أكدت دراسة أصدرتها "أكسنتشر"، الشركة العالمية المتخصصة في تقديم الخدمات والحلول المهنية في مجالات التخطيط الاستراتيجي والاستشارات والرقمنة والتقنيات والعمليات، على أن تطوير المهارات البشرية، مثل مهارات القيادة والتفكير النقدي والمهارات الإبداعية والذكاء العاطفي، يمكن أن يسهم في خفض نسبة خسارة الوظائف الناجمة عن الأتمتة الكاملة في ظل المشهد الرقمي المتغير بسرعة، الأمر الذي يمنح الفرصة للرؤساء التنفيذيين بالتوسع في تدريب الموظفين وصقل مهاراتهم كي يتمكنوا من التأقلم مع التغيير والاستعداد للمستقبل. وبحسب نتائج الدراسة التي أجرتها الشركة بعنوان "مواكبة التحوّل: إعداد القوى العاملة للمستقبل" يجب على الرؤساء التنفيذيين التنبّه إلى ضرورة وضع الموظفين في صدارة أولويات التغيير بهدف تحضير قوى عاملة قادرة على التعامل مع متطلبات المستقبل.
وأبدى 9 من كل 10 موظفين (أي 93% من الموظفين) في المملكة العربية السعودية، حماسهم للتغييرات التي تحملها التكنولوجيا لقطاعات العمل خلال السنوات الخمس المقبلة. وفيما توقّع المشاركون في الدراسة تغييرات كبيرة في طريقة عمل الجيل الجديد من القوى العاملة، معتبرين أن هذه التغييرات ستحمل معها مزيداً من الفرص بحسب 64% من المشاركين أكثر من التحديات وفق 33% من المشاركين. وتوقع 50% من المشاركين في المملكة العربية السعودية بتدخل الأتمتة والتحكم الآلي في وظائفهم خلال السنوات الخمس المقبلة.
ولمواكبة التغييرات الجارية، أبدى كافة المشاركين تقريباً من السعودية بواقع 99% رغبتهم باستثمار أوقات الفراغ في تعلّم مهارات جديدة تجعلهم قادرين على مواكبة التطور في عملهم. كما ذكر حوالي أربعة أخماس المشاركين أو 81% رغبتهم في تعلّم المهارات الجديدة بانتظام لدورها في مواكبة التطور ضمن بيئة العمل. واتخذ 85% من المشاركين خطوات عملية لتطوير مهارات جديدة خلال الأشهر الـ12 الماضية، حيث خضع غالبيتهم لدورات تدريبية في مكان العمل. وفي 63% من الحالات، كانت المؤسسة أو الشركة التي يعملون فيها.
وحول نتائج الدراسة، قال فيسار سالا، العضو المنتدب ومدير أكسنتشر استراتيجي في الشرق الأوسط: "بالرغم من تسارع وتيرة التطور التكنولوجي، سوف تظل المهارات البشرية الحقيقية مثل القيادة والإبداع مهمة جداً، والشركات الناجحة هي التي تحقق التوازن الصحيح من خلال استخدام الوسائل التقنية الحديثة للارتقاء بموظفيها عوضاً عن استخدامها لخفض التكاليف. وإن تفاؤل الموظفين في هذه المنطقة واستعدادهم للتأقلم مع التغيرات يسهم بشكل كبير في تهيئة قوى العمل للتعامل بكفاءة مع تحديات المستقبل".
وعلى عكس التوقعات، أظهرت الدراسة عالمياً أن الأفراد الذين شملتهم متفائلون حول أثر الوسائل الرقمية على بيئة العمل، حيث كشف الاستطلاع أن 84% من الموظفين المستطلعة آراؤهم يشعرون بالتفاؤل بأثر المستجدات الرقمية على وظائفهم. ويعتقد أكثر من الثلثين بأن تقنيات الروبوتات، وتحليل البيانات، والذكاء الاصطناعي ستساعدهم على رفع الكفاءة بحسب 74% منهم، وتعلم مهارات جديدة وفقاً لـ73%، وتحسين جودة عملهم برأي 66% منهم. وفي السعودية، لاحظت الدراسة إيجابية كبيرة لدى المشاركين تجاه التأثيرات المستقبلية للتكنولوجيا، حيث قال 88% أنها تساعد على تحسين الكفاءة، فيما رأى 87% أنها تساعدهم على تطوير مهارات جديدة، واعتبر 89% أنها ستساعد في تحسين جودة عملهم.
وبحسب نتائج الدراسة الدولية، توقع 87% من الموظفين أن تتم أتمتة جزء من وظائفهم خلال الأعوام الخمسة المقبلة، برأي 93% من الشباب (جيل الألفية) و79% من كبار السن (الذين ولدوا بعد الحرب العالمية الثانية). ومن بين الذين يتوقعون عملية الأتمتة، رأى 80% أن الفرص هي أكثر من التحديات الناجمة عن أثر الأتمتة على تجربة عملهم خلال الأعوام الخمسة القادمة. وأظهرت أبحاث إضافية أجرتها أكسنتشر أن الذكاء الاصطناعي سيكون قادراً على مضاعفة معدلات النمو الاقتصادي السنوي وتعزيز إنتاجية الموظفين بنحو 40% بحلول العام 2035 في 12 دولة متقدمة شملتها الدراسة.
قامت أكسنتشر بإعداد الدراسة وفق منهجية الجمع بين طرق البحث الكمية والنوعية وقد تم تصميم البرنامج البحثي بناءً على ثلاث ركائز هي الاستطلاع، ونمذجة الاقتصاد الإحصائي، والمؤشر، وشمل الاستطلاع الإلكتروني 10816 موظفاً وموظفة من مختلف المهارات والأجيال في كل من الولايات المتحدة، والبرازيل، والإمارات العربية المتحدة، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، والمملكة العربية السعودية، وأستراليا، وإيطاليا، والهند، واليابان، وتركيا. وقد تم توسيع الدراسة الأصلية لتشمل منطقة الشرق الأوسط في الفترة بين يناير ومارس 2017.