كان الأسبوع الماضي هادئًا بشكل غير معتاد في الأسواق المالية فيما يتعلق بالتقلبات، وفي ظل أن الأحداث الاقتصادية ستكون قليلة نسبيًا على مدار الأيام القليلة المقبلة، فمن المنتظر أن يكون هذا الأسبوع أشبه بالأسبوع الماضي. ومن المبكر القول إن المستويات المنخفضة من تحركات السوق ترجع إلى الهدوء المؤقت المعتاد في فصل الصيف، وبدلا من ذلك فإنني أرى أنه يرجع إلى أن المتداولين قد وقفوا على الجانب الصحيح في التداول فيما يخص الانتخابات الفرنسية ولا يحتاجون للقيام بأي تحركات مفاجئة ردًا على أي حدث.
ومن المهم الأخذ في الاعتبار أن هناك حدثين في غاية الأهمية خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وهذان الحدثان هما اجتماع منظمة أوبك يوم 25 مايو الذي سيعقد في العاصمة النمساوية فيينا، والانتخابات العامة البريطانية التي من المقرر أن يتم إجراؤها يوم 8 يونيو. ومن المنتظر أن يدفع هذين الحدثين المستثمرين لتوخي الحرص والحذر والانتباه لأي تطورات محتملة، ومن شأن ذلك أن يمنع المتداولين من التقاط أنفاسهم مع اقتراب فصل الصيف سريعًا,
الصين تتخذ المزيد من الخطوات نحو العولمة
كان من أهم الأنباء المالية التي استحوذت على الاهتمام في بداية هذا الأسبوع الإعلان عن تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ بتخصيص 124 مليار دولار لمشروع الحزام والطريق للتجارة العالمية، والذي يقدم مؤشرات جديدة على أن الصين تتخذ خطوات نحو الأخذ بالعولمة وتقبلها. وصحيح أن الشعبوية والمبادرات الرامية للابتعاد عن العولمة ما تزال تشكل أخطارًا في بعض الاقتصادات المتقدمة، ولكن يبدو أن الصين تتحرك بكل ما أوتيت من قوة لاعتناق العولمة وإثبات نفسها بوصفها قوة عظمى موثوق فيها في الاقتصاد العالمي.
وجاءت أنباء استثمار الصين 124 مليار دولار في مبادرة الحزام والطريق مباشرة في أعقاب الإعلان في أواخر الأسبوع الماضي عن توقيع الولايات المتحدة والصين لاتفاق تجارة بينهما. وبموجب هذا الاتفاق، من المنتظر أن يتم فتح السوق الصيني أمام مؤسسات التقييم الائتماني الأمريكية وشركات بطاقات الائتمان، وفي المقابل سيكون بمقدور البنوك الصينية دخول السوق الأمريكية.
ويسهم هذا التحرك إلى حد ما في دعم المؤشرات السابقة التي أشارت إلى أن العلاقات الدبلوماسية بين الصين والولايات المتحدة تشهد دفئًا، وهو الأمر الذي من المفترض أن يؤدي بالتدريج إلى تحسين نظرة الجمهور للرئيس الأمريكي ترامب في الصين، كما يؤدي أيضًا لتهدئة المخاوف من أن الصين ستعاني في ظل رئاسة دونالد ترامب، وهي المخاوف التي طفت على السطح منذ أواخر العام الماضي.
هل يظل زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي يئن تحت ضغوط مع انتظار تقرير التضخم؟
وجد زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي نفسه تحت وطأة يومين متتاليين من الخسائر في نهاية الأسبوع الماضي، بعد أن وجد المستثمرون تشجيعًا لدفع الزوج للانخفاض من أعلى مستوياته في عام 2017 التي سجلها مؤخرًا بالقرب من 1.30 في أعقاب قيام البنك المركزي البريطاني بتخفيض توقعاته للنمو بالنسبة للاقتصاد البريطاني هذا العام.
وبالنسبة لأولئك الذي ينتظرون انتعاشًا في سعر الزوج من هذا المستوى، تجدر الإشارة إلى أن تكرار البنك المركزي البريطاني لتصريحاته ووجهات نظره السلبية بشأن ضغوط السعر يمكن أن يؤثر سلبيًا على معنويات المستثمرين، ومن المنتظر أن يتم الإعلان عن أحدث قراءة للتضخم يوم غد الثلاثاء.
هل تواصل البيانات الأوروبية المقبلة الإشارة إلى أن اليورو مقوم بأقل من قيمته الحقيقية؟
الآن وبعد أن أصبحت الانتخابات الفرنسية بعيدة عن الأنظار وبعد أن اتضح أن أوروبا قد حققت نتائج أفضل من الولايات المتحدة وبريطانيا في التغلب على الشعبوية، أتوقع ظهور الكثير من الآراء التي ترى أن اليورو مقوم بأقل من قيمته الحقيقية.
وكانت معظم عناوين الأخبار في أوروبا قد تجاهلت الاقتصاد الكلي خلال الأشهر القليلة الماضية وركزت بدلا من ذلك على الأحداث السياسية العديدة التي شهدتها القارة الأوروبية. وصحيح أنه يمكن تفهم ذلك بالنظر إلى النتائج الصادمة للاستفتاء على انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وانتخابات الرئاسة الأمريكية، ولكن غاب عن الأذهان تمامًا أن القوة الدافعة للاقتصاد الأوروبي تستعيد عافيتها وقوتها في عام 2017.
وإنني أشعر أن المستثمرين يجب عليهم الآن بدء الاهتمام الشديد بالبيانات الاقتصادية الصادرة في أوروبا، وإنني متفائل بشدة بشأن صعود اليورو على المدى المتوسط والطويل.
لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة FXTM
إخلاء المسئولية: يشمل المحتوى الوارد في هذا المقال آراء وأفكار شخصية لا ينبغي تفسيرها باعتبارها تتضمن نصيحة شخصية أو نصيحة أخرى استثمارية أو كلاهما، ولا باعتبارها تتضمن عرضا أو اقتراحا أو كلاهما للقيام بأي معاملات في الأدوات المالية، ولا باعتبارها ضماناً أو توقعا أو كلاهما بما سيكون عليه الأداء في المستقبل. ولا تضمن شركة FXTM أو أي من المنتسبين إليها أو وكلاءها أو مديريها أو موظفيها أو مستخدميها دقة أو صحة أو التوقيت المناسب أو شمولية أي معلومات أو بيانات واردة ولا يتحملون أي مسؤولية فيما يتعلق بالخسائر الناجمة عن أي استثمار تم على أساسها.
التحذير بشأن المخاطر: ينطوي تداول المنتجات القائمة على الرافعة المالية، مثل الفوركس والعقود مقابل الفروقات، على مستوى مرتفع من المخاطر. ولا ينبغي عليك المخاطرة بأكثر مما يمكنك أن تتحمل خسارته، ومن المحتمل أن تخسر أكثر من استثماراتك الأولية. ولا ينبغي أن تقوم بالتداول إلا إذا كنت تفهم فهما تاما المدى الحقيقي لتعرضك لمخاطر الخسارة. ويجب عليك عند التداول أن تأخذ في اعتبارك على الدوام مستوى خبرتك. إذا بدت المخاطر المتضمنة غير واضحة بالنسبة لك، يرجى الاستعانة بمشورة مالية مستقلة.