك في الكرنفال فرق فنية إماراتية تقدم عروضاً من التراث الوطني الأصيل، إلى جانب فرق رياضية وفعاليات رسمية ومجتمعية، واستضاف أكثر من 100 رياضي من المشاركين في دورة الألعاب الإقليمية للأولمبياد الخاص كضيوف شرف.

كما تكون الكرنفال من 5 محطات هي عام زايد والحياة في دولة الإمارات، والتي تضمنت عروضاً تراثية وثقافية ترمز إلى المعنى الحقيقي للحياة في دولة الإمارات وثقافتها الغنية، وتشمل عروضاً للفروسية وفقرات لفرقة شرطة دبي بمشاركة طلاب المدارس، كما تضمنت فعاليات خاصة بعام زايد، وأنشطة لأصحاب الهمم.

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة