اجتماع الفدرالي وصل أخيراً فهل ستكون هناك أي إشارات جديدة؟

ينتظر المستثمرون والمتداولون في عدد من فئات الأصول المختلفة معرفة ما يدور في أذهان صنّاع السياسة النقدية في الاحتياطي الفدرالي في الوقت الحاضر. ونحن نتّجه إلى الاجتماع اليوم نجد بأن أسواق الأسهم الأميركية تسجل أرقاماً قياسية، والدولار قريب من أدنى مستويات سجلها في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في حين أنّ عوائد سندات الخزانة الأميركية تتخذ مساراً هابطاً.

والسؤال المطروح اليوم هو ليس ما إذا كان الفدرالي سيرفع الفائدة أم لا، وإنما إذا كان الفدرالي سيعترف بحصول تباطؤ خلال الربع الأول. وهل ستتغيّر وتيرة تشديد السياسة النقدية؟ وهل سيرسلون إشارة بخصوص تقليص الميزانية؟ ورغم أن هناك الكثير من الأسئلة التي ستظل دون إجابات ضمن البيان الذي سيصدر عقب الاجتماع ويكون مصاغاً بنبرة حذرة، إلا أنّ أي تعديلات طفيفة في صياغة البيان سوف يكون لها تأثير هائل على الأسواق المالية.

من المهم الانتباه إلى أنّ البيانات الأميركية تظهر حصول تدهور أكثر من إظهارها للتحسن منذ آخر اجتماع للفدرالي يومي 14 و15 مارس / آذار. فقد ابتعد رقم التضخم الرئيسي عن مستهدف 2% في مارس/ آذار في حين تراجع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) 0.2% مما يشير إلى أول تراجع منذ يونيو/ حزيران 2016. في حين ظل إنفاق المستهلكين مستقراً دون تغيير، ممّا يدلّ على أنّ ارتفاع ثقة المستهلكين لم يترجم على شكل إنفاق أكبر. ورغم أنني لست خبيراً بقطاع السيارات، إلا أن إعلان شركات تصنيع السيارات عن تراجع للشهر الرابع على التوالي في مبيعات السيارات الجديدة لا يعتبر أيضاً إشارة جيّدة على سلوك المستهلكين.

رغم أن الفدرالي لا يعتمد على مجموعة واحدة من البيانات، إلا أن المؤشرات الصادرة حديثاً يجب أن تقدّم مبررات كافية إلى صنّاع السياسات لكي ينتقلوا إلى اتخاذ موقف دفاعي.

إن أكثر زوج عملات حساسية لقرار السياسة النقدية من الفدرالي اليوم هو زوج الدولار الأميركي/ الين. فهذا الزوج ارتفع حتى الآن بأكثر من 3.6% من المستويات المتدنية التي سجلها في أبريل/ نيسان، وهو يتداول حالياً بالقرب من 112 يناً. وسوف أراقب بشكل وثيق الفارق في العوائد على سندات أجل سنتين وأجل 5 سنوات لأرى ما هو التحرّك التالي. فالفجوة بين هذين السندين كانت آخذة بالتضيّق منذ بداية مارس/ آذار، وإذا استمر الهبوط بعد تسجيل توقف مبدئي فإن زوج الدولار الأميركي/ الين قد يجد سقفاً على المدى القصير عند 112 يناً. ولكن إذا تجاهل بيان الفدرالي الصادر اليوم الضعف في البيانات الاقتصادية في الآونة الأخيرة، فإن هذا الزوج قد يتّجه إلى مستوى أعلى من 113 يناً.