٢٢ جمادى الأولى ١٤٤٦هـ - ٢٣ نوفمبر ٢٠٢٤م
الاشتراك في النشرة البريدية
عين الرياض
المال والأعمال | الأحد 27 نوفمبر, 2016 4:47 مساءً |
مشاركة:

الهيئة الملكية للجبيل وينبع تتصدى لإدارة المدن الصناعية للبتروكيماويات والصناعات التعدينية

أكد صاحب السمو الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع عن أن قاطني مدينتي الجبيل ورأس الخير الصناعيتين يترقبون المقدم الميمون للوالد القائد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله) وتدشينه (أيده الله) العديد من المشاريع الصناعية والتنموية الكبيرة، وقال سموه :" إن الزيارة تمثل أبعاداً مختلفة فهي امتداداً للزيارات الملكية التي تحظى بها الهيئة الملكية منذ نشأتها وتجسد الاهتمام في المتابعة والمضي قدماً نحو دفع عجلة التنمية الصناعية إلى المستويات العالمية والتجارب الناجحة".

وأضاف سمو الأمير سعود أن الهيئة الملكية تعتز بثقة القيادة الرشيدة في قرارها القاضي بتكليفها إدارة مدينة رأس الخير الصناعية، وتوفير الخدمات فيها لمشاريع البنية الأساسية التنموية والتعدينية والصناعات الأخرى على غرار تجربتها الرائدة في بناء وتشييد مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين اعتماداً على قدرتها الكبيرة في إدارة المشاريع العملاقة، لافتاً سموه إلى أن الهيئة الملكية شرعت في وقت سابق بدراسة المخطط العام للمدينة وإعداد التصاميم الهندسية وتنفيذ التجهيزات الأساسية والمنافع حيث انشئت شبكة طرق رئيسة تربط رأس الخير الصناعية بمدينة الجبيل الصناعية وأبو حدرية والخرسانية وواسط الأمر، الذي سهل كثيرا في نقل العاملين والمواد من المدينة الجديدة وإليها.

وكشف سموه أن الهيئة الملكية استثمرت أكثر من 6 مليارات ريال على تشييد البنى التحتية، حيث نفذت محطات للطاقة وشبكات للغاز والكهرباء وأخرى لتوزيع مياه الشرب والتبريد الصناعي باستخدام مياه البحر فضلاً عن شبكات معالجة مياه الصرف الصحي والصناعي، كذلك شبكات الطرق وممرات السكة الحديدة الواقعة في حرم الهيئة الملكية، منوها سموه إلى أن تلك البنى التحتية استطاعت توطين استثمارات تجاوزت 120 مليار ريال حيث ساهم التعاون والتكامل مع الشركاء في تحقيق العمل والنجاح وترجم وجود المنجز العملاق المتمثل في مدينة رأس الخير الصناعية.

وأختتم سمو الأمير سعود تصريحه بأن جملة المشاريع التنموية العملاقة التي سوف يؤسسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله خلال رعايته حفل المدينة ستسهم في نمو وتنوع الصناعات والمشاريع في مختلف راجياً سموه من الله العلي القدير أن يكلل الجهود المباركة إلى مسعاها، وأن ينعم الوطن ومواطنيه بالرخاء والأمن والسؤدد.

 

إدارة المدن الصناعية للبتر وكيماويات والصناعات التعدينية

شرعت الهيئة الملكية للجبيل وينبع بمهامها في  مدينة رأس الخير الصناعية فور صدر قرار مجلس الوزراء في العام 1430هـ (2009م) بتكليفها بإدارة مدينة رأس الخير الصناعية، وتوفير الخدمات فيها لمشاريع البنية الأساسية التنموية والتعدينية والصناعات الأخرى على نمط تجربتها الرائدة والناجحة في مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين. لكن للقصة بداية أخرى... فمنذ ما يناهز أربعة عقود، كانت تنمية الاقتصاد في المملكة العربية السعودية تعتمد اعتماداً كلياً على الزيت الخام كمصدر شبه وحيد للدخل، حتى ارتأت القيادة الرشيدة ضرورة إجراء دراسات مستفيضة لتنويع مصادر الدخل الوطني، واستحداث فرص عمل للمواطنين، وتوطين الصناعات والتقنيات الحديثة. وانتهت هذه الدراسات إلى ضرورة رسم خطة إستراتيجية متكاملة للتصنيع، تكون المحور الأساس الذي ترتكز عليه خطط التنمية المستقبلية؛ ولذلك أنشئت الهيئة الملكية في العام 1395هـ - (1975م) بموجب أمر سامٍ كريم لتكون جهازاً له استقلاليته المالية والإدارية، وحددت مهمتها الرئيسة في تخطيط وتشييد وإدارة مدينتين صناعيتين في الجبيل على ساحل الخليج العربي، وينبع على ضفاف البحر الأحمر. في الوقت ذاته، كلفت الحكومة الرشيدة شركة أرامكو السعودية بجمع ومعالجة الغاز المصاحب لاستخراج البترول ونقله عبر شبكة أنابيب هائلة إلى مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين؛ ليستخدم لقيماً للصناعات البتر وكيماوية المستهدفة. وللغرض ذاته، أنشأت الحكومة شركة تتولى مسؤولية هذه الصناعات هي الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، وكلفتها بتشييد مجمعات صناعية متكاملة في المدينتين تستفيد من الغاز كمادة لقيم، تسهم في صناعة منتجات بترو كيماوية تصدر إلى الخارج، أو تتم الاستفادة منها محلياً في تصنيع منتجات نهائية للمستهلك؛ ما يعزز من القيمة المضافة للغاز.

وهكذا نشأ هذا المثلث الذهبي الذي يضم الهيئة الملكية للجبيل وينبع، وشركة أرامكو السعودية, وشركة (سابك)، الذي أسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني من خلال توطين الصناعات البتروكيماوية.
 لقد تمكنت الهيئة الملكية للجبيل وينبع -بفضل الله أولًا ثم بدعم القيادة الرشيدة- من إنشاء بيئة استثمارية جاذبة؛ مما جعل المدن الصناعية التابعة لها تتبوأ مكانة مرموقة بين كبرى المدن الصناعية في العالم. وقد استطاعت الهيئة جذب استثمارات ناهزت التريليون ريال, وفرت آلاف الفرص الوظيفية المباشرة وغير المباشرة للمواطنين السعوديين، ووطنت كذلك أحدث التقنيات الصناعية.

 

تجمع ذهبي جديد

وحين توجهت القيادة الرشيدة نحو تنويع مصادر الدخل الوطني ظهرت فكرة إنشاء تجمع ذهبي جديد يضم كلًا من الهيئة الملكية للجبيل وينبع، ووزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، وشركة أرامكو السعودية، شركة التعدين العربية السعودية (معادن). وكان التوجه أن يناط بهذا التجمع تطوير صناعة التعدين في المملكة، من خلال استثمار موارد المملكة المعدنية وتصنيعها وتصديرها. وتم اختيار مدينة رأس الخير الصناعية لاحتضان الصناعة الجديدة الواعدة. وبذلك وضعت القيادة الرشيدة ثقتها مجدداً بالهيئة الملكية؛ كونها تتمتع بقدرة فائقة على إدارة المشاريع العملاقة، وعلى تحقيق التطلعات الطموحة. ومنذ تكليفها بإدارة مدينة رأس الخير الصناعية سخرت الهيئة خبرتها العريضة لإنشاء قاعدة صناعية كبرى للتعدين، وحددت للمدينة أهدافها الاستراتيجية التالية:


1- تمكين المملكة من تبوء مكانة إستراتيجية في صناعة التعدين؛ لتصبح منافساً عالمياً في هذا المجال.
2- تطوير قطاع التعدين مواكبةً للتوجه الاستراتيجي للمملكة نحو تنويع مصادر دخلها الوطني.
3- الاستفادة من التكامل بين الصناعات التعدينية برأس الخير، والصناعات البتروكيماوية بمدينة الجبيل الصناعية لإنشاء صناعات تحويلية متنوعة.

4- توفير فرص وظيفية في قطاع الصناعات التعدينية.

وحين شرعت الهيئة الملكية للجبيل وينبع في إدارة مشروع مدينة رأس الخير، بدأت بالتنسيق مع شركة التعدين العربية السعودية )معادن(، للعمل على تطوير المجمع الصناعي العملاق؛ ليستفيد من معادن المناجم الواقعة شمال المملكة ووسطها، ولتكون المدينة مرفأً لتصدير منتجات صناعة التعدين السعودية إلى الأسواق العالمية.
كما بدأت الهيئة الملكية على الفور في دراسة المخطط العام للمدينة، وإعداد التصاميم الهندسية وتنفيذ التجهيزات الأساسية والمنافع.

 وكان من أبرز أعمالها في المرحلة الأولى إنشاء شبكة طرق رئيسة تربط رأس الخير بمدينة الجبيل الصناعية وأبو حدرية والخرسانية وواسط؛ ما سهل نقل العاملين والمواد من المدينة الجديدة وإليها.

وكانت الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) قد مدت خطاً حديدياً لربط رأس الخير بالمناجم الواقعة شمال المملكة ووسطها، وتم تكليفها أيضاً بإنشاء خط حديدي يربط بين رأس الخير والدمّام مروراً بمدينة الجبيل الصناعية؛ مما سيجعل هذه المدينة الواعدة تتصل بالعاصمة وبقية مناطق المملكة بعد اكتمال كل مشاريع السكة الحديدية.

وقد ناهزت الاستثمارات التي تم استقطابها في مدينة رأس الخير أكثر من 100 مليار ريال حتى العام 2015 م؛ إذ استثمرت الهيئة الملكية للجبيل وينبع ما يربو على سبعة مليارات ريال(1.87 مليار دولار) في تشييد البنى التحتية، ونفذت عدداً من المشاريع، منها: محطات الطاقة، وشبكتا الغاز والكهرباء، وشبكات توزيع مياه الشرب ومياه التبريد الصناعي باستخدام مياه البحر، والمحطات والشبكات المخصصة لمعالجة مياه الصرف الصحي والصناعي، إضافة إلى شبكات الطرق وممرات السكة الحديدية الواقعة في حرم الهيئة الملكية. وتحتضن المدينة حتى الآن سبع صناعات، بعضها بدأ في الإنتاج، وبعضها الآخر لا يزال قيد الإنشاء والتصميم. وهكذا تحول اللسان الرملي الممتد في عمق مياه الخليج العربي إلى ورشة عمل ضخمة، يجري فيها بناء مجمع صناعي تعديني متكامل يعد الأكبر من نوعه في العالم، ويضم كل المرافق الأساسية اللازمة لإدارة صناعات التعدين التحويلية وتصديرها.  

مشاركة:
طباعة
اكتب تعليقك
إضافة إلى عين الرياض
أخبار متعلقة
الأخبار المفضلة