تتجه تكلفة مزايا الرعاية الصحية لموظفي الشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للصعود، مدفوعة إلى حد كبير بارتفاع تكاليف خدمات المستشفيات ورعاية المرضى والتكنولوجيا الطبية، وكذلك الإفراط في استخدام الخدمات، وهذا وفقاً لدراسة أجرتها شركة ويليس تاورز واتسون (ناسداك: WLTW)، الشركة الرائدة في مجال الإستشارات والوساطة وحلول الشركات، على شركات التأمين الصحي.
وأظهر تقرير ويليس تاورز واتسون عن العام 2016 والذي أصدرته بعنوان Global Medical Trends Survey، أن شركات التأمين الصحي تتوقع زيادة تكلفة استحقاقات الرعاية الصحية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بنسبة 12,2٪ هذا العام، مقارنة بنسبة 12,6٪ في عام 2015 و10,3٪ قبل عامين. وهو أعلى أيضاً من الزيادة العالمية البالغة 9,1٪ متوقعة لهذا العام.
ويتوقع أكثر من نصف شركات التأمين في جميع أنحاء العالم اتجاهاً صاعداً لتلك التكاليف الطبية خلال السنوات الثلاث المقبلة. ووجدت الدراسة أن شركات التأمين في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تتأثر بشكل خاص، حيث توقع 85٪ من الشركات زيادات أكبر في السنوات الثلاث المقبلة.
وقال ستيف كليمنتس، مدير أبحاث المزايا الصحية والمزايا الجماعية في ويليس تاورز واتسون: "لا يزال ارتفاع التكاليف الطبية قضية رئيسية بالنسبة لأصحاب العمل في جميع أنحاء العالم، متجاوزاً تضخم المرتبات بنسبة مرتين أو ثلاث مرات. ومن المثير للاهتمام، أن أرباب العمل في المنطقة يواجهون زيادات في تكاليف المزايا الصحية التي بلغ متوسطها عدة نقاط مئوية أعلى من تلك التي على الصعيد العالمي. اللوائح والتغييرات التشريعية الجديدة في الامارات ومنطقة الخليج ككل، وخاصة المملكة العربية السعودية، هي التي تقود سوق التأمين الصحي".
وعند سؤالها عن أهم العوامل التي تؤدي إلى الزيادة خارج سيطرة الشركات والمتعهدين، ذكر أكثر من نصف (58٪) عدد الشركات ارتفاع تكلفة التكنولوجيا الطبية تليها دوافع الربح لدى مقدمي الخدمة (44٪). ومن المثير للاهتمام، أن ثلاث من بين كل أربع شركات تأمين (75٪) ذكرت الإفراط في استخدام الرعاية بسبب توصية الأطباء بالعديد من الخدمات كأهم عامل يقود التكاليف للارتفاع عندما يتعلق الأمر بسلوك الموظفين ومزودي الخدمات.
وأضاف ستيف كليمنتس: "نرى تكاليف مهدرة كبيرة يمكن تجنبها وذلك عندما ندرس خطط التأمين الصحي لدى العديد من الشركات. وفي حين تعجز الشركات ومزودي الخدمات عن السيطرة على تكلفة التكنولوجيا الطبية، يمكنهم التخفيف من التكاليف والحد من الإفراط في استخدام الخدمات من خلال دفع الموظفين إلى أن يكونوا مستهلكين أفضل للرعاية الصحية. ويعد تشجيع الوقاية وتنفيذ برامج الرفاه الصحي مثالان على كيفية تحقيق ذلك. وأصحاب العمل معنيين أيضاً بخفض قيمة مزايا الموظفين ومن ما رأيناه فإن هذا ليس ضرورياً مثل تحقيق وفورات كبيرة دون أي تأثير سلبي كبير على تصميم الخطة".
ومن ضمن النتائج الأخرى للاستقصاء الذي أجرته ويليس تاورز واتسون على شركات المنطقة:
يقول كليمنتس: "لدى شركات التأمين في جميع أنحاء العالم فرصاً كبيرةَ لمساعدة أصحاب العمل في التعامل مع ارتفاع التكاليف الطبية وتحسين صحة الموظفين. فشركات التأمين التي يمكن أن تعمل مع الشركات وتضع برامج المزايا التي تلبي الاحتياجات المتغيرة باستمرار، وتوفر بيانات مفيدة وفي الوقت المناسب، وتساعد في إدماج مبادرات الرفاه في برامجها الصحية سوف تكتسب ميزة تنافسية".