تحتل شركة شاندونغ الصينية لإنشاءات الطاقة(سيبكو) مركزاً متقدماً من بين 500 من كباريات الشركات المتخصصة في الطاقة والإنشاءات في العالم. وتعمل الشركة بشكل رئيسي في مجال إنشاء مشاريع الطاقة والغاز ومشاريع الهندسة المدنية على مستوى العالم.
وتقوم سيبكو بتوفير وتقديم سلسلة من الخدمات الصناعية للمشاريع الاستثمارية تشمل التمويل والدراسة والتصميم وتأمين المواد والمعدات والإنشاء وبدء التشغيل التجريبي والتشغيل والصيانة.
وقد ارتادت سبيكو آفاق السوق العالمية في عام 2002 رافعة شعار "قادمة من الشرق لتنير العالم". وتشمل نشاطات الشركة آسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية وغيرها من المناطق حول العالم حيث نفذت وتنفذ 47 مشروعاً في الهند وزامبيا وبنغلاديش والمملكة وماليزيا والسودان ومنغوليا والبرازيل واندونيسيا ونيجريا وغيرها من الدول بقيمة إجمالية تصل إلى 15 مليار دولار. ومنذ إنشاؤها في عام 1952، قامت سيبكو بإنشاء وإكمال 868 وحدة لتوليد الطاقة بلغ إجمالي سعتها الإنتاجية 134,266 ميغاواط، ومحطات فرعية سعة 110كيلوفولط فما فوق بسعة إجمالية تزيد عن 113,616 ميغافولط أمبير وخطوط نقل الطاقة سعة 110كيلوفولط فما فوق بإجمالي طول 22,474 كيلومتر عبر العالم.
ومنذ عام 2004 اختيرت سيبكو ضمن قائمة 250 ابرز المقاولين على مستوى العالم في دورية (Engineering News Record) وحصلت على جائزة أميز المشاريع في مجال الطاقة الممنوحة من دولة الهند وكذلك جائزة أفضل انجاز في مجال البناء من الهند وغيرها من العديد من الجوائز في مجالات الهندسة والبناء من مختلف الهيئات والمنظمات في العالم.
وخلال 60 عاماً من التطوير، اكتسبت سيبكو قدرات كبيرة في مجال التعاقدات والعقود على المستوى العالمي وحشدت كل الكفاءات من سائر أنحاء العالم وتمكنت من تشكيل فريق عالمي مكون من 13,000 من العاملين وإنشاء أفرع لها ومراكز سيطرة وتحكم هندسية في كل من الهند وباكستان وبنغلاديش واندونيسيا وكازاخستان ومنغوليا ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة وجنوب أفريقيا ونيجريا وزامبيا والبرازيل وتشيلي وغيرها من المناطق.
وتوفرت لسيبكو خبرات ومقدرات في مجال التصاميم الرقمية ثلاثية الأبعاد والتصميم حسب الطلب. وللشركة أكثر من 4000 قاعدة موردين مؤهلين على مستوى العالم وفريق خبراء تسبقه 70 عاماً من الخبرات في مجال إدارة الإنشاءات والبناء.
وتمكنت سيبكو من إقامة علاقة تعاون إستراتيجية مع أربعة بنوك كبرى مملوكة للدولة الصينية بالإضافة إلى بنوك أخرى ذات شهرة عالمية متسلحة بمزايا مهنية في مجال تخطيط وتصميم مشاريع الطاقة ومشاريع البنى التحتية وتدبير التمويل وتنفيذ وتشغيل وصيانة مشاريع تقوية ضغط الغاز وتدريب العاملين بالإضافة إلى الخدمات الفنية المتكاملة.
وفي بداية عام 2014، دخلت سيبكو سوق تنفيذ مشاريع الطاقة والبترول والغاز في المملكة وفازت بعقد تنفيذ أربعة مشاريع رئيسية تقوية لضغط الغاز لصالح شركة ارامكو السعودية وهي مشروع لتوليد الطاقة بسعة 250 ميغاواط في حقل شيبه وآخر مماثل بسعة 3850 ميغاواط في جازان والمرحلة الأولى والثانية من مشروع توسعة منظومة الغاز الرئيسي.
ويعتبر مشروع توسعة منظومة الغاز الرئيسي أول توسعة لأكبر شبكة غاز طبيعي في العالم وقد واجهت سيبكو وتمكنت من التغلب على التحديات التي أحاطت بتنفيذ المشروع العملاق والتي تمثلت في عدم امتلاكها وارامكو للخبرة والتجربة ذات الصلة بمشاريع مماثلة وكذلك قصر الفترة الممنوحة لتنفيذ المشروع –26 شهراً فقط- والقيام بالأعمال الهندسية وشراء وبناء محطتين كبيرتين تقوية لضغط الغاز. واستطاعت سيبكو معززة بقدراتها وخبراتها في مجال الخدمات الهندسية والمشتريات والبناء من ضمان انسيابية تقدم المشروع. وقد حصل المشروع على رضا الإدارة العليا في ارامكو. ومن الناحية الهندسية، استخدمت الشركة ولأول مرة في العالم تصميم النموذج الثلاثي الأبعاد لإكمال تصميم مشروع إنشاء محطة تقوية ضغط الغاز وتمكنت من إكمال كافة أعمال التصميم خلال فترة 12 شهرا.
أما من ناحية تأمين وشراء معدات ومواد المشروع فقد استطاعت سيبكو من التغلب على مصاعب الحصول على موردين متخصصين والإشراف وإجراءات الشراء المعقدة والإعداد وحشد المعدات وغيرها من الصعاب التي صاحبت فترة الإعداد للمشروع من خلال تطبيق سياسة تأمين المشتريات من السوق المحلي بصرامة وتقاسم الضغوط والمسئوليات مع أصحاب المشروع وقيام كبار المسؤولين في سيبكو بزيارات دورية منتظمة للمشروع للوقوف على سير التنفيذ وضمان التقيد بالجدول الزمني وتسريع عمليات التصنيع والتوريد من المصانع وتقصير دورة الفحص وغيرها من الوسائل. وضمنت سيبكو بذلك وصول المواد والمعدات في وقتها.
وبالنسبة لأعمال الإنشاء وبالنظر إلى عبء العمل الخاص بمحطتين كبيرتين لتقوية ضغط الغاز والجدول الزمني الضيق، عمدت سيبكو إلى التخطيط المسبق وكسر الروتين واتخاذ جميع التدابير اللازمة لدفع تقدم العمل في الموقع. واستطاعت سيبكو في سبتمبر الماضي ومن خلال العمل بجد واجتهاد طوال الليل والنهار في ظرف 15 يوماً من إكمال أعمال الأساسات الخاصة ب 12 توربين غازي. ومقابل هذا الجهد المبذول والعمل بسرعة حصلت سيبكو على ثناء خاص من ارامكو.
أما من ناحية الجودة، فقد نفذت سيبكو وبصرامة ومهنية عالية الإجراء المتبع في ارامكو لضمان جودة الأعمال المنفذة. ولم تشهد فترة تنفيذ المشروع قط أي حادث متعلق بالجودة. وبلغ معدل قبول الأعمال بالموقع 98 في المئة كما بلغ معدل جودة أعمال اللحام بالمشروع 97 في المئة وبلغ معدل مؤشر تقييم الجودة من قبل اصحاب المشروع 92 في المئة في المتوسط.
وفيما يختص بالسلامة، فقد واصلت سيبكو تطوير معايير صحة العاملين وسلامتهم وسلامة البيئة من حولهم وقامت بتحليل والتعرف على المخاطر المحتملة وعززت إجراءات مراقبة السلامة والتفتيش والفحص بموقع البناء. وحقق المشروع 8 ملايين ساعة عمل من دون إصابة إي عامل.
وبناء على الأداء الباهر في مشروع تقوية ضغط الغاز في مرحلته الأولى، قامت ارامكو وسيبكو بالتوقيع رسميا على عقد تنفيذ المرحلة الثانية من المشروع في نهاية شهر أكتوبر لعام 2015. وقد تميزت المرحلة الثانية بانسيابية العمل وحققت معايير عالية بعد عام من الجهد والعمل وتشهد أعمال المشروع الآن تقدماً طيباً باكتمال أكثر من 70 في المئة من أعمال التصميم و22 في المئة من المشتريات والأعمال المؤقتة. وفي العشرين من شهر سبتمبر 2016 عقدت سيبكو اجتماع ضربة البداية بالموقع والذي شهد بدء انطلاقة تنفيذ المشروع.
وفي الوقت الذي مضت فيه أعمال تنفيذ المشروع، قامت سيبكو بالتواصل مع المجتمع المحلي ونفذت مسؤولياتها الاجتماعية بنشاط وسعت إلى كسب ود الجميع وإقامة علاقة عمل لطيفة .وفي المقام الأول التزمت سيبكو بمتطلبات "السعودة". والزمت سيبكو إدارة المشروع بالتقييد بكل صرامة باشتراطات حكومة المملكة وقانون حماية البيئة والتقيد بتعيين موظفين في مجال مكافحة التصحر.
ومن خلال الالتزام ومراقبة دوام موظفي مكافحة التصحر والتدريب الجاد، تمكنت سيبكو من تطوير قدرات العاملين في هذا المجال. وفي ذات الوقت أنفقت سيبكو موارد مالية خاصة على تعليم وتدريب موظفي مكافحة التصحر من أجل تطوير مهاراتهم.
وكانت الخطوة التالية من سيبكو هي حماية البيئة المحلية. وفي حالة المرحلة الأولى من المشروع كانت هناك حاجة في بعض الأحيان لقطع بعض الأشجار النادرة لكن سيبكو أخذت ذلك في الحسبان وتقديراً لندرة هذه الأشجار وما تمثله من قيمة في المنطقة، بادرت سيبكو إلى إعادة زرع الأشجار المزالة من منطقة البناء في المناطق القريبة المناسبة مع اتخاذ الإجراء المناسب لحماية البيئة في المملكة. وفي خطوة ثالثة، ألزمت سيبكو قائدي المركبات التابعة لها بالتزام جانب الحيطة والحذر والتمهل في القيادة لتفادي دهس الحيوانات البرية. وحتى اللحظة لم تسجل حالة دهس لحيوان واحد في منطقة المشروع. ويقدر المقيمون في المنطقة لسيبكو التزامها بالقانون وبالنموذج والخطوات التي اتخذتها لحماية الحيوانات في المنطقة.
وفي الخلاصة يمكن القول أن سيبكو لم تدخل السوق السعودي إلا قبل ثلاث سنوات وقد تمكنت خلال هذه المدة الوجيزة من الفوز بعقود وتنفيذ أربعة مشاريع وحصلت على التقدير والجوائز من أصحاب المشاريع والأعمال في عدة مناسبات مما يبرهن على قوة الشركة ورسوخ أقدامها كشركة قادمة من الشرق القديم.
وسوف تواصل سيبكو جهودها من أجل رفاهية الشعب السعودي والمساعدة في إكمال مسرته نحو التطور وقيام المزيد من المشاريع ذات الجودة العالية من أجل كسب العيش.
وهذه المشاريع التي تقوم سيبكو بتنفيذها سوف تسهم في تعزيز العلاقات بين المملكة والصين.