تلتئم في جدة غداً اليوم القمة التشاورية الخليجية برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وبحضور قادة وملوك وأمراء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لمناقشة سبل تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك بما في ذلك متابعة تنفيذ رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بشأن تعزيز العمل الخليجي المشترك وما تم انجازه في اطار التكامل والتعاون بين دول المجلس وسبل تعزيزه وتطويره في جميع المجالات إضافة إلى بحث التطورات التي تشهدها المنطقة والمستجدات على الساحة الإقليمية والدولية. وكان أصحاب المعالي والسعادة وزراء خارجية دول مجلس التعاون قد رفعوا خلال اجتماع الدورة (139) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون في جدة في وقت سابق من أمس عدداً من التوصيات للمجلس الأعلى. وعقد الاجتماع برئاسة معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير رئيس الدورة الحالية للمجلس الوزاري بمشاركة معالي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون. وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون قد عقدوا بالتزامن مع الاجتماع الوزاري اجتماعاً مع معالي وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند. وفي مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية بريطانيا أكد وزير الخارجية الأستاذ عادل الحبير تطابق وجهات النظر الخليجية البريطانية إلى حد كبير في عدد من القضايا التي تهم أمن المنطقة وخصوصاً الوضع السوري وكيفية تطبيق قرارات (جنيف1) وقرارات مجلس الأمن 2254 في سوريا. وحول العلاقات مع إيران أكد الجبير أهمية التزام إيران بمبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون دول المنطقة. وقال الجبير إن إيران عزلت نفسها بنفسها من خلال إطلاق صواريخ بالستية وأرسلت المليشيات إلى دول عديدة منها سوريا والعراق مؤكداً أن ما تقوم به إيران من تدخلات في شؤون داخلية بدول الجوار يعد أمرًا مرفوضًا وهي تعاقب اليوم نتيجة دعمها للإرهاب حيث هربت أسلحة إلى البحرين واليمن. وأشار معاليه إلى أن إيران تهرب الأسلحة إلى البحرين واليمن وهي بذلك مدانة بانتهاكها للقوانين الدولية وإن على إيران أن تغير من سياستها وتواجدها في العراق أمر غير مقبول وعليها ألا تتدخل في شؤون المنطقة وعلى رأسها دولة العراق. وأكد الجبير أن إيران رفضت التوقيع على الاتفاقية المنظمة لشؤون الحج هذا العام بسبب مطالبتها بمزايا تخرج عن إطار التنظيم وهذا الأمر غير مقبول،وقال (عاد الإيرانيون لكي يوقعوا على الاتفاقية فكان لديهم طلبات أن تمنح تأشيرات للإيرانيين عن طريق الانترنت وتمت وطالبوا نقل حجاجهم عن طريق الناقل الوطني الإيراني وطلبوا أن يكون لهم ممثل ووافقت المملكة على ذلك وهذا دليل على حرص المملكة على تسهيل أمور الحجاج وتمكينهم من أداء نسكهم ومع ذلك رفضوا التوقيع على الاتفاقية المنظمة لشؤون الحجاج). وأشار معاليه إلى أن إيران كان هدفها المراوغة وعدم تمكين حجاجها من أداء المناسك وهذا أمر سيء للغاية، مؤكداً أن المملكة تولي اهتمامًا بالغًا بأمن الحجيج والمعتمرين ولا تمنع أحدًا من أداء فريضة الحج أو العمرة لافتاً النظر إلى أن المملكة تقوم بالتفاهم والتشاور مع أكثر من 70 دولة من أجل التنسيق والتنظيم لشؤون الحج والعمرة. بدوره أكد وزير الخارجية البريطاني عن استعداد بلاده ورغبتها في المساهمة في تحقيق رؤية المملكة 2030 الذي وصفها بالجريئة والطموحة بهدف نقل المملكة إلى مستقبل أفضل، لافتًا الانتباه إلى أن العلاقات الثنائية مع المملكة تجاوزت 100 عام وتعد فرصة سانحة لتحقيق التحول الوطني. وقال: «نتطلع قدمًا لتعزيز هذه الشراكة في العلاقات مع المملكة وهي لا تعتمد فقط على الماضي بل لتحقيق الازدهار لشعوبنا في الحاضر والمستقبل القادم». وأكد فيليب هاموند تطابق وجهات النظر مع الجانب السعودي والخليجي، وقال إن هناك دعمًا كبيرًا في كل المجالات ومنها الجوانب الأمنية لافتًا النظر إلى استعداد بلاده لدعم المنطقة من أجل التأكيد على الآفاق المختلفة وعملية السلام في الشرق الأوسط وكيفية مواجهة التحديات التي ترتبط بالنزاع في اليمن وسوريا.