أظهر التقرير الجديد الذي أطلقته بي دبليو سي الشرق الأوسط تحت شعار "رعاية صحية في أي مكان: الرعاية الصحية من المستشفى إلى متناول المستهلك"، إن التكنولوجيا توفر فرصاً جديدة للاستفادة من خدمات الرعاية الصحية. وفي مجتمع تواجه حكوماته أعباء انتشار الأمراض المزمنة على المدى الطويل تزايد تكاليف العلاج، قد تكون الخدمات المبتكرة والتكنولوجية دافعاً لمنطقة الشرق الأوسط تستطيع من خلاله أن تقود العالم في تطوير نظام للرعاية الصحية يتستجيب لجميع احتياجات ومتطلبات الناس.
وتشير نتائج الدراسة الاستطلاعية أن 67% من الذين شملهم البحث في منطقة الشرق الأوسط لا يمانعون الحصول على رعاية صحية في بيئة غير تقليدية، كالمنزل أو عبر الهاتف أو عن طريق أساليب التنقل الحديثة، مما يدل على تقبل الناس خدمات الرعاية الصحية الحديثة. وإذا كانت التكنولوجيا متاحة، أكد أكثر من نصف الذين شملهم الاستطلاع أنهم على استعداد لاختيار استشارة مباشرة مع كوادر طبية مختصة عبر الهاتف الذكي بنسبة (62%) أو تفقد ضبط نبضات القلب أو الرجفان لاسلكياً بنسبة (50%).
ويفضل المستهلكين الحصول على مجموعة واسعة من خدمات العلاج في بيئة غير تقليدية، كالاستفادة من الإعدادات السريرية في الصيدليات أو مراكز التجارية، حيث أفاد أكثر من نصف المشاركين في الاستطلاع بأنهم لا يمانعون تفقد إصابتهم أو علاج القرحة أو فحص دمهم أو الحصول على استشارة وجهاً لوجه في مثل هذه الأماكن، في ما يتقبل 40% منهم فكرة الحصول على خدمات رعاية أكثر تعقيداً مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو الموجات فوق الصوتية أو الأشعة السينية أو متابعة الحالة المرضية اليومية.
وقال الدكتور تيم ويلسون، شريك في بي دبليو سي الشرق الأوسط لقسم الرعاية الصحية: "يعتبر سكان منطقة الشرق الأوسط من بين أكثر مستخدمي التقنيات الحديثة في العالم، ويساعد انتشار وسرعة تبني التكنلوجيا في المنطقة في الحد من أعباء صعوبة الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية، مما يتيح الاستفادة منها في أي مكان. وفي ظل انخفاض أسعار النفط المستمر وضغوطات اكتساب المزيد من العوائد، يعمل القطاع الخاص والحكومي على إعادة تقييم طريقة تقديم خدمات الرعاية الصحية، وكيفية ترقيتها في المستقبل لتلبي النمو السكاني. وتملك منطقة الشرق الأوسط فرصة فريدة من نوعها لتقود عملية تطوير نظام الرعاية الصحية المخصص للمستهلك.
وتشير الدراسة الاستطلاعية إلى بعض التغيرات السلوكية في اهتمامات المستهلكين، حيث إزداد وعي الأفراد لضرورة تحمل مسؤولية حالتهم الصحية، حيث يملك 68% من الذين شملهم الاستطلاع في المنطقة تطبيقات ذكية عن الرعاية الصحية على هواتفهم. وتعتبر غالبية استخدام هذه التطبيقات من قبل الأشخاص الذين يهتمون بالتمارين الرياضية واتباع الحمية الغذائية.
وبحسب تقرير بي دبليو سي، يتطلب تطوير نظام الرعاية الصحية الذكية التركيز دون تهاون على تلبية احتياجات المستهلك وفهم أساليبهم المتغيرة المتعلقة بالرعاية الصحية والرفاه. وكشفت نتائج الدراسة إلى فرص كبيرة للحكومة ومزودي خدمات الرعاية الصحية في الشرق الأوسط لتطوير عائدات الخدمات الصحية وتوفير نظام الرعاية الصحية الحديثة لتكون مثلاً يحتذى به في أنحاء العالم. "ولكن، هذا لن يحدث إلا في حال استمر التركيز وبشدة على المستهلك، وإذا كان هناك تعاونناً حقيقياً بين الحكومات ومزودي خدمات الرعاية الصحية والموردين والمستجدون المستثمرين والمستهلك" إختتم الدكتور تيم ويلسون.