أطلقت المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر، والتي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في شهر اكتوبر 2016 في دبي، بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، اليوم (الثلاثاء 23 مايو الجاري) منصة المدن الذكية والمستدامة وذلك في العاصمة الكورية الجنوبية سيول. جاء حفل الإطلاق العالمي للمنصة الجديدة من سيول تثميناً لممارسات الاستدامة التي تتمتع بها المدينة في مجالات الإقتصاد الأخضر.
وجاء إطلاق المنصة الجديدة بدعم من الوكالة الكورية لتطوير تكنولوجيا البنى التحتية ، حيث تم إطلاقها قبيل انطلاق فعاليات معرض التكنولوجيا العالمية وذلك بحضور سعادة أحمد بطي المحيربي، عضو مجلس ادارة المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر، والدكتور "فرانك ريجسبيرمان"، المدير العام للمعهد العالمي للنمو الأخضر، والدكتور "دايون شو"، المدير التنفيذي لمجلس المدينة الذكية في الوكالة الكورية لتطوير تكنولوجيا البنى التحتية. وسبق حفل الاطلاق لقاء جمع وفد المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر مع مسؤولين بوزارة الخارجية الكورية، تلاه لقاء ثلاثي بين وفد المنظمة ومسؤولي معهد النمو الأخضر العالمي والوكالة الكورية لتطوير تكنولوجيا البنية التحتية لنقاش سبل التعاون فيما يتعلق بالمبادرات الذكية والمستدامة للحكومة الكورية، ثم إستُهل الحفل العالمي الخاص بإطلاق المنصة الجديدة بكلمة إفتتاحية ألقاها سعادة عبدالله سيف النعيمي، سفير فوق العادة ومفوض لدولة الإمارات لدى كوريا، تلاها كلمة لرئيس الوكالة الكورية لتطوير تكنولوجيا البنى التحتية الدكتور "بيونج سو كيم".
وفي كلمته بالنيابة عن سعادة سعيد محمد الطاير، رئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية للاقتصاد الاخضر، قال سعادة أحمد بطي المحيربي، عضو مجلس ادارة المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضرأن هذه المنصة المتميزة للمدن الذكية والمستدامة، والتي ستشكل منتدىً عالمياً لتبادل المعلومات عن القضايا التي تهم مطوري المدن المستدامة حول العالم وذلك من خلال تقديم نماذج وعلاقات عمل وممارسات مستدامة مترافقة مع تقديم حلول عملية، ستكون منصة لمشاركة المعارف والتي ستمكن من استخدام أدوات والترويج لنهج متكامل للتخطيط والتمويل الحضري المستدام".
وأضاف سعادة المحيربي بالقول: "يتجه العالم بأكمله للمدن الحضرية بوتيرة متسارعة. وفي وقتنا الحالي أكثر من نصف سكان الأرض يعيشون في المدن، وهذا الرقم مرشح للارتفاع خلال فترة ليست ببعيدة. وفي الوقت الذي تقول فيه الكثير من المدن حول العالم أنها مدن ذكية ومستدامة، تبين الأبحاث أن هذه المدن ما تزال بعيدة عن تحقيق هذه الأهداف
وتعمل المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر من خلال سبع منصات هي: منصة الدول، ومنصة المدن الذكية والمستدامة، ومنصة القطاع الخاص، ومنصة القطاع البحثي والاكاديمي، ومنصة المنظمات ومؤسسات المجتمع المدني، ومنصة القطاع المالي، ومنصة الشباب.
وخلال شهر فبراير الماضي، أطلق سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس المجلس الاعلى للطاقة في دبي منصة القطاع الخاص أولى منصات المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر. ومنذ ذلك الوقت قامت المنظمة بإطلاق منصات الشباب، منصة القطاع البحثي والأكاديمي، ومنصة المنظمات ومؤسسات المجتمع المدني. وستقوم المنظمة خلال الفترة القادمة بإطلاق منصة القطاع المالي ومنصة الدول. وتعكس هذه المنصات الجهود الكبيرة التي تبذلها المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر لدعم تنفيذ خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، واتفاقية باريس للتغير المناخي، وذلك بهدف دعم الجهود العالمي لمواجهة التغير المناخي وايجاد حلول مبتكرة للتحديات المتعلقة بالطاقة المستدامة، والمياه، والبيئة بشكل عام.
وتمثل المدن الذكية المرحلة الثانية من التقدم الحضري، والتي تعنى بالبنية التحتية والتواصل واسع النطاق بهدف توفير وادارة الخدمات والمرافق العامة. كما ستوفر المدن الذكية حاجات الأجيال الحالية والقادمة بشكل مستدام. وفي هذا الإطار يأتي إطلاق المنصة الجديدة كجزء من جهود المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر لتقديم موارد عملية وموثوقة للأطراف المعنية وخبراء التنمية وذلك بهدف تطبيق حلول تساعد في تحقيق أهداف هذه الأطراف وتقوي المجتمعات المستدامة.
وستكون منصة المدن الذكية والمستدامة بمثابة مرجع يوفر معلومات وبيانات مجمعة، ودراسة للحالات، ونماذج سياسات، وأدوات للتوصل، ستساهم جميعها في توفير الموارد اللازمة للأطراف المعنية حتى تتمكن من قيادة جهود الانتقال للاقتصاد الأخضر. كما أن المنصة الجديدة ستساعد في تجهيز سيناريوهات مستقبلية ومبتكرة تتعلق بالحلول والخدمات ونماذج الأعمال للشركات والقطاعات المختلفة.
وتسعى المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر لقيادة تطور مستدام، وذلك من خلال تعزيز مزايا أنظمة النقل منخفضة البصمة الكربونية، والاستخدام الأمثل للبيانات المتوفرة لتجهيز بيئات حضرية مقاومة للتغير المناخي. وفي هذا العالم الذي يشهد تحولا متسارعا تجاه المدن الحضرية، فإن التقنيات المبتكرة تعتبر أساسية لتوفير المتطلبات الأساسية للحياة، في نفس الوقت الذي يتم فيه ضمان أن يكون الانتاج منخفض البصمة الكربونية.
ومن خلال منصة المدن الذكية والمستدامة، فإن المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر ستقدم تسهيلات للمشاريع حتى تقوم بتحليل ومراقبة وتحسين الأنظمة الحضرية لتصل لمستويات عالية الكفاءة في استخدام الطاقة والمياه، وكذلك لتعزيز الحوكمة وتحقيق بناء اقتصادي واجتماعي متماسك، وجعل السكان أكثر فاعلية فيما يتعلق بمدنهم الذكية.
واختتم سعادة أحمد بطي المحيربي ايضاً ان إطلاق المنصة الجديدة لا يعكس جهودنا الهادفة للتحول للاقتصاد الأخضر وحسب، بل أنه يعزز كذلك من الموقع الرائد الذي تحتله المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر لضمان مستقبل مستدام للجميع. وفي حالة تم التخطيط لها وادارتها بشكل سليم، فإن مدن المستقبل يمكن لها أن تقود جهود التنمية والتطوير وتوفير الوظائف، في ذات الوقت الذي تساهم فيه في خلق حياة أكثر صحة وأفضل لجميع سكانها، كما تستطيع هذه المدن توفير حماية طويلة المدى للبيئة. ونستهدف من خلال إطلاق المنصة الجديدة تسهيل النقاشات وعقد ورش العمل، والتركيز على توفير الأدوات وتعزيز أطر التعاون مع الأطراف المعنية لتوفير الحلول الخضراء".
وتم تصميم منصة المدن الذكية والمستدامة لضمان أن توفر معلومات يومية عن ادارة المدن الذكية، تتضمن امكانية الحصول على المياه النظيفة، والطاقة، والمواصلات، اضافة لبذلها جهودا للحد من تأثيرات التغير المناخي. وستدعم المنصة الجديدة المدن في سعيها لتبني مقاربات قائمة على أساسات صلبة للتخطيط الحضري، من خلال توفير البيانات المكانية ووضع مؤشرات للاستدامة الحضرية. كما تستهدف المنصة مساعدة المشروعات العاملة في هذا المجال على النجاح من خلال التركيز على توفير الحلول الخضراء.
ومن جهته قال الدكتور "فرانك ريجسبيرمان"، المدير العام للمعهد العالمي للنمو الأخضر: "يأتي إطلاق منصة المدن الذكية والمستدامة من المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر بدعم من المعهد العالمي للنمو الأخضر، و الوكالة الكورية لتطوير تكنولوجيا البنى التحتية، في الوقت المناسب لتعزيز النمو الأخضر في المدن. وإن تجربة المعهد العالمي للنمو الأخضر من خلال برامج المعهد للمدن الخضراء تستقطب صناع القرار ومخططي المدن الحضرية والمطورين التكنولوجيين، والقطاع الخاص، والممولين، والأكاديميين، والمواطنين من كل مكان، ليعملوا معا لخلق حلول مبتكرة تستهدف تخفيض مستوى الكربون وتطوير مدن حضرية مرنة، اضافة لتقديم نماذج قابلة للتكرار من المدن الخضراء. ومن خلال خبرة المعهد العالمي للنمو الأخضر في كمبوديا والمكسيك ورواندا وغيرها من الأمكنة الخضراء حول العالم، فإننا نركز مع الشركاء الذي يملكون أهدافاً مشتركة مثل المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر والوكالة الكورية لتطوير تكنولوجيا البنية التحتية، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في المدن وضمان حياة أكثر استدامة ومرونة وإكتفاءاً للناس حول العالم".
وفي نهاية حفل الاطلاق، تمت دعوة ممثلين عن المنصة الجديدة لتأكيد التزامهم بتحمل مسؤولياتهم بهدف تحقيق الاستدامة ومواجهة التغير المناخي.