في أعقاب الخطوات التي اتخذتها الحكومة الإماراتية في الآونة الأخيرة بهدف تحقيق المساواة بين الجنسين في أماكن العمل، تشارك النساء في الدولة وعلى نطاق أوسع في أنحاء الشرق الأوسط بشكل أكثر فاعلية في دفع عجلة النمو الاقتصادي الإقليمي والانخراط في صفوف القوى العاملة. وعلى مدى السنوات السبع الماضية، وفّر منتدى الرائدات وسيدات الأعمال الاقتصادي للنساء في الشرق الأوسط منصة مواتية لدعم القيادات النسائية وخلق مجتمع أكثر اتزاناً من حيث المساواة بين الجنسين.
وقد أعلنت اليوم شركة ناسيبا الشركة الفرنسية المتخصصة في تسهيل عقد صفقات الأعمال عن انعقاد الدورة 18 لمنتدى الرائدات وسيدات الأعمال الاقتصادي في فندق ريتز كارلتون بمركز دبي المالي العالمي، دبي، خلال الفترة من 24 – 25 أكتوبر، 2016. وسيشهد المنتدى الذي يقام تحت رعاية وزارة الاقتصاد في دولة الإمارات العربية المتحدة للعام الثالث على التوالي، حضور نحو 500 مدعو من أصحاب المصلحة العالميين المعنيين لمناقشة سبل دعم المساواة بين الجنسين وتشجيع المرأة لتولي أدوار قيادية.
يذكر أن محاور هذا المنتدى الذي ينعقد تحت شعار "مستقبل كل شيء"، ستدور حول ثلاث ركائز أساسية وهي: رائدات التغيير وبناة المستقبل وراويات قصص النجاح. إن رائدات التغيير المتحدثات في المنتدى هن نساء استطعن خلق موجة من التغيير وغرس نهج التنوع في نمط عمل المؤسسات والشركات وجعله جزءاً لا يتجزاً من ثقافتها، ومن ضمنهن: شيتنا سينها، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مؤسسة "مان ديشي"، المتخصصة في تقديم خدمات التمويل المصغر الأكثر أهمية للنساء في مناطق الهند الريفية، بالإضافة إلى "لوسي دابو"، المدير الإداري لـ "إيدلمان دابو اكسبيرينتال"، التي تمكنت من نقل رؤيتها بشأن نمط الاتصالات الجديد إلى مشروع تجاري ناجح، و"لينا خليفة"، مؤسسة ومالكة "هي مقاتلة" ( She Fighter)، وهو ناد يعلم فنون ومهارات الدفاع عن النفس للنساء وله حضور بارز ويلقى صدى كبيراً في الأردن.
مع اقتراب حلول موعد انطلاق معرض إكسبو 2020 وبالتزامن مع قيام الحكومة بطرح سلسلة من التغييرات في طريقة الإعداد لهذا الحدث، أصبح من الأهمية بمكان إعداد وتأهيل الجيل القادم من الرواد والقادة. سيشهد المنتدى مشاركة ملفتة من جيل الألفية اللواتي ستلهمن نظيراتهن الأخريات من خلال استعراض رحلة نجاحهن في حياتهن المهنية وتسليط الضوء على دور القطاع العام والخاص والتعليم في التنمية المستدامة وتطوير الجيل المقبل من المواهب الشابة. أما بناة المستقبل، اللواتي يشكلن الركيزة الثانية للمنتدى، فهن في الواقع من شريحة الشابات اليافعات اللواتي يشكلن الجيل القادم من القيادات المرتقبة، ومن ضمنهن، هايلا غزال، سفيرة التغيير لدى الأمم المتحدة عبر اليوتيوب التي تركز على الصور النمطية للمرأة من خلال الاستعانة بشخصيات تتسم بروح الدعابة في مسلسلها. وستركز جلسات سرد قصص النجاح في المنتدى على التجارب الشخصية والقصص الملهمة ومناقشة كيفية تغيير طريقة سرد القصص حول المرأة. من ضمن راويات قصص النجاح اللواتي سيعرضن على الحضور تجاربهن ورحلة نجاحهن المؤثرة، ريبيكا باري، مدير البرنامج الوثائقي الأول من نوعه "أنا فتاة" (I Am A Girl) والفنانة التشكيلية الكويتية الدكتورة شروق أمين، المعروفة بأعمالها الفنية الرائعة ولوحاتها النسوية الجريئة.
وتعليقا على الدعم المستمر الذي تقدمه وزارة الاقتصاد للمنتدى، تحدث معالي المهندس سلطان بن سعيد المنصوري، وزير الاقتصاد بدولة الإمارات العربية المتحدة، قائلاً، "تبرز دولة الإمارات العربية المتحدة كنموذج يحتذى به لتحقيق المساواة بين الجنسين في المنطقة، وذلك من خلال خلق بيئة مواتية وتمهيد الطريق أمام النساء بما يتيح لهن لعب دور فعال في مسيرة التطوير والتنمية المحلية، وهذا لم يكن ليتحقق ويبصر النور من غير الدعم القوي الذي قدمته لنا حكومتنا الرشيدة. ونحن نواصل تشجيع النساء على تحمل المزيد من المسؤولية لدعم جهود التطوير المحلي، في حين أننا نحرص دائماً على تمكين العنصر النسائي من خلال مشاركتنا ورعايتنا لمنتدى الرائدات وسيدات الأعمال الاقتصادي."
وقالت صوفي لو راي، الرئيس التنفيذي لشركة "ناسيبا": "لقد نما منتدى الرائدات وسيدات الأعمال الاقتصادي وتطور إلى أبعد من مجرد دعم جهود تمكين المرأة، حيث أصبح اليوم منصة تتيح للنساء مناقشة تحدياتهن المهنية والشخصية بكل صراحة وشفافية، ومنصة لبناء مجتمع عالمي من الرجال والنساء القادرين على تخطي الحدود وإحداث موجة من التغيير الإيجابي وصياغة ملامح مستقبل يتم فيه تقدير الإبداع والابتكار والموهبة أكثر من الجنس أو الجنسية أو العمر."
متحدثة عن الإضافات الأحدث إلى الدورة رقم 18 لمنتدى الرائدات وسيدات الأعمال الاقتصادي، نوّهت لو راي بالقول، "سيتضمن المنتدى لهذا العام ورش عمل متخصصة تهدف إلى تعزيز مشاركة الجمهور، كما قمنا بتأسيس علاقات تعاون جديدة مع عدد من شخصيات الفنون والثقافة في المجتمع، وذلك من خلال شراكتنا الأخيرة مع منطقة السركال أفينيو والجامعات. تعتبر الفنون والتعليم من العناصر الأساسية لأي مجتمع متنوع ومتسامح. ونحن من خلال توفير منصة أكثر شمولاً واحتواء العقول الشابة في البرنامج نهدف إلى مواصلة مد الجسور بين المجتمعات ودعم النقاشات الشفافة فيما بينها."
وفضلاً عن ذلك، سيسلط المنتدى الضوء على جهود التنوع والاحتواء الناجح التي حققتها كبرى الشركات المعروفة من أمثال "روش" للتشخيص (Roche Diagnostics)، حيث احتلت النساء نسبة 31% من الأدوار القيادية في الشرق الأوسط – وهو الإنجاز الذي يأتي نتيجة استمرارية الإستثمار التي تضعها الشركة في تطوير المهارات القيادية لجميع موظفيها. وبالإضافة إلى ذلك، تمثل الإناث نسبة 40% من القوى العاملة في شركة "روش" في جميع أنحاء العالم– و هو إنجاز نادرما نراه في أي شركة أخرى خصوصاً أنها تملك أكثر من 91,000 موظف في جميع القارات.
كما سيشكل منتدى الرائدات وسيدات الأعمال الاقتصادي لهذا العام منصة مواتية لاستضافة حفل توزيع جوائز الإنجاز والتقدير الذي يكرم سيدات الأعمال الرائدات وقادة الفكر وقيادات التغيير من الرجال وكبرى المؤسسات الاقتصادية، وذلك لدورهم في إدراك قيمة المساواة والتنوع بين الجنسين في أماكن العمل.
وتضم قائمة الرعاة البلاتينيين لمنتدى الرائدات وسيدات الأعمال الاقتصادي 2016 "استرا زينيكا" و"ميرك". و من الداعمين الرئيسين الآخرين للمنتدى هم فيديكس, إرنست و يونغ, و مجموعة بوسطن الإستشارية في حين ستكون شركة جولن مينا شريك العلاقات العامة والاتصالات الحصري لهذا الحدث.