تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينة سموه، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي الرئيس المؤسس لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، وبحضور سمو الشيخ عبد الله بن سالم القاسمي نائب حاكم الشارقة، انطلقت صباح اليوم (الأربعاء) من إمارة الشارقة، مسيرة فرسان القافلة الوردية الثامنة، لتجوب إمارات الدولة السبع على مدى سبعة أيام، لتعزيز الوعي بسرطان الثدي، وتقديم الفحوصات الطبية المجانية للكشف عن المرض.
وقبل بدء حفل انطلاق مسيرة فرسان القافلة الوردية، الذي استضافه نادي الشارقة للفروسية والسباق، دشّن سمو الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي، عيادة "القافلة الوردية" الطبية المتنقلة، والتي سترافق الفرسان على امتداد مسيرتهم للمرة الأولى، وذلك بعد اكتمال تجهيزها بتكلفة بلغت 15 مليون درهم إماراتي، وبدعم من مؤسسة الشارقة للإعلام.
وتفقد سموه العيادة حيث اطلع على الأجهزة الطبية والتقنيات الحديثة المتوفرة فيها، والتي تضمنت أجهزة الماموجرام اللازمة لإجراء الفحوصات للكشف عن سرطان الثدي وعنق الرحم، والفحوصات الأخرى المرتبطة بهما، وهو من أحدث الأجهزة في العالم، والتي سيتم توفيرها مجاناً وعلى مدار العام لجميع المواطنين والمقيمين.
وتفضل سمو الشيخ عبد الله بن سالم القاسمي بتكريم الجهات والمؤسسات التي دعمت القافلة الوردية، وساهمت في تعزيز رسالتها خلال السبع سنوات الماضية، وشمل التكريم ثلاث فئات هي فئة "رواد العطاء" التي ذهبت إلى كل من مصرف الشارقة الإسلامي، ومؤسسة الشارقة للإعلام، وفئتي "شركاء النجاح"، و"سفراء" اللتين ذهبتا إلى عدد من المؤسسات والأفراد.
وفور انتهاء الحفل، تفضل سمو الشيخ عبدالله بن سالم القاسمي بإعطاء إشارة الانطلاق للمسيرة التي تحرك فرسانها في يومهم الأول باتجاه مستشفى الكويت، ليمروا بعدها ببلدية الشارقة، والمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، قبل أن يختتموا اليوم الأول من المسيرة في واجهة المجاز المائية عند الساعة 5:20 مساءً، ناشرين أملاً وردياً على امتداد 11.7 كم قطعوها على صهوات خيولهم.
وخلال كلمتها في حفل انطلاق المسيرة، استعرضت سعادة ريم بن كرم، بدايات انطلاق القافلة الوردية التي حملت في طياتها العديد من حكايات الأمل والعطاء، مشيرةً الى أن الخير هو ما تربى عليه المجتمع الإماراتي.
وقالت ريم بن كرم // نقف اليوم لرواية حكاية بدأت في العام 2010 بدعم كبير من سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الرئيس المؤسسة لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، لإطلاق مبادرة تسعى إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة حول سرطان الثدي، وتعزز أهمية الفحص المبكر، وترفع الوعي بقدرة الوقاية والفحص على مواجهة تداعيات هذا المرض //.
وأضافت بن كرم // كانت الأحلام كبيرة، والخطوات محدودة لا تقودها سوى الأرواح النقية، والعزيمة الصادقة، لا سيما وأن سرطان الثدي ظل مرتبطاً بفقدان العزيمة والاستسلام، فكثر همّ الذين لم يأخذوا الفحص المبكر على محمل الجد، ومن رفضوا فكرة فحص سرطان الثدي عند الرجال، وبدأنا فريقاً صغيراً، وعملنا ساعات كثيرة مسلحين بروح الإصرار والأمل، فكان العام الأول للمسيرة صعباً واجهنا فيه قناعات المجتمع، وحاولنا تغييرها، وفي العام الثاني ازداد الأمل، وكبر الطموح في ازدياد المؤمنين برسالتنا //.
وتابعت رئيس اللجنة العليا المنظمة لمسيرة فرسان القافلة الوردية // كان الإيمان الراسخ الذي زرعه فينا دعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، كافياً لنرى الأحلام تتحقق على أرض الواقع، ونرى عشرات الفرسان يحملون رايات الأمل الوردي، وينشرون رسالة القافلة في الفحص المبكر، ورفع مستوى الوعي تجاه سرطان الثدي، منطلقين من دراسات تؤكد أن هذا المرض يعتبر من أكثر أنواع السرطانات التي تسبب الوفاة للنساء، وفي الوقت نفسه أكثر السرطانات التي يمكن تجنبها والعلاج منها بالفحص المبكر //.
وأضافت بن كرم // جمعت هذه الرؤية الكثير من الأبطال الذين باتوا يكتبون بجهودهم فصولاً مشرقة للقافلة الوردية، حتى باتت حكاية التعب الأولى، وحجم الرفض، الذي لاقته المسيرة منجزات تحصدها اليوم وتلمح أثرها مع كل إصابة مبكرة تكتشفها تزرع فيها الأمل، ومع كل رسالة تنشرها، وصار الفريق الصغير للمسيرة كبيراً بمؤازرة المؤسسات، والهيئات الحكومية والخاصة، وبات الرفض، والشك في أثر الفحص المبكر وأهميته، رسالة أمل ترتبط بالمسيرة //.
وأكملت ريم بن كرم // ثمانية أعوام مضت استحدثنا فيها عيادة القافلة الوردية الطبية المتنقلة، بتبرع سخي من مؤسسة الشارقة للإعلام، ودشنا عيادات في مختلف أنحاء دولة الإمارات، وصرنا نتلقى دعوات من مدن وبلدان عربية وغربية تدعونا لإطلاق المسيرة على أرضها، ليحق لنا اليوم أن نكون فخورين بكل الجهود التي ساندتنا، والتي ظلت معنا لنحوّل مسيرة القافلة الوردية إلى رسالة أمل //.
وتخلل الحفل عرض فيلم وثائقي قصير سلط الضوء على الإنجازات التي حققتها القافلة الوردية خلال السبعة أعوام الماضية، على صعيد تعزيز الوعي بسرطان الثدي، وضرورة الكشف المبكر عنه، حيث أسهمت أنشطتها في تصحيح المفاهيم المغلوطة التي تدور حول المرض، ولعبت دوراً كبيراً في الحد من خطورته، ومنع وصوله إلى مراحل متقدمة عبر الفحوصات المجانية، التي أسهمت في حماية أرواح الكثير من المواطنين والمقيمين.
كما تم عرض فيديو توضيحي قدم شرحاً مفصلاً لعمل عيادة "القافلة الوردية" الطبية المتنقلة، تضمن الخطوات والمراحل التي يمر بها "المُراجع" أثناء إجرائه للفحوصات، بجانب عرض فيديو خاص بمؤسسة الشارقة للإعلام تم من خلاله إبراز الدور الكبير الذي لعبته المؤسسة حتى تحقيق حلم تدشين عيادة "القافلة الوردية " الطبية المتنقلة، كما شهد الحفل تكريم الشركاء والداعمين لمسيرة فرسان القافلة الوردية.
وبعد مرورها بإمارة الشارقة في اليوم الأول، ستزور مسيرة فرسان القافلة الوردية في اليوم الثاني إمارة الفجيرة، وفي اليوم الثالث إمارة دبي، وفي اليوم الرابع إمارة رأس الخيمة، أما في اليوم الخامس فستتواجد في إمارة أم القيوين، وفي اليوم السادس بإمارة عجمان، وأخيراً ستصل إلى العاصمة أبوظبي في اليوم السابع.
وتشهد المسيرة هذا العام مشاركة أكبر عدد من الفرسان منذ انطلاقتها الأولى في العام 2011، حيث بلغ العدد الإجمالي للفرسان المشاركين فيها 230 فارساً وفارسة، بينهم 150 إماراتياً وإماراتية، و65 من دول الخليج العربي وبقية الأقطار العربية، و15 فارساً من أوروبا، كما تشهد مشاركة أكثر من 100 متطوع ومتطوعة، وأكثر من 200 كادر طبي في العيادات الطبية في أكثر 30 عيادة طبية.
وخلال مسيرة الفرسان الثامنة، ستعمل العيادات الطبية الثابتة الموجودة في كل إمارة على مدار 12 يوماً تبدأ من أول أيام المسيرة، من الساعة 10:00 صباحاً وحتى الساعة 6:00 مساءً، في مواقع مختارة بكل إمارة من إمارات الدولة، حيث ستتواجد العيادة الثابتة في إمارة الشارقة بواجهة المجاز المائية، وفي الفجيرة بكورنيش الفجيرة، وفي دبي بدبي مول، وفي رأس الخيمة بكورنيش القواسم، وفي أم القيوين بمستشفى الشيخ خليفة العام، وفي عجمان بكورنيش عجمان، وفي أبوظبي بمجمع قرية السيف.
ووفرت المسيرة في يومها الأول الفحوصات الطبية المجانية بأربع مواقع رئيسة في إمارة الشارقة، هي: مستشفى الكويت (الموقع الوحيد الذي يوفر الفحوصات للنساء والرجال)، ومستشفى الذيد، والمؤسسة العقابية والإصلاحية، ومركز القرائن الصحي، على أن تقتصر الفحوصات (المخصصة لإمارة الشارقة) في باقي أيام المسيرة على العيادة الثابتة في واجهة المجاز المائية، المخصصة للنساء فقط.
وعلى مدار الأعوام الماضية، نجحت القافلة الوردية في تقديم عطاءات لا محدودة في سبيل مكافحة سرطان الثدي، وتعزيز الوعي المجتمعي به، وتبديد المفاهيم المغلوطة حوله، وتوفير الفحوص المجانية للكشف المبكر عنه، وأسفرت الجهود التطوعية الجبارة لكوادر القافلة من أطباء وممرضين متخصصين، ولجان إدارية وإشرافية، وفرسان، ومتطوعين، حضروا من مختلف مناطق دولة الإمارات ومن جميع الجنسيات، عن تقديم 280 ألف ساعة عطاء، تعادل 32 عاماً من العمل التطوعي.
وتمكنت القافلة الوردية على مدار مسيراتها السبع من قطع مسافة 1640 كيلو متراً عبر إمارات الدولة السبع، بمشاركة أكثر من 490 فارساً و700 متطوع، مقدمة الفحوصات الطبية لـ 48 ألفاً و874 شخصاً، بينهم 32 ألفاً و93 مقيماً، و16 ألفاً و781 مواطناً، وذلك من خلال 578 عيادة ثابتة ومتنقلة.
حضر حفل الانطلاق إلى جانب سموه كل من: الشيخ عبدالله بن ماجد القاسمي رئيس مجلس إدارة نادي الشارقة للفروسية والسباق، والشيخة عائشة خالد القاسمي مديرة سجايا فتيات الشارقة، وصاحبة السمو الملكي الأميرة غيداء طلال رئيسة هيئة أمناء مؤسسة ومركز الحسين للسرطان في الأردن، وسعادة اللواء سيف الزري الشامسي قائد عام شرطة الشارقة، وسعادة الدكتور سعيد مصبح الكعبي رئيس مجلس الشارقة للتعليم، وسعادة عبدالله المحيان رئيس هيئة الشارقة الصحية، وسعادة علي سالم المدفع رئيس هيئة مطار الشارقة الدولي، ونورة النومان رئيس المكتب التنفيذي لسمو الشيخة جواهر القاسمي، وسعادة سالم سيف القصير رئيس هيئة تطوير معايير العمل بالشارقة، وسعادة محمد عبدالله الرئيس التنفيذي لمصرف الشارقة الإسلامي، وريم بن كرم رئيس اللجنة العليا المنظمة لمسيرة فرسان القافلة الوردية، وعدد من الشيوخ وعدد كبير من المسؤولين في دوائر ومؤسسات حكومة الشارقة.
كما حضر الحفل سعادة ثابت سالم الطريفي مدير عام بلدية مدينة الشارقة، ومحمد الزرعوني مدير منطقة الشارقة الطبية، وسعادة موضي بنت محمد الشامسي رئيس إدارة مراكز التنمية الأسرية، وسعادة خولة السركال مدير عام نادي سيدات الشارقة، وسالم الغيثي مدير قناة الشارقة التابعة لمؤسسة الشارقة للإعلام، وسعادة طارق سعيد علاي مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة وممثلين للشركاء والداعمين.