إن الذكاء الاصطناعي هو عبارة عن محاكاة الجهاز للوظائف التي يقوم بها البشر مثل الاستشعار والتعلم، والاستدلال، واتخاذ قرار والتصرف. وعلي الصعيد التقني، فإن الذكاء الاصطناعي يدعم حالات استخدام مثل الدردشة الألية، الكشف عن الغش، أتمتة الوثائق المعرفية وغيرها.
على سبيل المثال، يستخدم بنك "دانسك" تقنيات الذكاء الإصطناعي للكشف عن حوادث الغش مثل الفواتير الوهمية وسرقة الهوية وغيرها. قبل تطوير الذكاء الاصطناعي، كان لدي بنك دانسك العديد من المؤشرات الايجابية الكاذبة. مع الذكاء الاصطناعي أصبح قادر على الحد من الإيجابيات الكاذبة بنسبة 60٪ . مما ساعد على توفير الملايين فضلا عن زيادة كفاءة خدمة كشف الاحتيال.
خط فاصل
إذن ماهو الخط الفاصل بين ما يمكن إعتبارة ذكاء اصطناعي وما هو ليس كذلك؟ ، ببساطة إن التقنيات التي تستخدم القواعد الثابتة والقوة عديمة التفكير ولا تحاكي التفكير البشري لا تعد ضمن تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وكمثال على ذلك، يمكن بناء تطبيقات الكشف عن الاحتيال عن طريق إدراج جميع عمليات الاحتيال المحتملة التي حدثت في الماضي والتحقق من هذه القائمة. هذا لايعد ذكاء اصطناعي لانة لايسمح للألة بالتفكير، وإنما يعتمد فقط علي اتباع قواعد محددة. ونظرا لأن المحتالين دائما ما يجدون طريقة جديدة للخداع، فلن تتمكن من اكتشاف الحوادث الناشئة والجديدة من حوادث الغش.
وبالمضي قدما في نفس السياق، من الهام أن ندرك الحالة الراهنة للذكاء الاصطناعي، وهو إمكانية محاكاة العقل البشري ولكن ليس بشكل كامل، فنحن مازلنا بعيدين عن تلك الحالة التي يمكن فيها للذكاء الاصطناعي أن يفكر تماما كإنسان. وفي الوقت الحاضر يستخدم الذكاء الاصطناعي لأتمتة مهام محددة يقوم بها الإنسان. تلك الصناعات التي تتضمن مهام بشرية محددة للغاية وقابلة للأتمتة سوف تتأثر قريبا بالتطورات المستقبلية لتقنيات الذكاء الاصطناعي.
تغيير الأدوار
وتعد القطاعات الرئيسية التي ستتأثر هي في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات السلكية واللاسلكية وخدمات المستهلكين والخدمات المالية والتصنيع والإنتاج. فالصناعات التي يقل فيها النشاط البشري، مثل التعليم والإعلام والترفيه والرياضة والبناء والممتلكات، ستكون أقل تأثيرا على المدى القصير، ولكنها ستتأثر في وقت لاحق على المدى المتوسط والطويل.
وفي حين أن التقدم في تقنيات الذكاء الاصطناعي سيحل محل بعض المهام المحددة التي يقوم بها البشر، فإنه سيخلق أيضا فرصا جديدة لإعادة تحديد أدوار الوظائف. أحد هذه الأدوار هو مدير الذكاء الاصطناعي. و هو المدير التنفيذي المسؤول عن استراتيجية الذكاء الاصطناعي والتنفيذ في المؤسسة. ولكن بالمقارنة مع مدير البيانات، فإن هذا الدور سيشمل أيضا التحدي البشري المتمثل في إعادة تعريف توصيف الوظائف بالاقتران مع الموارد البشرية، كجزء من تطوير مشروع الذكاء الاصطناعي في المؤسسة.
وهناك دور آخر هو "عالم مواطنة البيانات". وتعرف "غارتنر" عالم مواطنة البيانات بأنه الشخص الذي يعد أو يولد النماذج التي تستخدم تحليلات التشخيص المتقدمة ولكن وظائف تلك النماذج و مهمتها الرئيسية تكون خارج مجال الإحصاءات والتحليلات وتمتد لجميع المجالات. حيث سيكون هناك المزيد من الطلب على تقنيات الذكاء الاصطناعي، والفجوة بين العرض والطلب علي علماء البيانات سوف تزيد. وسيؤدي ذلك إلى نقل أعباء العمل التقليدية في مجال علم البيانات إلى عالم مواطنة البيانات، في حين سيركز خبراء علم البيانات بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي.
تطبيق واعتماد المؤسسات
وفقا لدراسة أجرتها تيراداتا مؤخرا، فإن جميع المشاركين تقريبا وبنسبة تصل لـ %91 ، يتوقعون وجود عوائق كبيرة أمام اعتماد تلك التقنيات. ويتوقع الأغلبية بنسبة 40٪ وجود عقبات بسبب نقص البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات ، يليها نقص المواهب الداخلية بنسبة 34٪. كما أن 33٪، يدعون أن تقنيات الذكاء الاصطناعي المتاحة اليوم غير مثبتة بالشكل الكامل و وليدة، في حين يطمح 30٪ لميزانية أكبر للتقنيات. ومع ذلك، فإن الشكوك تبدو أقل في مجالات أخرى – حيث أعرب 19٪ فقط قلقة من ضعف وقلة حالات استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، و أبدي 20٪ فقط شعورهم بالقلق حيال تأثير الذكاء الاصطناعي والأتمتة على الوظائف ومعنويات العاملين.
وسوف تتغلب الشركات على هذة العقبات مع زيادة الوعي على المستوى التنفيذي و إعداد استراتيجية لتنفيذ واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي على مستوى المؤسسة بالكامل. ويشير ذلك الي تحول علي المستوي التنفيذي: ففي الوقت الحالي، تندرج استراتيجية الذكاء الاصطناعي عادة ضمن مسئوليات المدير التقني CTO أو المدير التنفيذي CIO، ولكن في المستقبل القريب، فإن غالبية الشركات التي شملتها الدراسة تخطط لتنصيب مدير متخصص للذكاء الاصطناعي لتولي المسئولية.
حالات الاستخدام
وقد بدأت العديد من الحكومات بالفعل العمل على استراتيجيات الذكاء الاصطناعي للبلدان والمدن. وتحمل تقنيات الذكاء الاصطناعي العديد من المزايا المحتملة للمدن، مثل تنفيذ 100٪ من السيارات بدون سائق، القضاء علي الازدحام المروري، و المنازل الذكية، وغيرها. ولكن هذا أيضا يعني الكثير من التغييرات على العديد من الأصول التقليدية داخل المدينة. على سبيل المثال، هل نحن بحاجة إلى إشارات المرور عندما يتم تنظيم حركة المرور بالكامل من قبل الذكاء الاصطناعي. لذلك، هناك سيناريو واحد ممكن في المستقبل هو، إنشاء مدن جديدة تماما يتم تصميمها على استنادا لأطر واستراتيجيات الذكاء الإصطناعي
إن تقنيات الذكاء الاصطناعي قادمة و تتحرك بشكل سريع داخل المؤسسات. والشركات، التي ليس لديها استراتيجية للذكاء الاصطناعي ستتضائل أعمالهم في المستقبل القريب. كما سنشهد أيضا دمج الذكاء الاصطناعي في الأجهزة، مثل الروبوتات والطائرات بدون طيار. وهذا سيمكن مختلف التطبيقات الجديدة مثل روبوت مندوب مبيعات أو روبوت إجراء المقابلات والخدمات اللوجستية الذكية. في النهاية التحول هو مجرد بداية.