مع احتفال العالم بشهر التغذية الوطنية في مارس، لا يزال التركيز منصبًا على أهمية اتخاذ خيارات غذائية مدروسة واتباع عادات غذائية مسؤولة من أجل التمتع بحياة صحية.
إن شعار هذا العام:“المضي قدمًا بالغذاء"قد جاء في الوقت المناسب، فهو بمثابة جرس إنذار بالنسبة لمناطق مثل الإمارات العربية المتحدة، والتي بدأت مسار الحرب لمكافحة أمراض نمط الحياة الخاطئ تماشيًا مع رؤيتها الوطنية 2021 والرامية لتحقيق نظام رعاية صحي ذو مستوى عالمي.
وتسعى هذه الخطة الطموحة إلى المساعدة في التصدي لأمراض القلب والأوعية الدموية والسكري المنتشرة في المنطقة والوقاية منها. ولكن مع استمرار البلاد في تحقيق خطوات هامة في تحسين المعايير الصحية لسكانها، لا يزال الضغط على سكانها لإنقاص وزنهم من خلال إيلاء اهتمام خاص لأساليب حياتهم ووجباتهم الغذائية. ومع استمرار ظهور الحالات والأمراض المرتبطة بنمط الحياة، لا يزال التغيير في النظام الغذائي هو الحل الوحيد وذو التكلفة المعقولة والأكثر فعالية في الحد من ظهور هذه الحالات القاتلة.
فقد كشفت يورومونيتور في تقريرها لعام 2015 أن سكان دولة الإمارات العربية المتحدة كانوا من أكبر مستهلكي السعرات الحرارية على مستوى العالم، بمتوسط استهلاك 1000 سعر حراري يوميًا تأتي وحدها من الوجبات السريعة التي تهيمن على وجباتهم اليومية. كما تشير تقديراتها إلى أنه بحلول عام 2019، سيستهلك الفرد الإماراتي ما يزيد عن 180 سعرة حراري أكثر يوميًا. يشكل تناول السعرات الحرارية العالية مشكلة يبدو أن الإماراتيين يتصارعون معها، تأتي تلك السعرات العالية بشكل رئيسي من الأطعمة والمشروبات المعلبة وترتبط ارتباطًا وثيقًا بالبدانة. ووفقًا لخبراء الصحة والتغذية، فلا يزال هذا اتجاهًا مثيرًا للقلق يمكن أن تكون عواقبه كارثية بالنسبة لمواطني البلد والاقتصاد الإقليمي عمومًا.
ومع هذه الإحصاءات المروعة، لا يزال الأطفال هم الأكثر عرضة، نظرًا لأن غالبية الآباء والأمهات بصفة خاصة يعملون بدوام كامل. ووفقًا لدراسة أجرتها مجموعة من الأطباء الإماراتيين المنتدبين من مرافق الصحة العامة، لا تزال حالات البدانة بين عمر عامين إلى اثني عشر عامًا في ازدياد.
لا تزال بريانكا ميتال، مديرة شركة كي.بي.آر.إل المحدودة، المصنعة لكينوا انديا جيت، متفائلة فعلى الرغم من القلق بشأن ارتفاع حالات أمراض نمط الحياة في جميع الفئات العمرية في المنطقة، إلا أن الكثير من الناس الآن يتبنون أنماط حياة أكثر صحة من خلال تغيير نظامهم الغذائي ليشمل خيارات متزايدة من الطعام الطبيعي.
"من المشجع أن نرى المزيد من الناس يتبنون نمط حياة أكثر صحة، من خلال إدراك أنهم وأسرهم أيضًا يقعون في ظل خطر التشخيص بأمراض مثل السكري والسمنة أو حالات القلب والأوعية الدموية. ومع ذلك فعلى الرغم من الجهود المبذولة، فإننا كمنطقة لم نصل بعد إلى بر الأمان. إن التدابير الوقائية، مثل تغيّر النمط الغذائي، هي المفتاح الأساسي في وقف ازدياد الإصابة بهذه الأمراض".
تشدد بريانكا على أهمية دمج الأطعمة الغنية بالبروتينات والألياف مع العناصر الغذائية الرئيسية الأخرى في وجبات الطعام، باعتبار هذا أمرًا حاسمًا في إبعاد خطر أمراض نمط الحياة.
"دأبنا دائمًا كشركة على اتخاذ التدابير الوقائية من خلال اتباع نهجٍ استباقي. يمكن منع هذه الأمراض من خلال إجراء الفحوصات الطبية المنتظمة، ولكن الأهم من ذلك هو اتباع نظام غذائي صحي وتناول الطعام بشكل صحيح ".
ولكن حتى مع التغيير البطيئ للعادات الغذائية المشبعة بالدهون إلى الأغذية العضوية، يحتاج الناس، الذين ما زالوا متشككين في قدرة الأطعمة العضوية أن تكون لذيذة، إلى إدراك أن الخيارات المتماشية مع نمط الحياة الخاطئ يمكن أن تؤثر سلبًا على الصحة العامة والسلامة.
تستشهد بريانكا بأطعمة مثل الكينوا كبديل صحي يسهل طبخه ويمكن تكييفه ليتناسب مع مختلف الأذواق والمأكولات. "بالنسبة لأولئك الذين يتطلعون إلى تعزيز نظامهم الصحي، فإن الكينوا هي إلى حد بعيد واحدة من أكثر الخيارات المتاحة فاعلية. حيث تتميز بأنها مصدر غني بالبروتين النباتي وذات تركيز مرتفع من الحديد، ولها القدرة على زيادة إمدادات الأوكسجين في الدم مما يساعد على النشاط، كما تحسن الهضم وتساعد في نمو العضلات. وأضافت بريانكا "تساعد الكينوا الجهاز العصبي أيضًا، وتعزز من فقدان الوزن وكذلك تحارب الأمراض نتيجة لغناها بمضادات الأكسدة."
وقد أطلقت الأمم المتحدة تسمية "السنة الدولية للكينوا" على عام 2013، وذلك تقديرًا للمحتوى الغذائي الغني لهذا المحصول. فبالإضافة إلى احتواءها على ضعف محتوى الأرز أو الشعير من البروتين، فالكينوا أيضًا مصدر ممتاز لكل من الكالسيوم والمغنيسيوم والمنجنيز. كما أنها تساهم بمستويات مفيدة من العديد من فيتامينات ب، وفيتامين هـ والألياف الغذائية.