بقلم: جميل أحمد، نائب الرئيس لأبحاث السوق في FXTM
ارتفعت أسواق الأسهم في شتى أنحاء العالم بفضل التوقعات بأن البنك المركزي الأمريكي سيحافظ على وتيرة بطيئة جدا في رفع أسعار الفائدة الأمريكية في المستقبل، كما أن الارتفاع قد صاحبه أيضا زيادة شهية المستثمرين للأصول ذات المخاطرة المرتفعة فضلا عن تراجع الدولار الأمريكي عن مستوياته المرتفعة الأخيرة. وبالإضافة إلى التوقعات بشأن السياسة النقدية، ترتبط المكاسب التي حققتها أسواق الأسهم الأمريكية بالتقارير الأخيرة لأرباح الشركات والتي تفوق معظمها على التوقعات وهو الأمر الذي يبدد المخاوف السابقة من أن التقييم الحالي للأسواق مبالغ فيه بأكثر من اللازم.
وكانت المكاسب قد امتدت أيضا إلى أوروبا ومن المرجح أن تستمر هذه المكاسب إذا قام رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي يوم الخميس بتأكيد أن التقارير السابقة عن التناقص التدريجي المحتمل في سياسة التيسير الكمي هي تقارير سابقة لأوانها، كما أن مؤشر فوتسي 100 بوجه عام ما يزال يستفيد من فترة الانخفاض الطويلة للجنيه الإسترليني. وكانت الصين قد أعلنت في وقت مبكر من صباح اليوم عن تسجيل الناتج المحلي الإجمالي في الصين لقراءة بلغت 6.7% بما يتفق مع التوقعات، ومن شأن ذلك أن يبعث رسالة بأن نمو الاقتصاد في ثاني أكبر اقتصاد في العالم يشهد استقرارا كما يمنه أي مخاوف من أن نمو الاقتصاد في الصين يشهد تراجعا.
ويمكن أن يكون الخطر الأكبر الذي تواجهه العودة الأخيرة للزخم الإيجابي في أسواق الأسهم هو الإعلان عن أن خروج دونالد ترامب فائزا في المناظرة الرئاسية الأخيرة في الولايات المتحدة التي ستعقد مساء اليوم.
بيانات التضخم في بريطانيا تسرق الأضواء
كان أهم خبر استحوذ على اهتمام السوق طوال يوم أمس هو ارتفاع التضخم في بريطانيا إلى معدل سنوي 1% مسجلا أعلى مستوى له منذ نوفمبر 2014 حيث كان الانخفاض الكبير الذي تعرضت له أسعار النفط قد أدى لفترة طويلة من انخفاض التضخم. ومن المهم الإشارة إلى أنه في حين كان الكثيرون يتوقعون ارتفاع معدل التضخم بسبب الهبوط الحاد في قيمة الجنيه الإسترليني والذي حدث منذ الموافقة على انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إلا أن ذلك لم يؤخذ في الحسبان في قراءة تقرير التضخم الذي صدر يوم أمس، ويمنحنا ذلك سببا آخر لأن نتوقع أن يسجل التضخم أرقاما قوية خلال الأشهر المقبلة,.
وكان زوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي قد ارتفع بقوة ووصل إلى مستوى 1.23 بفضل التوقعات بأن ارتفاع التضخم في بريطانيا سيقلل من احتمال قيام البنك المركزي البريطاني بتيسر سياسته النقدية مرة أخرى قبل نهاية هذا العام. ومع ذلك فإن التوقعات بأن يشهد الجنيه الإسترليني مزيدا من الانخفاض ما تزال قوية، ومن المحتمل أن ينظر المستثمرون إلى الارتفاع الأخير في قيمة الجنيه الإسترليني باعتباره فرصة لزيادة مراكز البيع حيث إنه من المؤكد أن الغموض الناجم عن انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيهيمن على الأجواء ويؤثر على معنويات المستثمرين لعدة أشهر مقبلة.
الاتجاه الصعودي لزوج الدولار الأمريكي/الين الياباني في خطر
بدأ زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني أسبوع التداول الجديد بتكبد الخسارة على مدى يومين متتاليين وانخفض يوم أمس لأدنى من مستوى 104 بقليل بعد أن كان قد ارتفع لأعلى مستوياته في شهرين في أواخر الأسبوع الماضي. وكانت القوة الدافعة للشراء في زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني قد بدأت في الانخفاض ويترقب البائعون المحتملون الوضع ويتحينون الفرصة للانقضاض. ويحتاج زوج الدولار الأمريكي/الين الياباني بشدة إلى الإغلاق فوق مستوى 104.50 قريبا من أجل تأكيد أي فرص لمزيد من الانعكاس الصعودي، وإذا لم يحدث ذلك فإن هناك مخاطرة بأن يتخلى الزوج عن المكاسب التي حققها في مطلع هذا الشهر.
الذهب يستقر فوق 1250 دولار
بعد الهبوط بشكل غير متوقع واختراق حاجز الدعم النفسي عند مستوى 1300 دولار في مطلع شهر أكتوبر والتراجع إلى أدنى مستوياته في شهرين أعلى بقليل من 1240 دولار، يظهر الذهب الآن علامات على الاستقرار فوق مستوى 1250 دولار. ومن المنتظر أن يستفيد الذهب أيضا من انخفاض الدولار الأمريكي، كما أن الأسواق تتوقع وتيرة بطيئة لتشديد السياسة النقدية من جانب البنك المركزي الأمريكي، مما يعني أنه من الممكن أن يحاول الذهب الارتفاع نحو مستوى 1270 دولار وأن يحافظ على المستوى حول 1250 دولار بصفته منطقة الدعم الجديدة للمعدن الأصفر النفيس.