شارف مشروع مطار الملك عبدالعزيز الدولي على الانتهاء من مرحلته الأولى خلال الربع الأخير من هذا العام (2017م)، ويتواصل العمل في المشروع للعامين القادمين، وذلك وسط جهود عمل تتواصل ليلاً ونهاراً، ويخدم هذا المشروع التنموي زوار مكة المكرمة وجدة بعدد فعلي أولي للمرحلة الأولى، وبما يقارب (30) مليون مسافر، وحوالي (45) مليوناً في المرحلة الثانية، التي تنتهي عام (2025م)، و(80) مليون مسافر سنوياً في عام (2035م)، وذلك في المرحلة الأخيرة للمشروع.
وزار وفد إعلامي هذا المشروع يرافقهم هشام حريري -مدير الأمن والسلامة في المشروع-، وم.فؤاد أحد مهندسي المشروع، حيث اطلع الوفد على شرح موجز يحكي مراحل عمل المشروع، كما تمَّ التجول داخل منشآت المطار، إلى جانب الاطلاع على مراحل تطويره.
نقلة نوعية
ويعد مشروع مطار الملك عبد العزيز الدولي الجديد نموذجاً ريادياً لحركة التطوير والنهضة التجارية، التي تشهدها محافظة جدة، حيث تمَّ تصميمه على أعلى مستوى، ومن المتوقع أن يشكل هذا المشروع نقلة نوعية لمدينة جدة كونها البوابة الرئيسة للحرمين الشريفين، إلى جانب موقعها الاستراتيجي كمحطة محورية بين الشرق والغرب.
أهم مرافق المطار الجديد في مرحلته الأولى:
يمكن إيجاز أبرز مرافق المطار بموجب المرحلة الأولى من المشروع، على النحو التالي:
مجمع صالات سفر بمساحة (810) آلاف م2، إذ يتيح لجميع الناقلات الجوية العمل تحت سقف واحد، إلى جانب وجود (46) بوابة للرحلات الدولية والداخلية تستوعب الطائرات العملاقة مثل: (A380)، كما تم إنشاء (94) جسراً متحركاً لخدمة الطائرات من مختلف الأحجام، وبمعدل جسرين لكل بوابة، وثلاثة جسور لبوابتين تخدم الطائرات العملاقة من فئة (F)، كطائرات (A380).
ويضم المشروع في مرحلته الأولى أيضاً خمس صالات لركاب الدرجة الأولى ودرجة الأعمال اثنتين منها للمسافرين على الرحلات الدولية المغادرة، وصالتان للمسافرين على الرحلات الداخلية، أما الصالة الخامسة فهي للمسافرين الواصلين على رحلات دولية وداخلية، كما يوجد برج مراقبة بارتفاع (136)م، وبذلك يصبح أحد أعلى أبراج المراقبة في العالم، إلى جانب وجود مسجد يتسع لنحو (3000) مصل، حيث يشتمل على باحة خارجية للصلاة بمساحة (2450م2)، إضافةً إلى وجود طابق علوي مجهز بمصاعد مخصصة للنساء تتسع لنحو (700) سيدة.
ويحتوي المشروع أيضاً على نظام قطار آلي مجهز بـ(10) عربات لنقل ركاب الرحلات الدولية في مرحلة المغادرة والوصول داخل مجمع الصالات، مع إنشاء نفق يوصل إلى محطة للصيانة، ومن ثمَّ للمرحلة الثانية، كما تمَّ تخصيص مساحة تقدر بـ (27987م2) داخل مجمع الصالات خصصت للاستثمار التجاري، فيما تمَّ تخصيص (220) كاونتراً لخدمة الركاب، وكذلك (80) جهاز خدمة ذاتية للركاب، إلى جانب وجود مركز نقل للركاب الواصلين تتوفر به جميع وسائل النقل تشمل سيارات الأجرة والحافلات، ويرتبط المركز بمحطة قطار الحرمين السريع و"مترو" جدة.
نظام متطور
وتمَّ تخصيص مواقف سيارات للمدد القصيرة تستوعب (8200) سيارة، ومواقف سيارات للمدد الطويلة، منها مواقف عامة تستوعب (4356) سيارة، ومواقف مخصصة للحافلات، تستوعب (48) حافلة، ومواقف مخصصة لسيارات الأجرة، تستوعب (651) سيارة، إلى جانب موقف يستوعب (1222) سيارة، وهو مخصص لشركات تأجير السيارات، إضافةً إلى مواقف سيارات للعاملين بالمطار، وتستوعب (8178) سيارة.
وسيتم افتتاح فندق لركاب "الترانزيت" بمستوى أربع نجوم يضم (120) غرفة، ويتم حالياً إنشاء شبكة طرق بطول (36,5)كم، وتشتمل على عدد من الأنفاق والجسور، ونظام متطور لمناولة أمتعة المسافرين يبلغ طول سيوره (34.6)كم، وهو مرتبط بأحدث أنظمة الأمن متعددة المستويات، إلى جانب ممرات وساحات بمساحة تبلغ (2.170.000م2)، كما سيتم توفير ثلاثة مراكز أحمال رئيسة توفر (470) مليون "فولت أمبير"، وأنظمة تكييف، ومياه إطفاء، وكافة الخدمات المرتبطة بمباني المطار اللازمة لها.
كما سيتم إنشاء شبكات مرافق وخدمات للكهرباء ومياه شرب ومياه غير نقية ومياه مكافحة الحريق والصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار، إلى جانب إنشاء محطة إطفاء وإنقاذ، إضافة إلى مركزين متكاملين للمعلومات متصلان بشبكة كابلات (ألياف ضوئية)، ويتضمن المشروع أيضاً إنشاء نفق خدمات بطول (9327م)، وممر للخدمات يربط جميع مراكز الأحمال ببعضها البعض، بطول (46كم، وحقل خزانات لوقود الطائرات مع شبكة توزيع، ومبانٍ للخدمات الأرضية والصيانة، ومشتل لخدمة أعمال تشجير المطار، وحديقة داخلية لتخفيف العبء الحراري، حيث أنَّ المبنى مصنف كصديق للبيئة.
وبالنظر لموقعة الجديد القريب من جدة؛ فإن المطار سيشكل النواة المثالية لإنشاء مدينة تجارية ضخمة توفر العديد من فرص العمل، إلى جانب المشروعات التعليمية والتجارية التي تتناسق وتتكامل مع منظومة من المساحات الخضراء والمناظر الخلابة والتصاميم العصرية الراقية.