كشفت دراسة طبية حديثة نشرها البروفسور الدكتور "هيومان موسافي فاطمي"، أن زواج الأقارب، بخاصة الأقارب من الدرجة الأولى أو الثانية، هو مسبب رئيسي في الإصابة بالعقم في دول الخليج. وألقت الدراسة الضوء على اختلافات علاج مرضى العقم في منطقة الخليج بالمقارنة بمرضى الدول الغربية، إذ أن السبب وراء بعض من هذا العقم هو زواج الأقارب الذي هو أقل حدوثاً في الدول الغربية.
وتعد هذه الدراسة ذات أهمية كبيرة، ليس فقط في الخليج ولكن على الصعيد العالمي، بسبب أن 20% من الأطفال تمت إنجابهم من أبوين أقارب. وتعد تلك هي المرة الأولى التي يتم تحليل تلك النتائج وتقديمها إلى الأوساط العلمية والطبية في منطقة الشرق الأوسط وجميع أنحاء العالم. وتتسم نتائج تلك الدراسة بالقيمة العلمية الكبيرة بالنسبة للصحة العامة، وتمثل مرجعاً للكثير للأطباء المتخصصين في عمليات التلقيح الصناعي وأطفال الأنابيب من الذين يحاولون علاج حالات العقم في الخليج.
ووفقاً للدكتور فاطمي، هناك عوامل فريدة ومحددة تؤدي إلى العقم، أهمها العوامل الاجتماعية والثقافية، التي تختلف جذرياً عن مثيلاتها من العوامل الموجودة في الدول الغربية. ويوجد أربعة عوامل رئيسية لها تأثيراً كبيراً على الخصوبة بين مواطني دول مجلس التعاون الخليجي، وهي ارتفاع معدل انتشار زواج الأقارب، ونقص فيتامين (د)، والسمنة، والرغبة في الحصول على أٌسر بأعداد كبيرة.
ووفقاً للدراسة، فإن زواج الأقارب له صلة وثيقة بالإصابة بالعقم عند الرجال والنساء. ففي حالة الإناث، يقلل ذلك احتياطي المبيض من البويضات القابلة للتخصيب قبل الآوان. أما في الذكور، فيتسبب ذلك بتشوهات في الكروموسوم Y، مما يمكن أن يؤدي إلى تشوهات الحيوانات المنوية الوراثية.
وقال الدكتور فاطمي: "أصبح العقم مشكلة صحية كبيرة على المستوى العالمي، وتشير التقديرات إلى أن العقم يؤثر على 15٪ من سكان العالم في سن الإنجاب، ولكن هذه النسبة أعلى من ذلك في منطقة الخليج. وثبت بالأبحاث أن الإناث المولودات لأبوين من الأقارب ينخفض لديهن نسبة احتياطي المبيض من البويضات القابلة للتخصيب بشكل ملحوظ، وذلك بحلول سن الـ 20 فقط، وهي نفس النسبة التي توجد لدى الإناث في سن الـ 40".
وأضاف الدكتور فاطمي: "الأزواج الأقارب معرضون أيضاً إلى إنجاب أطفال يعانون من اضطرابات وراثية. ونحن نقوم بإجراء اختبارات جينية متقدمة للغاية وعلى رأسها اختبار تحري الحامل الوراثي (CGT)، وهو اختبار دم بسيط يتم لمحاولة تجنب ولادة أطفال يعانون من اضطرابات وراثية، وينصح بإجراء هذا الاختبار بشدة للأزواج الذين يحاولون الحصول على الحمل بشكل طبيعي أو عن طريق تقنية أطفال الأنابيب".
وينصح الدكتور فاطمي إجراء اختبار تحري الحامل الوراثي (CGT) في حالتي الحمل طبيعياً أو عن طريق أطفال الأنابيب بسبب أن نسبة كبيرة من الأزواج في منطقة الخليج عرضة لولادة أطفال تحمل العديد من التشوهات الوراثية. وبشكل عام فإن الأزواج يكتشفون حملهم لاضطرابات وراثية خطيرة فقط بعد ولادة طفل مصاب يحمل مثل تلك التشوهات منهم. ولا يمكن علاج الاضطرابات الوراثية، ولكن يمكن الوقاية منها. فمع ذلك الاختبار، يمكن للأزواج التأكد من الحصول على حمل صحي أو لا. فإذا جاءت نتائج الاختبارات لكلا الزوجين إيجابية، وهو ما يعني تحوُر الجين أو وجود تغيير واضح في المعلومات الجينية، فينصح حين ذلك إجراء عملية التلقيح الصناعي والقضاء على الأجنة الحاملة لاضطرابات وراثية بواسطة اختبار "الفحص الجيني ما قبل الغرس PGS". وأوضح الدكتور فاطمي بأن الأجنة السليمة لديها فرصة تعزيز نجاح الحمل والإنجاب.