بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة كلمات، انطلقت اليوم (الاثنين) في غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وبمشاركة أكثر من 200 ناشر محلي وعربي وعالمي يمثلون أكثر من 35 دولة، فعاليات الدورة السادسة للبرنامج المهني للناشرين والذي يستمر حتى 1 نوفمبر 2016، وذلك ضمن فعاليات الدورة 35 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب الذي يقام في مركز إكسبو الشارقة، خلال الفترة بين 2-12 من نوفمبر الجاري بمشاركة محلية وإقليمية ودولية واسعة.
واستهل سعادة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب الجلسة الإفتتاحية بكلمة ترحيبية، ونبذة عن البرنامج المهني: "بات البرنامج المهني جزءاً لا يتجزأ من معرض الشارقة الدولي للكتاب، فمنذ أن أطلق صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة مشروعه الثقافي في العام 1982 وهو ينظر إلى مشوار النهوض الثقافي بصورة تكاملية شاملة، ويؤمن بأن العمل الثقافي عقد مُحكم لا يجب أن يُغفل عن واحدة من حلقاته".
وأضاف العامري: "يواجه قطاع النشر قي جميع أنحاء العالم العديد من التحديات، إلا أننا نؤمن بأنه ومن خلال بذل مزيد من الجهود وتعزيز التعاون المشترك يمكننا الإرتقاء بهذا القطاع الحيوي المهم، ومن أجل الوصول إلى غاياتنا وأهدافنا فيتوجب علينا أن نواجه الحقائق الماثلة أمامنا، فنحن نعيش في عصر تعددت فيه سبل الحصول على المعلومة وزيادة الحصيلة المعرفية".
وركزت فعاليات البرنامج التدريبي للناشرين في يومه الأول على عدد من المواضيع المهمة في مجال صناعة النشر مثل: الشراكات الإستراتيجية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، والتحضير للمستقبل ببحث إمكانات بناء سوقٍ عربية للكتب الإلكترونية، والواقع الحالي للنشر في المنطقة العربية وإمكانات النهوض به، كما استعرض البرنامج مشروع منحة الشارقة للترجمة، وموضوع الوصول السهل لحقوق النشر العربية وترجمتها من قبل الناشر العربي والأجنبي.
وتحدث ألكسندر بريغمان من مؤسسة غوغل بلاي بوك منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في ورقة عمل عن الشراكات في المنطقة، مبيناً أن المنطقة العربية تشكل سوق نشر متنامية بشكل لافت، وأن النجاح فيها يتطلب تضافر جهود عدة لمواجهة التحديات التي تعيق النشر الإلكتروني وتداول الكتاب، وأنه لابد من إجراء دراسات مسبقة لمعرفة مدى ولوج مستخدمي المنطقة للإنترنت، وتفاعلهم مع برامج التعليم والترفيه، والبحث عن شراكات ناجحة لا تفكر بالكتاب كونه مجرد سلعة وإنما كمشروع ثقافي مستقبلي كبير".
وفي ورقة عمل له بعنوان(كيف نستحضر المستقبل؟ نحو بناء سوقٍ للكتب الإلكترونية)، تحدث مايكل تامبلين، الرئيس والمدير التنفيذي لمؤسسة راكوتين كوبو عن المنافسة التي تشهدها سوق النشر الإلكترونية، مبيناً أن هناك دراسات جيدة ومتطورة للتعامل مع التحديات في المنطقة كاللغة، والشخصية الثقافية العربية، والقوانين، والرقابة، والحقوق والإمتيازات، والبحث عن شركاء ناجحين، والتفكير الجدي بتنويع خيارات القراء بتنويع محتوى الكتاب الرقمي، مشيراً أنه بدأت بوادر ناجحة قابلة للزيادة في هذا المجال مستقبلاً.
وقدم المشاركون في البرنامج المهني مجموعة من الأسئلة خلال الجلسة الحوارية التي ضمت ألكسندر بريغمان، ومايكل تامبلين، وشادي الحسن، تلخصت حول مدى إمكانية الجمع بين الكم والنوع في الكتب الإلكترونية المترجمة للعربية، وطرق التسويق الناجحة التي تتجاوز العقبات المعروفة، والتجارب الناجحة التي مرت بها دور نشر شهيرة لتضع لها قدماً في قطاع النشر العربي، واتفق الحاضرون على أهمية تقريب وجهات النظر بين الناشرين من خلال الملتقيات للحصول على نتائج ايجابية.
وأدار ستيفن ويليامز الجلسة الحوارية الثانية تحت عنوان (نظرة إلى واقع النشر العربي) بين فيها تامر سعيد مدير عام مجموعة كلمات التغييرات الإيجابية الحاصلة في السوق خلال العقد الأخير، وأهمية استثمار المزيد من الأموال في قطاع النشر مسترشداً بمشروع منحة الشارقة للترجمة، ووضع الحلول الناجحة لمعوقات صناعة النشر الإلكتروني العربي مثل: وجود قاعدة بيانات عن السوق، وشحة المحترفين في مجال الإعداد والتصويب والنشر، والتسويق، والدعم اللوجستي، فيما تحدثت مارسيا لينكس كوالي، مدونة الأدب العربي عن أهمية الإستفادة من التجارب الناجحة لبناء شراكات قوية.
وقدمت مريم آل علي من هيئة الشارقة للكتاب عرضاً موجزاً عن منحة الشارقة للترجمة داعية الناشرين الى الإستفادة منها في ضوء النتائج المتميزة التي حققتها منذ اطلاقها إلى اليوم، ودورها في دعم قطاع النشر العربي.
وفي جلسة تعريفية عن الوصول السهل لحقوق النشر العربية وترجمتها دعا الدكتور غياث مكتبي، مدير دار مكتبي للنشر الناشرين الأجانب إلى عدم التعامل مع الناشر العربي كناشر أجنبي لاختلاف سوق النشر العربية عن السوق الأجنبية، وأن لا يقتصر دور الناشر الأجنبي على مجرد منح حقوق النشر وإنما إلى أهمية أن يأخذ هو الآخر حقوق طباعة ونشر الكتاب العربي الذي يكفل بناء أواصر ثقافية قوية، واختتمت جلسات البرنامج المهني في يومه الأول باستعراض قدمته إلين هيلدربراند عن كتابها "الإشاعة وصناعة الوفاق" الأكثر مبيعاً حول العالم حالياً.
على صعيد متصل عقدت اجتماعات "مواعيد المتخصصين" لبحث سبل وإمكانات التعاون المشترك بين الناشرين، وذلك في جلسات مستقلة نظمتها هيئة الشارقة للكتاب للحصول على نتائج من شأنها أن تسفر عن صفقات في مجال تبادل بيع وشراء حقوق طباعة الكتاب العربي والأجنبي.
هذا وسيتعرف الناشرون المشاركون في فعاليات البرنامج المهني ضمن فعاليات اليوم الثاني إلى: وجهات نظر في سوق النشر العربية، يشارك فيها مات كودريري، رئيس قسم مبيعات هاشيت للكتب في الشرق الأوسط وأفريقيا، وكيمبتون موني، مدير أول البحوث والتحليل بمركز نيلسين بوك، ونيرمين مولاغلو، وكيل أدبي لوكالة كلم، وأحمد رشاد المدير تنفيذي لدار للمصرية اللبنانية للنشر، وسيدير الجلسة مايكل مشبك، المحرر والناشر في إنترلينك للنشر، كما ستتواصل "مواعيد المتخصصين" لليوم الثاني ضمن فعاليات البرنامج.