لم يمنع مرض الفقاع الجلدي طالبة الصف السادس الابتدائي وسن حسن الشريف التي تدرس في إحدى مدارس التعليم بمكة المكرمة، من الدخول في مسابقة مشروع تحدي القراءة العربي، والذي تشارك فيه وزارة التعليم في نسخته الثانية على كافة مدارس التعليم العام (بنين وبنات).
ولأن اشتراطات الدخول في التحدي هو قراءة واستيعاب (50) كتاباً وتلخيصها في (5) جوازات مروراً بواقع (10) كتب في كل جواز؛ قررت وسن وزميلاتها من ذوي الاحتياجات الخاصة من المناطق والإدارات التعليمية الأخرى قبول التحدي وقهر الإعاقة وصولاً لتصفيات المرحلة الأولى والثانية من المشروع.
تحكي أم وسن (معلمة الدين بإدارة تعليم مكة) عن مشاركة ابنتها في مشروع تحدي القراءة العربي: "كانت وسن تقرأ الكتب وأكتبها عنها؛ نظراً إلى ظروفها الصحية، وتقديراً من أعضاء لجنة تحدي القراءة، وأستمع لها جيداً فيما تريد كتابته، ولا أتدخل إلا بالتوجيه وبعد مشورتها، حيث لا أريد أن أفرض رؤيتي الخاصة على آرائها التي تبهرني بالعادة لحدة انتباهها للتفاصيل والمعاني خلال القراءة، وقد نالت مشاركتها إعجاب المدير العام للتعليم بمنطقة مكة المكرمة الأستاذ محمد بن مهدي الحارثي، وقدّم لها درعاً تكريمياً. كما شاركت في اليوم العالمي للغة العربية، وحظيت بإعجاب الجميع؛ لفصاحتها وقوة شخصيتها ومقدرتها اللغوية".
وفي محافظة الخفجي شاركت ثماني طالبات من ذوات الاحتياجات الخاصة في مراحل تعليمية مختلفة في مشروع تحدي القراءة، ووصفت منسقة المشروع بالمنطقة الشرقية الأستاذة عائشة الطويرقي نوع الإعاقة للمشاركات ما بين احتياجات خاصة، وذكاء حدي، ودمج سمعي، حيث استطعن قراءة (49) كتاباً، أما في مدينة الدمام فتمكنت ثلاث طالبات يعانين من التوحد، والإعاقة الحركية، وصعوبة النطق، وأخرى مصابة بمرض عضال من إتمام قراءة (50) كتاباً والخول في تصفيات تحدي القراءة على مستوى المدارس وإدارة التعليم، ومن إدارة التعليم بمحافظة الخبر تمكنت طالبتان تدرسان في المرحلة الابتدائية وتعانيان من إعاقة بصرية، وذكاء حدي من إتمام قراءة كتابين وتلخيصهما في جوازات التحدي وذلك بمساعدة منسقة المشروع في المدرسة بتوفير الكتب وتقديم الدعم والتشجيع لهما.
وأشارت الطويرقي إلى الجهود المبذولة سواء من أسر الطالبات أو مدارسهن على ارتياد المكتبة ومساعدتهن في اختيار الكتب، وإشراك المعلمات بمتابعتهن وتكريمهن في الطابور الصباحي كحافز على التشجيع ومواصلة القراءة.
ومن جهتها أكدت وكيل التعليم والمشرف العام على مشروع تحدي القراءة العربي بالمملكة الدكتورة هيا بنت عبدالعزيز العواد على ضرورة أن تقوم المدارس باستمرار بتقديم الدعم والمساندة لفئات ذوي الاحتياجات الخاصة من المشاركين في مشروع التحدي طلاباً وطالبات، وأهابت بكافة العاملين في الحقل التربوي والتعليمي أن يمدوا يد العون ويسهلوا المهام لهذه الفئة لمستويات أعلى وصولاً لتحقيق اللقب وكسب التحدي .
وقالت إن الطلاب والطالبات من ذوي الاحتياجات الخاصة يمثلون شريحة مجتمعية مهمة يجب أن تراعى بشكل جيد، لما يمتلكونه من طاقات مفيدة للمجتمع، ومن هنا جاء اهتمام وزارة التعليم بتركيزها على عدد من البرامج التي تساعدهم على قهر إعاقتهم والتغلب عليها بما يمتلكونه من مهارات وعلوم ومعارف وبما يتناسب وتوظيف قدراتهم، لتحقيق أفضل الإنجازات.