عد وزير الطاقة والصناعة والثورة المعدنية المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، أن مشروع مدينة وعد الشمال في منطقة الحدود الشمالية مشروعاً متميزاً بكل المقاييس، إذ هو من أكبر المشاريع الصناعية التي أُنشئت بعيداً عن المدن الكبرى وعن السواحل في المملكة، مضيفا أن المشروع الذي يزيد حجم الاستثمارات فيه على 36 مليار ريال، سيضيف عند اكتمال مراحله الأساس 15 مليار ريال للناتج المحلي السعودي، كما سيوفر آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة لأبناء المملكة عموماً، ولأبناء منطقة الحدود الشمالية على وجه الخصوص.
جاء تصريح الفالح عقب زيارةٍ تفقُّدية أمس الأول للمشروع، تزامناً مع إطلاق منظومة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المسار الثالث من سلسلة مبادراتها تحت اسم «الاستغلال الأمثل للثروة المعدنية».
حيث أكد أن قدرات الشباب السعودي وسواعد أبناء الوطن المعطاء هي، بعد توفيق الله سبحانه وتعالى، المورد الأساس والأهم في تحقيق طموحات الوطن والوصول الى تطلعات قيادته، موضحا الأهمية التي يكتسبها مشروع تطوير مدينة وعد الشمال ودوره في مسيرة التنمية المتوازنة والمستدامة في المملكة وفق توجيهات القيادة الرشيدة. كما أكد حرص المملكة على تنمية قطاع التعدين من خلال مثل هذه المشروعات العملاقة، وفق معطيات تنافسية جديدة ومتميزة، بما يضمن دفع مسيرة التنمية الاقتصادية في الوطن ككل، وفي منطقة الحدود الشمالية على وجه الخصوص، مُشيراً إلى أن مثل هذه المشروعات تمثل الاستثمار الأمثل للثروات المعدنية التي تحظى بها بلادنا الغالية، وخاصةً احتياطات الفوسفات في منطقة الحدود الشمالية، التي تقدر بنحو 7 في المائة من المخزون العالمي للفوسفات. وأشار الفالح، إلى أن مشروع وعد الشمال، بجانب نظيره مشروع مدينة رأس الخير الصناعية التي تفضل بتدشينها، مؤخراً، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أيده الله، سيشكّلان عند اكتمالهما، بإذن الله، رافدين رئيسين للتنمية الوطنية، ومنصة انطلاقٍ أخرى لتحقيق الأهداف الطموحة لقطاع التعدين الواعد، الذي تُبذل الجهود، ضمن رؤية المملكة 2030، لجعله الركيزة الثالثة للاقتصاد السعودي، مع صناعتي النفط والبتروكيمياويات. وعبر المهندس خالد الفالح في ختام الزيارة عن سعادته بمستويات التكامل البنَّاء، والتنسيق النوعي بين منظومة الشركاء في المراحل الأولى من مشروع تطوير مدينة وعد الشمال، مؤكداً أن الوصول للأهداف الإنشائية للمشروع وفق الجدول الزمني الموضوع لم تكن لتتحقق دون المستويات العالية من التعاون والتكامل بين عدة جهات حكومية وخاصة تتمثل في وزارات الطاقة والصناعة والثروة المعدنية والنقل والمالية والبيئة والمياه والزراعة وصندوق الاستثمارات العامة والمؤسسة العامة للموانئ والشركة السعودية للخطوط الحديدية والهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية «مدن» وشركة أرامكو السعودية والشركة السعودية للكهرباء وشركة المياه الوطنية وشركة معادن وشركائها إذ عملت جميعاً وفق هدف مشترك. وأشاد باكتمال البنية الأساسية والسكنية ومجمعات معادن الصناعية للفوسفات في وقت قياسي لا يتجاوز الثلاثين شهراً من توقيع العقود الإنشائية في فبراير 2014، وبدء العمل الفعلي في يوليو 2014، حيث إنه ومقارنة بحجالتحديات والصعوبات التي واجهت أعمال الإنشاءات والتحضيرات، يعد هذا انجازاً متميزاً بكل المقاييس، ويعود الفضل في ذلك للدعم الكبير من حكومة خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - والإشراف المباشر من وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، والعمل الدؤوب من رجال شركة معادن وشركائها والتي تشرفت بتكليفها بإنشاء المراحل التأسيسية الأولى من هذه المدينة.
وقد استهل وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية الزيارة بالاطلاع على مركز التحكم في مجمع شركة معادن وعد الشمال للفوسفات، حيث التقى مجموعه من موظفي الشركة، واستمع لشروحات فنية وتقنية حول الإمكانات والمواصفات التي يزخر به المركز. عقب ذلك، وقف على تطورات المشاريع القائمة في المدينة والتي تتكاتف فيها جهود العديد من الجهات الحكومية والخاصة، حيث شارفت الأعمال في معظم مشاريع البنية التحتية للمدينة على الاكتمال، وتشمل الطرقات والجسور والمدينة السكنية ضمن نطاق عمل شركة معادن في تأسيس المدينة، حيث كان لها شرف تكليفها بإنشاء المراحل التأسيسية الأولى من هذه المدينة، جنباً إلى جنب مع إنشاء مجمعها الصناعي للفوسفات، وقد أشرفت « معادن» على إنشاء الطرق الرئيسة، وربطها بالخط الدولي رقم 85، ويبلغ طول الطريق 38.7 كلم ويشتمل على جسر يتقاطع مع خط السكة الحديدية، كذلك أكملت بناء الطرق الرئيسة الداخلية بالمدينة. كما اطلعوا على مستوى التقدم في ربط المشروع بالسكة الحديدية (قطار الشمال - الجنوب) الممتد من حزم الجلاميد شمال المملكة إلى وسطها في البعيثة، وصولاً الى مدينة رأس الخير في المنطقة الشرقية حيث ميناء التصدير، والذي تنفذه الشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار» والذي شارف على نهايته. واشتملت الزيارة أيضا على تفقد مجمع شركة معادن وعد الشمال للفوسفات الذي استثمرت فيه معادن وشركائها سابك وموزاييك أكبر منتجي الفوسفات في العالم ما يقارب 30 مليار ريال.