يعد متحف عمارة الحرمين الشريفين فريداً من نوعه على مستوى العالم من حيث كونه يختص بعرض مقتنيات الحرمين الشريفين، والذي أصبح من أبرز المعالم الحضارية والثقافية في العاصمة المقدسة مكة المكرمة؛ حيث تم افتتاحه من قبل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز -رحمه الله - في 25/10/1420هـ.
ويحكي متحف الحرمين الشريفين الذي يقع بجوار مصنع كسوة الكعبة المشرفة بأم الجود في مكة المكرمة تاريخ قرون وأجيال كثيرة، وقصة أطهر بقاع الأرض وأقدس مقدساتها "الحرمين الشريفين" الذي يضم الكعبة المشرفة، قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم.
فكرة إنشاء متحف الحرمين
من خلال التوسعات التي تمت في الحرمين الشريفين تجمعت لدى الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بعض المقتنيات والعناصر المعمارية والنقوش الكتابية من الحرمين الشريفين، فرأت الرئاسة أنّه من المناسب عرض بعض هذه المقتنيات في معرض خاص بها، وبالفعل فقد جرى عمل الدراسات اللازمة وترميم واختيار القطع الأثرية والنقوش الكتابية من قبل فريق متخصص من الفنيين، وقد ساعد هذا على إتمام هذا المشروع الثقافي والحضاري، والذي أصبح من أبرز المعالم الحضارية والثقافية في العاصمة المقدسة مكة المكرمة، والذي يحرص الكثير من الزوار من داخل المملكة وخارجها على زيارته والاطلاع على محتوياته.
الهدف من إنشائه
نظراً لما حظي به الحرمان الشريفان من رعاية واهتمام المسلمين على مر العصور وإيلائه النصيب الأوفر من البناء والتشييد، وفي هذا العصر الزاهر شهد الحرمان الشريفان من الرعاية والاهتمام ما لم يشهده في عصور التاريخ المتلاحقة، وانطلاقاً من حرص ولاة الأمر في هذه البلاد المباركة على إبراز تلك الجهود المختلفة ورغبة في تثقيف الأجيال المسلمة وتعريفها بتاريخها الإسلامي العظيم، أقيم هذا المعرض على مساحة إجمالية قدرها (1200 متر مربع) وقد روعي في تصميمه الخارجي التناسق مع النمط الإسلامي الفريد والطراز المميز لعمارة المسجد الحرام.
عدد الزوار
وأوضح مدير معرض عمارة الحرمين الشريفين الأستاذ أحمد بن محمد الدخيل: المعرض يشهد إقبالاً من كافة أقطار العالم الإسلامي بما فيهم الوزراء والمسؤولون وأعضاء البرلمانات وممثلو الدول الشقيقة وكافة ممثلي الجهات الحكومية بالمملكة وذلك في ظل سعي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بإبراز دورها ومكانتها على مستوى العالم وسعيها الحثيث لخدمة زوار البيت العتيق والمسجد النبوي وذلك لخلق صورة ذهنية مميزة لجمهور العالم الإسلامي من خلال تقديم أرقى الخدمات لقاصديهما منها العلمية والتوعوية، واطلاعهم على كافة التحف التاريخية المتعلقة بالحرمين الشريفين، وباب الكعبة المشرفة، وسلم الكعبة، ونماذج التوسعات الكبرى للحرمين الشريفين وغيرها من المتعلقات وذلك وفق تطلعات ولاة الأمر -رعاهم الله- وتوجيهات معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ د. عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، موضحاً أنّ المعرض زاره منذ إنشائه ما يزيد على (5.147.589) زائرا
أقسام المعرض
ويحتوي معرض عمارة الحرمين الشريفين على العديد من المقتنيات الأثرية النادرة والصور الفوتوغرافية القديمة والحديثة للحرمين الشريفين، كما يحتوي المعرض على مجموعة من المخطوطات والمصاحف النادرة من مكتبتي المسجد الحرام والمسجد النبوي، ومن أهم القطع الأثرية الموجودة في المعرض وينقسم إلى سبع قاعات.
قاعة الاستقبال
وهي القاعة التي يتم فيها استقبال الزوار وإعطاؤهم فكرة عن عمارة الحرمين الشريفين والتوسعات التي تمت فيه، وذلك من خلال مجسم حديث للمسجد الحرام وبعض الصور القديمة للحرمين الشريفين.
قاعة المسجد الحرام
وتحتوي سلم الكعبة المشرفة المصنوع من خشب الساج المؤرخ في عام 1240هـ. والمقصورة التي كانت تغطي مقام إبراهيم عليه السلام قبل استبدالها في عهد خادم الحرمين الشريفين وعدد من أهلة المنائر والتي يعود تاريخها لعام 1299هـ.
قاعة الكعبة المشرفة
وتحتوي على ميزاب الكعبة المشرفة المصنوع من الخشب والمصفح من الخارج بالذهب والمبطن من الداخل بالرصاص يعود تاريخه لعام 1273هـ، وعمود من خشب الساج من أعمدة الكعبة المشرفة يعود تاريخه لعمارة عبدالله بن الزبير -رضي الله عنه- للكعبة المشرفة في عام 65 هـ، وصندوق من الخشب كان داخل الكعبة المشرفة يعود تاريخه لعام 1277هـ، وقفل ومفتاح الكعبة المشرفة مؤرخ في عام 1309هـ من عهد السلطان العثماني عبدالمجيد الثاني وباب الكعبة المشرفة، والذي أمر بصنعه جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- في عام 1363هـ، وإطار الحجر الأسود من عهد السلطان مراد خان.
قاعة الصور الفوتوغرافية
تحتوي القاعة على مجموعة من الصور النادرة لمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة يعود تاريخها لعام 1298هـ، والتي أهداها للمعرض صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله-.
قاعة المخطوطات
وتحتوي على مجموعة من المصاحف والمخطوطات المصورة النادرة من مكتبتي الحرمين الشريفين، كذلك توجد نسخة مصورة من المصحف العثماني الذي كتب في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه.
قاعة المسجد النبوي
تحتوي على باب من الأبواب الرئيسية للمسجد النبوي يعود تاريخه لتوسعة السعودية الأولى عام 1373هـ، وهلال المئذنة الرئيسية في المسجد النبوي يعود تاريخه لأوائل القرن الرابع عشر الهجري وساعة قديمة من الساعات التي أرسلها السلطان العثماني عبدالمجيد الأول يعود تاريخها لعام 1277هـ.
قاعة زمزم
وتحتوي رقبة بئر زمزم بطوقها وغطائها وبكرة لرفع ماء زمزم يعود تاريخها لأواخر القرن الرابع عشر الهجري، وسطل من النحاس مؤرخ في عام 1299هـ كان موجوداً في بئر زمزم، ومزولة شمسية لتحديد أوقات الصلوات قبل أن يتم طباعة ونشر التقويم الهجري كانت على سطح زمزم مؤرخة في 1023هـ، وساعة أمر بشرائها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ووضعت فوق دار الحكومة الحميدية في عام 1352هـ.
قطع نادرة وتاريخية
وتنوعت القطع التاريخية الأخرى المعروضة في المتحف والتي تشمل باب الكعبة المعظمة الذي صنع في العام 1363هـ بأمر من الملك عبدالعزيز آل سعود، وباب الكعبة الذي صنع في العام 1054هـ في عهد السلطان مراد خان، وبابا نحاسيا للمسجد الحرام يعود إلى فترة التوسعة السعودية الأولى، وبابا خشبيا للمسجد الحرام يعود إلى السنوات الأولى من القرن الرابع عشر الهجري، وأحد أبواب المسجد النبوي من عهد الملك عبدالعزيز آل سعود، وعمودا نحاسيا استخدم كأحد الأعمدة حول المطاف في التوسعة السعودية الأولى للحرم المكي الشريف، إلى جانب واجهة رخامية لأحد أبواب المسجد الحرام عام 984هـ، وقفل ومفتاح للكعبة المعظمة للعام 1309هـ في عهد السلطان العثماني عبدالحميد الثاني، وباب من المنبر العثماني في المسجد النبوي الشريف والذي صنع بأمر من السلطان مراد الثالث في العام 998هـ، بالإضافة إلى نقوش على الرخام تشير إلى تاريخ إنشاء الباب وأجزاء من المسجد الحرام والتي دمرها حريق خلال عهد المملوك السلطان الناصر فرج بن برقوق في العام 804هـ.
ويأتي إلى جانب تلك القطع الأثرية التي تجسد جوانب من تاريخ الحرمين الشريفين مقتنيات أخرى ثمينة ونفيسة في قسم المكتبة الخاصة بالحرمين الشريفين؛ حيث توجد نسخ نادرة من القرآن الكريم والمخطوطات، بالإضافة إلى ما في قسم المسجد النبوي الشريف من نموذج للحرم المدني يوضح التوسعات التي حدثت في مختلف العصور.
موقع المتحف
يقع المعرض بمنطقة مكة المكرمة في حي أم الجود بجوار مصنع كسوة الكعبة المشرفة على طريق مكة المكرمة - جدة القديم.
مواعيد الزيارة
يستقبل معرض عمارة الحرمين الشريفين زواره على فترتين: الصباحية تبدأ من الساعة 8.00 صباحاً حتى الساعة 2.00 ظهراً، وتبدأ الفترة المسائية من الساعة 4.00 عصراً حتى الساعة 9.30 مساءً.
أنواع الزيارات
الزيارات الفردية: يسمح لها بالدخول في جميع الأوقات أثناء فترتي الدوام الصباحية والمسائية حسب الإمكانية، زيارات المجموعات الرسمية من كبار المسؤولين من داخل المملكة وخارجها أو الإدارات الحكومية، الجامعات والكليات والمدارس، مؤسسات الحج والعمرة وغيرهما، فيتطلب الحجز والتنسيق المسبق مع إدارة المعرض لتحديد الأوقات المناسبة للزيارة.