في الوقت الذي يترقب فيه السعوديين افتتاح صالات السينما في المملكة خلال الربع الأول من 2018 بعد حظر أمتد لأربعة عقود، سيشهد السوق السعودي حسب تحليلات المراقبين منافسات قوية بين الشركات المتخصصة المحلية والإقليمية والدولية للظفر برخص تشغيل صالات السينما في مدن المملكة، وبخاصة في ظل توقعات اقتصادية بإيرادات مالية كبيرة، من شأنها المساهمة في زيادة وتنويع فرص العمل الوظيفي بين الشباب السعودي.
يأتي ذلك بعد النجاح الجماهيري الكبير الذي حققته أول العروض السينمائية التجارية، التي استمرت لمدة 6 أيام واقبل على شراء تذاكرها٣٥٠٠ مشاهد، بفيلمين عالميين للأطفال هما "كابتن أندربانتس" من إنتاج دريم ووركس و"إيموجي" من أنتاج سوني وكليهما أنتجا خلال 2017. وبدعم من الهئية العامة للترفيه. وبمشاركة عدد من الرعاة المؤثرين، وهم : روتانا ، وفيرجن ميجا ستور، وجمعية الثقافة والفنون بجدة، و#W7Worldwide للإستشارات الإستراتيجية والإعلامية.
ويؤكد المخرج والمنتج السينمائي السعودي ممدوح سالم المنظم لعروض كلا الفيلمين، على التوقعات الاقتصادية النشطة للقطاع السينمائي في المملكة، موضحاً بأن المستقبل السينمائي السعودي سيدعم خيارات الترفيه بشكل كبير محلياً، وهو ما تبحث عنه العائلات والأفراد من الشباب بذهابهم لمشاهدة العروض السينمائية في العديد من الدول الخليجية المجاورة كالإمارات والبحرين على حد سواء. وأضاف بأن الأمر إيجابي، وسيكون له انعكاسات اقتصادية وثقافية على المستوى الوطني، وبخاصة أن الترفيه يعد رافداً أساسياً في رؤية المملكة 2030، وهو أحد الخيارات الرئيسية الترفيهية والثقافية". وأضاف ممدوح سالم في سياق حديثه :" إذا ركزنا إلى رؤية المملكة 2030 لقطاع الترفيه، سنجد أن فقرتها الرئيسية تشير بوضوح تام بأن المشروعات الثقافية والترفيهية ستلعب دوراً اقتصادياً مهمّاً عبر توفير العديد من فرص العمل". وحيال الوظائف التي ستوفرها صالات السينما في المملكة، بيَّن ممدوح سالم بأن تشغيلها سيخلق حزمة من الفرص الوظيفية، كما أنه سيطلق خارطة واسعة الاستثمار الإبداعي السينمائي المتعلق بصناعة إنتاج وإخراج الأفلام خلال العقد المقبل، بالإضافة إلى ظهور مهن جديدة لم يتعودها السعوديين من قبل في هذا المجال،ناهيك عن إنشاء معاهد للتدريب على أعمال قطاع السينما لاكتساب المهارات اللازمة.
ويرى إبراهيم البلوشي المهتم في صناعة السينما بالسعودية، أن دُور السينما المحلية ستوفر على المهتمين بمشاهدة الأفلام في الصالات السينمائية عناء الترحال للدول المجاورة، مما سيوقف تسرب مبالغ ضخمة خارج المملكة كان ينفقها السائح السعودي على قطاع الترفيه وكما سيزيد من جهة أخرى الإنفاق الإجمالي على الثقافة والترفية في المملكة كأحد مستهدفات رؤية 2030. وبحسب إبراهيم البلوشي، الذي تمتد خبرته بالفن السينمائي الى أكثر من 32 عاماً حيث يعتبر أول سعودي مشارك في موقع IMDb العالمي للسينما منذ عام 1994، فإن الدراسات الاقتصادية تتوقع أن يؤدي إعادة تشغيل قطاع السينما في المملكة إلى زيادة حجم سوق المحتوى الإعلامي السعودي وتحفيز النمو والتنوّع الاقتصادي من خلال المساهمة بنحو 90 مليار ريال إلى إجمالي الناتج المحلي، واستحداث أكثر من 30 ألف وظيفة دائمة، إضافة إلى أكثر من 130 ألف وظيفة مؤقتة بحلول 2030.