أكد السيد هيثم مطر، الرئيس التنفيذي لهيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة، أن سياحة المغامرات تلعب دوراً كبيراً في تعزيز الفخر الوطني وإنشاء سياحة محلية وإقليمية مستدامة، بفضل قدرتها المتأصلة على جذب الأشخاص للتواصل بشكل أفضل مع الطبيعة.
وخلال مشاركته في الاجتماع ال105 للمجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية في مدريد، أشار مطر إلى نجاح إمارة رأس الخيمة في الترويج لمنتجات سياحة المغامرات الحديثة التي تطرحها على الصعيدين المحلي والإقليمي، وذلك بفضل موقعها الذي يبعد أقل من نصف ساعة بالسيارة عن مركز المدينة وسهولة الوصول إليها من إمارتي دبي وأبوظبي.
وصرح مطر قائلاً: "تملك الوجهات السياحية ذات المواقع الطبيعية الخلابة ، مثل إمارة رأس الخيمة، قدرةً كبيرةً على حث الزوار للخروج إلى الهواء الطلق والاقتراب بشكل أكثر من الطبيعة. على سبيل المثال تتيح ال’فيا فيراتا‘ لعشاق رياضات المغامرات تجربة النزهات الجبلية ورحلات التسلق والمسارات الانزلاقية ضمن السلسلة الجبلية البعيدة عن صخب المدينة. ومنذ افتتاح هذه الوجهة السياحية، شهدنا توجه عدد متزايد من سكان الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج العربي لقضاء الوقت في الجبال والتلال. ونتج على إثر ذلك نشاط كبير على مواقع التواصل الاجتماعي مع منشورات مخصصة للإشادة بالموقع القريب والجمال الطبيعي الأخاذ الذي تتميز به سلسلة جبال الحجر، والتي باتت تشكل كنزاً طبيعياً وطنياً ومصدر فخر محلي وإقليمي".
وأضاف: "عبر رعاية وتشجيع هذا الفخر، وتقديم منتجات تحسن من جودة الممتلكات الطبيعية بشكل دقيق دون إلحاق الضرر بها، فإننا نستهدف قطاعاً متخصصاً كبيراً يملك الإمكانات اللازمة لتغيير مفاهيمنا عن السياحة الحضرية. وتتميز إمارة رأس الخيمة باحتضانها لسلسلة جبال الحجر وسواحل طبيعية واسعة إلى جانب مساحات كبيرة من غابات المنجروف والصحارى، و تقع جميعها على بعد حوالي 20 دقيقة عن مركز المدينة، و45 دقيقة عن مدينة دبي ذات الكثافة السكانية المرتفعة وساعتين عن العاصمة أبوظبي. وتشكل الطبيعة لسكان المدن ملاذاً هادئاً من إيقاع الحياة اليومية السريع لتنقلهم إلى أجواء تفيض بالهدوء والسكينة، وتكتمل روعة الأجواء مع رياضات المغامرات التي تقدم المزيد من التحديات والنشاطات المثيرة".
كما قام السيد مطر ببحث الطرق الهادفة لتحقيق استدامة السياحة الحضرية خلال جلسة نقاش تضمنت عدداً من الشخصيات العالمية، يُذكر منهم سعادة جوستافو سانتوس، وزير السياحة الأرجنتيني، وفرانسيسكو دي لا توري برادوس، عمدة مدينة ملقا الاسبانية، وبونجبانو سفيتاروندرا، السكرتير الدائم لوزارة السياحة والرياضة التايلاندية. إلى جانب السيدة توكوزيل زاسا، وزيرة السياحة في جنوب أفريقيا، وخوسيه ماريا ازكياجا، مدير ’جمعية مدريد للمهندسين المعماريين‘.
وتماشيا مع رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم إمارة رأس الخيمة، ترعى هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة حملة الأمم المتحدة ’2017 السنة الدولية لتسخير السياحة المستدامة من أجل التنمية‘ الهادفة للوصول إلى مشهد سياحي عالمي أكثر استدامةً.
وأشار مطر إلى أن الاستدامة تصب في جوهر ’استراتيجية السياحة 2019‘ التي تنتهجها الإمارة والرامية إلى جذب مليون سائح سنوياً إلى الإمارة. كما تشدد الاستراتيجية على مفاهيم الاحتضان الاجتماعي والقيم الثقافية والتعددية والإرث الحضاري، فضلاً عن الرعاية والاهتمام الكامل بالمقومات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية للإمارة.
وأردف مطر" حصلنا على تفويض منظمة السياحة العالمية للبحث في المعايير والسياسات الحالية المتعلقة بالاستدامة وتقديم تقرير بكيفية تطبيق الوجهات السياحية لأفضل الممارسات التي تضمن الوصول لمستقبل مستدام" داعياً جميع الأطراف للالتزام بهذه المعايير.
وأضاف: "عوضاً عن تطوير استراتيجية منفصلة بشأن السياحة الحضرية، يجب على استراتيجيات السياحة أن تتبنى مفهوم التنمية المستدامة. ولطالما نظرت استراتيجيات السياحة في الماضي إلى مسألة الاستدامة كجزء منفصل من الاستراتيجية أو الخطة يأخذ شكل تصريح بالآثار المحتملة إلى جانب اقتراحات بشأن تخفيفها. ولكن يجب بدلاً من ذلك أن تقوم كامل الاستراتيجية على مبادئ التنمية المستدامة"
كما دعا مطر للترويج واسع النطاق للاستدامة والمنتجات والخدمات المتعلقة بها، حيث قال: "يمكن أن تتضمن هذه الخطوات على سبيل المثال سعي الشركات لتطبيق أفضل الممارسات التي من الممكن تحديدها عبر شهادة أو ضمن عقود الرعاية، إلى جانب تشجيع أنماط محددة من النشاطات السياحية صديقة البيئة مثل ركوب الدراجات والمشي، فضلاً عن المشاريع السياحية الاجتماعية المحلية المطوّرة بشكل محدد اعتماداً على مفهوم الاستدامة".
وأكد مطر على استمرار هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة في السعي لتبني الابتكار ضمن منتجاتها السياحية، وتعزيز ثروتها من المناطق الطبيعية فضلاً عن تشجيع الشركات الناشئة لتقديم منتجات سياحية تراعي الاختلافات المميزة للوجهات السياحية المنتشرة في الإمارة.
وتابع: "تركز استراتيجية الهيئة على النوعية وتعزيز قيمة وأرباح قطاع السياحة بدلاً من العمل فقط على رفع عدد الزوار. ونود أن نكشف للعالم موقع إمارة رأس الخيمة كوجهة سياحية رائدة تزخر بأروع المناطق الطبيعية من الصحارى والبحار والشواطئ والجبال، إلى جانب كونها مكاناً ينعم بالأمن والاستقرار ويملك ما يرضي أذواق الجميع من كافة أنحاء العالم وعلى اختلاف جنسهم واهماماتهم".
تحتضن إمارة رأس الخيمة جبل جيس، الذي يضم أعلى القمم الجبلية في دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي افتتحت هيئة رأس الخيمة لتنمية السياحة على مقربة منه تجربة ال’فيا فيراتا‘ وهي المغامرة السياحية الجديدة الأولى من نوعها في المنطقة وهي ضمن سلسلة جبال الحجر التي تطل على شتى أنحاء الإمارة. ورسخت ’فيا فيراتا‘ في جبال الحجر مكانتها كمقصد شهير لعشاق الرياضة والمغامرات، بفضل ما تقدمه من تجارب النزهات الجبلية وتحديات التسلق والمسارات الانزلاقية ضمن 3 مسارات مختلفة، لتشكل حجر أساس لتحويل جبل جيس إلى وجهة رائدة في مجال سياحة الغامرات والنشاطات السياحية. ومن المقرر إضافة عدد من المنصات التي تتيح للزوار المشاهدة والاستمتاع بأجمل الاطلالات الطبيعية من قمة جبل جيس، إلى جانب الاستمرار في العمل على الخطط الرامية لإقامة أطول مسار انزلاقي في العالم وحديقة مغامرات مع نهاية العام".
وأضاف مطر: "تتضمن ’رؤية 2019‘ خارطة طريق لمفاهيم الضيافة المبتكرة، التي تستفيد من المواقع الطبيعية المميزة للإمارة، والتي تشمل السواحل الرائعة والسلاسل الجبلية والينابيع الحارة والصحارى الواسعة. وتقدم هذه المواقع فرص ممتازة للاستثمار وإقامة المنتجعات الجبلية الفاخرة ومراكز العناية والرعاية والاستجمام".
للاطلاع على مزيد من الصور الرسمية لمنظمة السياحة العالمية لهذا الحدث يرجى زيارة الموقع الإلكتروني لتالي: https://www.flickr.com/photos/unwto/sets/72157680638596273