٢٧ جمادى الأولى ١٤٤٦هـ - ٢٨ نوفمبر ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
المال والأعمال | الاثنين 11 ديسمبر, 2017 3:40 مساءً |
مشاركة:

المؤتمر الدولي الأول للتعليم المهني والتوظيف الدامج 2017 يدعو لتفعيل دور المجتمع والقطاع الخاص في دمج أصحاب الهمم

دعا المشاركون في أعمال المؤتمر الدولي الأول للتعليم المهني والتوظيف الدامج 2017، والذي اختتم أعماله اليوم في دبي، إلى تفعيل دور المجتمع بكافة أطيافه في عملية التوظيف الدامج لأصحاب الهمم، والتي يأتي في مقدمتها مؤسسات وجهات القطاع الخاص، التي لها دور كبير في تحقيق رؤية حكومة الامارات المتمثلة في الوصول إلى مدينة صديقة لأصحاب الهمم بحلول عام 2020، وايجاد مجتمع دامج ممكن لكل أفراده، وفي مقدمتهم أصحاب الهمم.

 

وأقيم المؤتمر تحت رعاية هيئة تنمية المجتمع بدبي، وتنظمه مؤسسة بيت المؤهلات البريطانية، بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، تزامناً مع اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة واليوم العالمي لحقوق الإنسان، حيث ركز المؤتمر على آليات وسبل تفعيل دور جميع الجهات المختلفة لاستراتيجية دبي للأشخاص ذوي الإعاقة 2020 ومُبادرة "مُجتمعي مكان للجميع" التي أطلقتها هيئة تنمية المجتمع بدبي، وتهدف إلى تحويل إمارة دبي بالكامل إلى مدينة صديقة لأصحاب الهمم. 

 

وناقشت جلسات المؤتمر التي امتدت على مدى يومي 10-11 ديسمبر، سبل الارتقاء بآليات التوظيف الدامج لأصحاب الهمم، وكيفية تجسير الفجوات في الوسط الوظيفي، والتي تحول دون الوصول إلى عملية دمج كاملة لأصحاب الهمم.

 

توحيد  الجهود لتحقيق توظيف دامج لأصحاب الهمم

وقال سعادة أحمد عبد الكريم جلفار مدير عام هيئة تنمية المجتمع في دبي: "المشاركة الكبيرة والنقاشات المثمرة التي شهدها المؤتمر، تؤكد أهمية قضية التوظيف الدامج لأصحاب الهمم والتي تعد أولوية كبرى في دولة الإمارات بالنسبة للحكومة والمجتمع على حد سواء، كما أنها تأكيد على أننا نسير على الطريق الصحيح للوصول إلى مجتمع دامج ممكن بكل أفراده، وهذا يحتاج إلى توحيد  الجهود لترجمة التشريعات التي أقرتها الحكومة في هذا المجال لتكون خطط وآليات عمل تسهم في تحقيق استراتيجية دبي للأشخاص ذوي الإعاقة 2020 وفي جميع محاورها".

 

وأضاف سعادته: "تحقيق التوظيف الدامج يتطلب دور فاعل ومهم من القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المختلفة والذي ننظر إليه كشريك استراتيجي في تحقيق رؤية الهيئة وكشريك استراتيجي في تمكين أصحاب الهمم من القيام بالدور الفاعل في المجتمع، وقد ساهم المؤتمر بما تضمنه من جلسات نقاشية وورشات عمل للتأكيد على هذا الدور ووضع التصورات التي تسهم في الوصول إلى رؤية مستقبلية واعدة لواقع أصحاب الهمم في سوق العمل".

 

رحلة التوظيف الدامج

وطرح المؤتمر تصورات لكبار الخبراء والمتخصصين في مجال التوظيف الدامج والذين أكدوا على أهمية  توفير البيئات والإمكانات التي تمكن أصحاب الهمم من التحول إلى منافسين في سوق العمل والتأكيد على أهمية  العمل لإيجاد شخص مناسب للوظيفة وليس وظائف لأصحاب الهمم.

 

وقال أحمد الملا مدير العلاقات الخارجية في مبادرة "تمكين" أحد مبادرات هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي: "إن من أهم التحديات التي تواجه سوق العمل هي عدم تقبل المؤسسات لأصحاب العمل وسؤالهم عن الكيفية التي سوف يمارسون بها عملهم والصورة النمطية المكونة لدى أفراد المجتمع، بالإضافة إلى قدرات أصحاب الهمم والمهارات التي يمتلكونها، ومن هنا فإنها لابد من إيجاد الأدوات والوسائل التي يمكن أن تعمل على إزالة هذه العقبة الأساسية التي تحول دون دمج أصحاب الهمم في المجتمع، وتهيئة البيئة المناسبة التي يمكن من خلالها أن يتمكن أصحاب الهمم من أن يكونوا فاعلين في مجتمعاتهم وفي الأوساط التي يوجودون فيها ويكونون في الوقت ذاته قادرين على التعايش في البيئة التي يعيشون فيها".

 

وأضاف الملا: "فكرة التمكين أتت لردم الهوة بين متطلبات سوق العمل والمؤهلات التي يحتاجها المتقدم لسوق العمل وبين الدراسات الأكاديمية، ومن هنا يحاول تمكين من سد هذه الفجوة من خلال سلسلة من الدورات التدريبية ليكون أصحاب الهمم مؤهلين لسوق العمل، والنظرة الحالية هي خلق وظائف لأصحاب الهمم مع الحرص على الارتقاء بقدراتهم ليكونوا منافسين في سوق العمل، وموضوع خلق التنافسية لابد من تغيير قناعات والتي لابد أن تبدأ من قناعات أصحاب الهمم أنفسهم ومن ثم التغيير الانتقال إلى تغيير الوعي المجتمعي لتحقيق الآثار الإيجابية، وبرأي أن التحدي الحقيقي هو إيجاد شخص مناسب للوظيفة وليس فقط إيجاد وظيفة للشخص وهذه هي الرسالة الأساسية التي لابد من العمل عليها لتحقيق الدمج الحقيقي في المجتمع".

 

وأكد الدكتور ديفيد هوليمان مدير عام مجموعة سيجلو أن هناك ثلاث مجالات لتحقيق الدمج وهي التعليم  وسوق العمل وبيئة العمل المناسبة، وضمن هذه الرؤية فإنه لابد من العمل مع أصحاب الهمم ضمن هذه المحاور الثلاث، وقال: "رغم هذا فإنه لابد من التعرف على قدرات أصحاب الهمم والتعامل معهم ضمن  هذه الرؤية فإنه لايمكن أن نوجد بيئات مناسبة دون التعرف على قدراتهم وإمكاناتهم وما يمكنهم القيام به، وعند معرفة ذلك فإنه يمكننا أن نوجد توظيف دامح مناسب ويمكن أن نقدم لهم الفرصة للحصول على الوظائف المناسبة والتي يمكنهم من خلالها أن يساهموا بفاعلية في مجتماعاتهم، وهذا هو الهدف الرئيس الذي علينا جميعاً العمل على تحقيقها.

 

وقال: "تحقيق التطور المطلوب في المجتمع فيما يتعلق بأصحاب الهمم سواء فيما يتعلق بالتعليم أو سوق العمل، يحتاج إلى وقت ولن يكون بسرعة كبيرة لأنه لابد من إيجاد قناعات مجتمعية في هذا الإطار ليكون التوظيف على أساس الكفاءة وعلى أساس الإضافات التي يقدمها أصحاب الهمم إلى مكان العمل، ومن هنا فإنه لابد من البدء في اتخاذ جميع الإجراءات التي تمكن من تحقيق ذلك وعدم الاكتفاء بالحديث عنه، ولابد كذلك من إيجاد عمل مشترك بين جميع القطاعات، كما أنه لابد من العمل أيضاً على مستوى عالمي لوضع القواعد والأسس التي تمكن للانتقال إلى هذه المرحلة، المرحلة التي يكون فيها أصحاب الهمم منافسين حقيقيين في سوق العمل".

 

وذكر الاستاذ شون بيفت من هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي أن التعليم يقوم على المساواة في الفرص، وعلى المساواة بين جميع الطلاب من خلال توفير جميع الإمكانيات والأدوات، وفسح المجال أمام الجميع ليبحثوا عن فرصهم في المجتمع، وقال: "بكل تأكيد هذه رسالة التعليم، ومن هنا فإنه لابد من توفير جميع الإمكانات التي تسمح لأصحاب الهمم من اكتساب الخبرات والمهارات التي تمكنهم من الدخول بكل ثقة وقوة إلى سوق العمل وليكونوا قادرين على ترك الأثر المناسب في المجتمع من حولهم".

 

وبين بيفت أن على المدارس عليهم الاستجابة إلى متطلبات أصحاب الهمم، ولابد أن يكون التركيز الأساسي على إيجاد منهج رئيس لتحقيق التقدم في هذا المجال، ولابد ضمنها أن تحقق المدارس هذا التطور في إطار تحقيق البيئات المناسبة لأصحاب الهمم، ومن هنا تبرز أهمية ربط عمليات التقييم في إجراء التعديلات والذي يمكن بدوره أن يحفز على إجراء التعديلات المطلوبة في المدارس لتتحول إلى بيئات صديقة لأصحاب الهمم وقادرة على توفير جميع متطلبات هذه الفئات وتلبية احتياجاتهم.

 

وقال: "لتحقيق هذه الرؤية فإن لدى الهيئة التشريعات والخطط التي تمكن من هذا وتسهم في حث المدارس على إجراء التعديلات المناسبة، لتوفير التعليم المناسب لأصحاب الهمم، وهناك تعاون تام مع جميع الجهات لتحقيق هذا، وأعتقد أن دبي تحقق الكثير من الإنجازات في هذا المجال وسوف تكون من نموذج في أن تكون مدينة صديقة لأصحاب الهمم في وقت قريب".

 

تحديات وحلول لتحقيق توظيف دامج لأصحاب الهمم في دبي

كما تم تنظيم مجموعة من ورش العمل على هامش المؤتمر والتي يأتي في مقدمتها ورشة العمل التي قدمها الدكتور حسين علي المسيح خبير قطاع التنمية والرعاية الاجتماعية في هيئة تنمية المجتمع في دبي وبحثت الطرق والأساليب التي تسهم في تطوير اللوائح التنفيذية الخاصة بالتوظيف الدامج من خلال بحث الأفكار الرئيسية المرتبطة بالتنفيذ الأمثل لبنود التوظيف الدامج التي تضمنها القانون رقم 2 لعام 2014 القاضي بحماية حقوق ذوي الإعاقة في إمارة دبي مع الجهات المعنية في هذا المجال من أصحاب الهمم وممثلين عن مؤسسات القطاع الخاص بالإضافة إلى ممثلين من جهات المجتمع المختلفة.

 

وقد طرحت الورشة عدد من النقاط الرئيسية التي كانت محور النقاش والبحث عن أهميتها بالإضافة إلى مناقشة التحديات التي تحول تحقيق التوظيف الدامج وأهم الحلول المناسبة لها، وتمحورت محاور النقاش حول كيفية ضمان عدم التمييز في سوق العمل وأهم الجهات المشاركة في نظام العمل والإجراءات العادلة والمنصفة بحق أصحاب الهمم، مع وضع تصورات عن بيئة العمل المناسبة لأصحاب الهمم مع فسح المجال لتوفير فرص للتدريب والتعليم والتقدم الوظيفي مع توفير فرص للعمل الحر والترتيبات التيسرية.

 

وأشار  الدكتور حسين علي المسيح أن فسح المجال أمام جميع الجهات المعنية للاجتماع في مكان واحد يقدم فرصة للبحث المعمق في التحديات والبحث بدقة عن الحلول المناسبة في القضايا المتعلقة بالتوظيف الدامج، والتي سيتم الاستفادة منها في إعداد اللائحة التنفيذية من القانون الخاص بأصحاب الهمم، وقال: "استراتيجية دبي للأشخاص ذوي الإعاقة 2020 تتضمن المحاور ذاتها التي يشتملها القانون والتي يأتي من ضمنها التوظيف الدامج والذي يعتبر من أهم المحاور التي تسهم في تمكين أصحاب الهمم من القيام بدورهم والمساهمة بفاعلية في المجتمع".

 

وأضاف: "لتحقيق هذا الدمج الفاعل لابد من توفير مجموعة من المقومات والأسس التي تسهم في تحقيق ذلك وفي مقدمتها توفير الأدوات والوسائل  التي تسهم في تمكين أصحاب الهمم من العمل بشكل متساو في بيئات العمل، وبما يمكن الوصول لأن تكون دبي مدينة صديقة لأصحاب الهمم بحلول العام 2020".

 

وطرحت الورشة مجموعة من التحديات وقدمت الحلول المناسبة لها التي تضمن لهم المساواة في بيئة العمل وضمان عدم التمييز ضدهم، والتي يأتي في مقدمتها أهمية الفصل بين الأجوار المدفوعة كرواتب شهرية وبين الدعم الاجتماعي بالإضافة إلى أهمية توفير المواصلات والاحتياجات الخاصة لذوي الهمم وبما يتناسب مع إعاقاتهم وتقدير حالتهم الصحية، وتوفير فرص للتدريب والتأهيل وتأمين بيئة مناسبة في مؤسسات العمل المختلفة.

 

كما أكدت الورشة على أهمية توفير برنامج مفصل لأصحاب الهمم وحسب إعاقاتهم ليكونوا قادرين على العطاء والاستفادة من قدراتهم والطاقات التي يمتلكونها، والعمل في الوقت ذاته على توفير التوعية والمعرفة في المؤسسات المختلفة وفي سوق العمل مع تأكيد على إيجاد التشريعات التي تسهم في إيجاد نوع من الإلزام في توظيف أصحاب الهمم والمساواة في الحقوق والواجبات، ووضع نظام محدد للمزايا والعلاوات التحفيزية وتحديد لساعات العمل والفترة الزمنية للعمل والعمر الخاصة بالتقاعد، وإعداد  عقود عمل خاصة تتناسب مع إعاقاتهم وتعديل عمل الموارد البشرية بما يتناسب كذلك مع أصحاب الهمم.

 

ويعد المؤتمر الحدث الأول من نوعه في المنطقة، في دبي يومي 10 و11 ديسمبر 2017، بمُشاركة نُخبة من الباحثين والأكاديميين والخبراء في مجال التعليم المهني والتوظيف الدامج.

 

ويسعى المؤتمر الدولي الأول للتعلم المهني والتوظيف الدامج 2017، إلى تحديد احتياجات التوظيف لأصحاب الهمم، فضلا عن متطلبات وشروط إدماجهم بنجاح في سوق العمل، من خلال سلسلة من المحاضرات والمناقشات وورش العمل التي يتم تنظيمها على مدار  يومي إنعقاده، بإشراف أكاديميون وخُبراء بارزون في مجال التعليم المهني.

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة