المؤتمر العالمي لتجّار التجزئة - مع قيام مستهلك واحد من أصل ثمانية مستهلكين أصغر سناً (من 18 إلى 24 عاماً) بالتسوّق كل أسبوع وبشراء أصناف الأزياء مرة واحدة على الأقل كل أسبوعين، يتأهب تجار التجزئة لتلبية الطلب المتزايد على أنماط صيحات الموضة السريعة والعصرية، وفقاً لبحث جديد قامت به شركة "كورت سلمون"، وهي جزء من شركة "أكسنتشور ستراتيدجي". وتتصدّر السرعة والرشاقة أولويات كل تاجر تجزئة يتنافس في مجال الأزياء السريعة.
وقال دان مورفي، المدير الإداري لدى شركة "كورت سلمون" وهي جزء من شركة "أكسنتشور ستراتيدجي": "تتجسد عقلية المستهلكين الشباب باتجاه الموضة الحالي ‘نرى الآن، نشتري الآن، ونرتدي الآن’، عندما يتعلق الأمر بالأزياء التي تحرّكها دور الأزياء الكبيرة، مما يجعل أحدث التصاميم والأنماط متوفرّة لشرائها مباشرة من منصة عرض الأزياء. ويمثّل هذا الأمر تحدياً لتجار التجزئة يدفعهم لتحسين رشاقتهم التشغيلية من أجل تلبية الطلب المتزايد على الاتجاهات الحالية. وستستمرّ هذه الشهية النهمة للأزياء السريعة حتماً مع تقدّم هؤلاء المتسوقين في السن. وليس هناك ما يدعو للاعتقاد بأن المستهلكين الأصغر سناً الذين نشأوا مقترنين بالأجهزة وبوسائل التواصل الاجتماعي، لن يتوقعوا أقله إلا الإشباع الفوري لرغباتهم في السنوات القادمة، وسيظل لديهم نفس الإحساس بالأناقة والصورة".
وقامت شركة "كورت سلمون"، وهي جزء من شركة "أكسنتشور ستراتيدجي"، بإجراء مقابلات مع 23 من الرؤساء التنفيذيين وكبار المسؤولين التنفيذيين في شركات رائدة لبيع الأزياء العالمية بالتجزئة لاستكشاف اتجاه الموضة "نرى الآن، نشتري الآن، ونرتدي الآن" واستعداد تجار التجزئة لتسليم الطلبات. كما أجريت دراسة استقصائية شملت 2000 مستهلك في المملكة المتحدة لفهم الشهية الحالية للأزياء السريعة.
"نرى الآن"
يبحث العديد من المستهلكين الأصغر سناً باستمرار عن مصدر إلهام لنمط كافة المسائل من وسائل الإعلام الاجتماعية إلى عروض الأزياء، لذلك يخضع تجار التجزئة لضغط متزايد بهدف إعادة تجهيز مجموعات جديدة في وقت قياسي. وعمل الكثيرون جاهدين لتقليص الفترة الزمنية اللازمة لتلبية هذا الطلب المتزايد على الموضة السريعة. فيسلّم أحد تجار التجزئة الرائدين في مجال الأزياء حالياً مجموعات جديدة في غضون أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع؛ ولكن السرعة ليست سوى جزءاً من معادلة النجاح.
ويشرح ميرفي بقوله: "يحتاج تجار التجزئة إلى تحليل دقيق لما يُباع في الوقت الفعلي وليكونوا في وضع يمكّنهم من الاستجابة بسرعة. فوفقاً لتاجر تجزئة رئيسي، تتوفّر الآن نافذة من 24 إلى 36 ساعة فقط من التصفح إلى الشراء. وسيفوز في سوق الأزياء السريعة تجار التجزئة الذين ينخرطون بنشاط مع عملائهم، محللين عادات التسوق والتواصل الاجتماعي، ومستبقين الاتجاهات المستقبلية".
"نشتري الآن"
تُعدّ سرعة تسليم الطلبات عبر الانترنت عاملاً مهماً جداً بالنسبة إلى المستهلكين. ويشير "بحث أكسنتشور" إلى رغبة شخص واحد من أصل خمسة أشخاص تتراوح أعمارهم بين 18 و20 عاماً في استلام طلبه خلال اليوم ونفسه. كما ترغب نسبة 13 في المائة منهم بتسلّم طلبها خلال أقلّ من نصف يوم، في حين نرى شريحة الأشخاص بين 21 إلى 37 عاماً أكثر استرخاءً بنسبة قليلة وثلثها سعيد لاستلام طلباته في اليوم التالي.
"نرتدي الآن"
وجدت الدراسة أن المتسوقين يشترون للوقت الحاضر، مع ارتداء 53 في المائة من جميع المستهلكين الذين شملهم الاستطلاع ثياباً اشتروها في غضون أسبوع، بينما لبست نسبة 15 في المائة منهم ملابس ابتاعتها في اليوم نفسه. وترتفع النسب مع المستهلكين الأصغر سناً (من 18 إلی 24 عاماً)، فيرتدي 60 في المائة منهم ملابس اشتروها في غضون أسبوع، كما يلبس شخص واحد من كل خمسة أشخاص ثياباً اشتراها في اليوم عينه.
وفي حين تدّعي غالبية المتسوقين الأصغر سناً أن الاستدامة الأخلاقية تشكّل عاملاً رئيسياً في إبلاغ قرارات الشراء الخاصة بها، يشير سلوكها إلى خلاف ذلك؛ فأقل من نصف (48 في المائة) الفئة العمرية من 18 إلى 24 سنة تعيد تدوير ملابسها. وعلاوة على ذلك، أفاد نصف (50 في المائة) تجار التجزئة الذين شملهم الاستطلاع أنهم يستكشفون بنشاط طرقاً جديدةً لتوسيع دورة حياة المنتج، وذلك باستخدام المواد المعاد تدويرها، أو تسهيل تبادل الملابس وتقاسمها.