أعلنت شركة "سيمنس" عن عقد شراكة مع "القمة العالمية للصناعة والتصنيع"، المدعومة من منظمة الأمم المتحدة، وذلك بهدف قيادة الجهود الرامية إلى تطوير جيل جديد من الصناعات المستدامة التي تلعب دوراً محورياً في معالجة الكثير من التحديات العالمية.
وتعقد الدورة الافتتاحية للقمة العالمية للصناعة والتصنيع، والتي تستضيفها كل من "منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية" (يونيدو) وحكومة دولة الإمارات ممثلة بوزارة الاقتصاد، خلال شهر مارس 2017 المقبل في العاصمة الإماراتية أبوظبي. وتجمع القمة كبار قادة الشركات والحكومات والمجتمع المدني لضمان توظيف التكنولوجيا الحديثة في قطاع التصنيع – وهو ما يعرف بالثورة الصناعية الرابعة – بما يتوافق مع أهداف التنمية الصناعية المستدامة للأمم المتحدة.
وبهذه المناسبة، قال جو كيسر، رئيس مجلس الادارة والرئيس التنفيذي لشركة "سيمنس العالمية": "نحن فخورون بشراكتنا مع القمة العالمية للصناعة والتصنيع ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية. ولا شك في أننا سنتمكن معاً من صياغة مستقبل قطاع الصناعة العالمي. وسنجمع، من خلال رؤية "سيمنس" الرائدة للثورة الصناعية الرابعة، بين الازدهار الاقتصادي وتحقيق الاستدامة بما يدعم أهداف منظمة الأمم المتحدة الإنمائية."
ويتبوأ كل من الإنسان والمجتمع والبيئة مقدمة أولويات أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 السبعة عشر، كما تعتمد أهداف طموحة للتخلص من الفقر والجوع، وضمان تطبيق ممارسات عادلة في العمل، والمساواة بين الجنسين والحفاظ على البيئة.
وتهدف شراكة "سيمنس" مع القمة العالمية للصناعة والتصنيع إلى تمكين قطاع الصناعة من لعب دور محوري في إيجاد أفضل الحلول للتحديات العالمية وتحقيق التنمية الصناعية المستدامة. وتلعب "سيمنس"، من خلال تركيزها على اعتماد الطاقة الكهربائية كبديل للوقود الأحفوري، وأتمتة جميع عملياتها واعتماد التكنولوجيا الرقمية في نشاطاتها، دوراً كبيراً في مسيـرة التحول العالمي سواءً على مستوى الشركات أو الحكومات.
وفي إطار التزامها بالصناعة المستدامة، تهدف "سيمنس" لأن تكون أولى الشركات العالمية الصناعية الكبرى التي تتمكن من ممارسة النشاطات الصناعية دون أية انبعاثات كربونية بحلول العام 2030، وإلى تخفيض انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون إلى النصف بحلول العام 2020. ولتحقيق هذه الأهــداف، ستستثمر "سيمنس" ما يصل إلى 100 مليون يورو خلال ثلاثة أعوام لخفض الانبعاثات الكربونية الناجمة عن توليد الطاقة المستخدمة في أبنيتها ومنشآت الإنتاج التابعة لها.
وفي معرض ترحيبه بالشراكة بين "سيمنس" والقمة العالمية للصناعة والتصنيع، قال سعادة لى يونغ، المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو): "نقدر في منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية دعم "سيمنس" للقمة العالمية للصناعة والتصنيع، فيما يشكل نقطة انطلاق لمسيرة طويلة متميـزة نأمل بأن تساهم في توفير حلول لبعض المشكلات العالمية الملحة، واستشراف آفاق جديدة لتحقيق التحول الإيجابي نحو الصناعة المستدامة في الشركات العالمية".
وأضـاف يونغ: "تسعى القمة العالمية للصناعة والتصنيع إلى تحقيق الأهداف الإنمائية المستدامة للأمـم المتحدة، وهي تعد مبادرتنا العالمية الهادفة إلى تعزيز التنمية الصناعية الشاملة والمستدامة. ومن خلال توفير المنصة المثالية التي تجمع صناع القرار وقادة الشركات لتبادل المعرفة، تعمل القمة على بناء تحالف عالمي قوي لمعالجة القضايا ذات الأهمية للمجتمعات في البلدان النامية والمتقدمة على حد سواء."
وينتظر أن يشهد مستقبل قطاع الصناعة تطورات كبيرة نتيجة لتوظيف تقنيات "إنترنت الأشياء"، وهو المجال الذي تتبوأ "سيمنس" فيه مرتبة متقدمة مع استخدامها للتكنولوجيا الرقمية وجمعها بين العالمين المادي والافتراضي بطريقة تمكنها من ربط الأفراد والعمليات والبيانات بطريقة ذكية عبر استخدام الأجهزة الذكية وأجهزة الاستشعار.
وفي هذا السياق، تشير دراسة أعدتها شركة "ماكينزي آند كومباني" إلى قدرة "إنترنت الأشياء" على توفير قيمة اقتصادية تبلغ 11,1 تريليون دولار أميركي سنوياً بحلول العام 2025، وذلــك من خلال التركيز على اعتماد الطاقة الكهربائية كبديل للوقود الأحفوري، وتبني تقنيات الأتمتة واعتماد التكنولوجيا الرقمية في نشاطاتها. وتساهم "سيمنس" بشكل كبير في رفع مستويات إنتاجية ومرونة وكفاءة الجيل الجديد من تقنيات الصناعة على المستوى العالمي.
ومن جانبه، قال معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد في دولة الإمارات العربية المتحدة: "نؤمن في القمة العالمية للصناعة والتصنيع بأن نجاح الثورة الصناعية الجديدة يعتمد على دعم القدرة على اتخاذ القرارات الاستراتيجية، والتفاعل الذكي بين التكنولوجيا والموارد البشرية، وتوفير بيئة مناسبة تتاح فيها للصناعة كافة الأنظمة والهيكليات والتمويل اللازم. وستشكل القمة العالمية للصناعة والتصنيع المنتدى العالمي الملائم لنقاش هذه الأولويات واستكشافها، وإرساء الأسس المناسبة لصياغة خارطة طريق يمكن اعتمادها من قبل صناع القرار في جميع أنحاء العالم."
ويشار إلى أنه سيتم الإعلان عن شركاء القمة العالمية للصناعة والتصنيع العالميين من الشركات خلال الفترة التي تسبق شهر مارس 2017. وقد تم إعداد الخطط الخاصة بتنظيم القمة بالتعاون بين منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (يونيدو) وحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة بوزارة الاقتصاد، إلى جانب مجموعة من الشركاء الاستراتيجيين مثل "ذا إيكونوميست جروب" و"برايس ووتر هاوس كوبرز" و"تومسون رويترز"، والذين يشاركون في إعداد برنامج القمة ونتائجها المرجوة.