لا شيء يضاهي مزايا عيش حياة المدينة بحيويتها ونشاطها، وخاصة في بيئة جميلة مثل تلك التي تحتضنها مدينة دبي. ولكن على الجانب الآخر فإن هذا الواقع الجميل تكتنفه العديد من التحديات التي ترافق العيش في المدن الكبرى، بما في ذلك صخب الحياة والتوتر النفسي والضغوطات الاجتماعية.
وفي الوقت الذي حرص فيه بعض سكان هذه المدن على تطوير استراتيجياتهم الخاصة للتعامل مع ضغوطات الحياة، للأسف تبنى البعض الآخر خيارات خاطئة وغير صحية للتغلب على المشاعر السلبية التي تنتابهم بين الحين والآخر، ومن أكثر هذه الخيارات شيوعاً هو اللجوء للطعام لتخفيف الشعور بالقلق والإحباط. إن استخدام الطعام كسلاح لمواجهة التقلبات النفسية والعاطفية قد يؤدي إلى الإفراط في تناول الأطعمة غير الصحية والدخول في دوامة زيادة الوزن وعدم الشعور بالرضا عن النفس من جديد وارتفاع مؤشرات السمنة وتزايد المشاكل الصحية عموماً.
ويعد أبريل شهر التوعية ضد مخاطر الأكل العاطفي. وفي هذا الإطار، يحرص "رايت بايت" (Right Bite)، المركز الرائد في إستشارات التغذية وتوصيل الطعام الصحي في الإمارات العربية المتحدة على بذل أقصى الجهود لرفع مستوى الوعي العام حول عواقب هذا السلوك غير الصحي.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت زينة سويدان، أخصائية تغذية علاجية في "رايت بايت": "يتم تعريف الأكل العاطفي على أنه اللجوء إلى تناول الطعام لأسباب غير الشعور بالجوع، ومنها الرغبة في ملء الفراغ والحصول على الإشباع الفوري للتغلب على المشاعر السلبية. لذا يصبح الأكل سلاحاً لمقاومة الضغوط النفسية وحالات التوتر والإحباط والقلق والحزن. وفي الغالب ينتهي الحال بالوقوع في فخ إضافة سعرات حرارية فائضة عن الحاجة للحمية اليومية وبالتالي زيادة الوزن، الأمر الذي يعيق الجهود المبذولة للحفاظ على اللياقة البدنية المبتغاة بسبب الدخول في حلقة مفرغة من عدم مقاومة إغراء الطعام والشعور بالذنب والندم".
وأضافت سويدان: "تشهد مدينة دبي زيادة ملحوظة في إرتفاع معدلات الضغوط النفسية ومؤشرات السمنة، لذا بات ضرورياً توعية السكان بمخاطر وعواقب الأكل العاطفي وكيفية التعامل مع هذا السلوك وما يرافقه من مشاعر سلبية. ومن هذا المنطلق، فيما يلي أهم خمس نصائح للسيطرة على الرغبة بتناول الطعام تبعاً للحالة النفسية والمزاجية والحفاظ على الصحة العامة:
تقبل العواطف والمشاعر السلبية بطريقة عقلانية ومنطقية. إن جميع الأشخاص على حدٍ سواء تنتابهم حالات من الإحباط والحزن، وليس عليهم بالضرورة الحصول على تعويض فوري من خلال الطعام، ويجب الحرص على تجنب تناول أطعمة معينة بهدف تعديل المزاج بشكل مؤقت وزائل.
التعرف على المحفزات من خلال كتابة مفكرة لتدوين الحالة المزاجية التي تدفع الشخص لتناول هذه الأطعمة، بالإضافة إلى التعرف على عدد مرات اللجوء الى الأكل لتعزيز المشاعر النفسية وتحديد الأوقات الصعبة والمأكولات المغرية. ستتيح هذه الاستراتيجية تفهم العادات الشخصية ومعرفة الحلول الملائمة.
تشتيت الانتباه. في حالة الشعور بالضعف تجاه أطعمة معينة، فمن الأفضل عدم الاحتفاظ بهذه المأكولات في متناول اليد أو إلغاؤها من قائمة المشتريات من الأساس. والقيام بدلاً عن ذلك بتوفير البدائل الصحية بشكل تسهل رؤيتها في المطبخ أو إيجاد طرق أخرى لتغذية المشاعر غير الطعام.
إشباع الجوع الجسدي بطريقة صحية، وهي تقسيم الوجبات الغذائية التي يتم تناولها خلال اليوم إلى خمس حصص صغيرة، بهدف موازنة مستويات السكر في الدم والهورمونات وإزالة الرغبة الملحة في تناول الطعام. وأفضل طريقة لذلك هي إدخال الحبوب الكاملة والدهون الصحية والبروتينات الجيدة إلى الحمية الغذائية بشكل متوازن، حيث سيساعد ذلك على السيطرة على الحالة المزاجية وكمية ونوعية الطعام الذي يتم تناوله.