انطلقت أمس الأربعاء بمقر مجلس الغرف السعودية فعاليات لقاء " المنشآت الصغيرة والمتوسطة السعودي الكندي" بمشاركة أكثر من 250 من ممثلي المنشآت الصغيرة والمتوسطة السعودية والكندية، في مساعي من مجلس الغرف السعودية ومجلس الاعمال السعودي الكندي لتوثيق الشراكات التجارية بين الجانبين في هذا القطاع سيما بعد اعتماد المملكة رؤية 2030 والتي تركز ضمن محاورها على تنمية مساهمة قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاد الوطني.
وفي مستهل اللقاء أكد المهندس عمر باحليوه الأمين العام لمجلس الغرف السعودية على أهمية اللقاء في تعزيز الشراكة التجارية بين المملكة وكندا والتي وصفها بالاستراتيجية من خلال ما تظهره أرقام الاستثمارات والمشاريع المشتركة، وقال أن كندا تمثل شريك استراتيجي للمملكة ونوه بأهمية قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة ودوره في تنشيط اقتصاديات العديد من البلدان، وقال إن حكومة المملكة اهتمت كثيراً بهذا القطاع وانشأت عام 2015م الهيئة الوطنية للمنشآت الصغيرة والمتوسطة لتعمل على تمكين هذا القطاع في سياق برنامج التحول الوطني كما ستعمل رؤية المملكة 2030 التي أعلن عنها هذا الأسبوع على رفع مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الإجمالي من 20% الى 35% بحول عام 2030م.
من جهته قال رئيس الجانب السعودي في مجلس الاعمال السعودي الكندي الدكتور عماد بن عبد العزيز الذكير أن رؤية المملكة الجديدة تتضمن العديد من الفرص وبخاصة في قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة التي يعول عليها كثيراً في تنويع مصادر الاقتصاد السعودي وتطوير وتنمية المجتمع، واعتبر اللقاء فرصة لتوثيق الشراكات بين المنشآت الصغيرة والمتوسطة السعودية والكندية وعقد الصفقات والاستثمارات المشتركة وأضاف أن كندا صديق وشريك مهم للمملكة خاصة في الجانب الاقتصادي.
من جانبه نوه رئيس الجانب الكندي في مجلس الاعمال السعودي الكندي ادوين هولدر بدور مجلس الاعمال المشترك في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين مؤكداً حرص بلاده على جذب الاستثمارات السعودية وتطوير الشراكات مع رجال الاعمال السعوديين مشيراً لجهود سفيري البلدين في هذا الصدد، وأكد أن رؤية المملكة 2030 تمثل فرصة كبيرة لقطاعي الاعمال خاصة في قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة للمضي قدماً في عقد الشراكات والصفقات التجارية.
فيما أكد سفير كندا لدى المملكة دينيس هوراك على قوة ومتانة الاقتصاد السعودي وعلى أن المملكة حليف وشريك مهم في المجال الاقتصادي حيث بلغ حجم التبادل التجاري حوالي 4 مليار دولار، وأشار للنمو المتصاعد للمملكة ورؤيتها الطموحة 2030 التي وصفها بالرؤية المتعمقة لافتا لما اظهرته من فرص بالنسبة للشركات الكندية التي قال بانه سيكون لها دور كبير في تحقيق هذه الرؤية والمشاركة فيها خاصة في جانب المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
بدوره قال السفير السعودي لدى كندا نايف بن بندر السديري أن افاق التعاون بين المملكة وكندا واسعة وتتضمن العديد من الفرص لكلا البلدين مشيرا للجهود التي تبذلها كل من السفارتين لتعزيز التعاون وتوثيق العلاقات خاصة في جانبها الاقتصادي الذي يحظى بكثير من الاهتمام.
وفي المحور الأول من اللقاء استمع المشاركون لتنوير حول الأنظمة والبيئة التي تعمل فيها المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المملكة وكندا، حيث استعرض المهندس مازن الداود رئيس الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة مساهمة القطاع في التوظيف بنسبة 51% من القوى العاملة و في الناتج المحلى الإجمالي لافتا لرؤية 2030 و استهدافها رفع مساهمة تلك المنشآت في الناتج المحلي الإجمالي من 20% الى 35% مشيرا الى أن ذلك سيوفر فرص عمل كبيرة للشباب السعودي في هذا القطاع ، ومن جهته قال ادوين هولدر أن قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة في كندا قطاع كبير ويساهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد الكندي كما ابتدعت كندا برامج مساعدات مالية وتقنية فاعلة تحقق نمواً مستداماً للمنشآت الصغيرة والمتوسطة حيث يوجد لديها صندوق المشروعات الصغيرة وشركة التنمية الصناعية وتغطي خدمات التنمية الصناعية، والبنك الفيدرالي لتنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتساهم تلك المنشآت بتوفير نسبة كبيرة من فرص العمل للكنديين حيث يعمل حوالي 7 ملايين عامل فيها ويمثلون 16% من القوى العاملة.
وفي المحور الثاني للقاء عن الفرص الاستثمارية والخاص بالفرص الاستثمارية ، تحدث شوقي فحل رئيس شركة اتصالات كندا الشرق الأوسط عن الفرص الاستثمارية المتاحة لكندا في المملكة في قطاعات التعليم والتقنية والتعدين وغيرها ، مشيرا لدور المنشآت الصغيرة والمتوسطة في كندا وتطرق لتنوع الاقتصاد الكندي وانفتاحها على الاستثمار الأجنبي وخطط الحكومة لجذب الاستثمارات الأجنبية وتشجيعها ، فيما سلط سلطان معصوم مدير تطوير الاستثمار بهيئة المدن الاقتصادية الضوء على الفرص الاستثمارية بالمدن الاقتصادية بالمملكة ودورها في خلق بيئة مناسبة للاستثمارات وجذبها والتسهيلات والخدمات التي تقدم للمستثمرين السعوديين والأجانب على حد سواء لافتا للنجاح الذي حققته تلك المدن في جذب استثمارات كبيرة ونوعية.
أما في المحور الثالث من اللقاء والمتعلق بحصول المنشآت الصغيرة والمتوسطة على التمويل اللازم ، فتحدث المهندس أسامة المبارك رئيس برنامج كفالة عن انطلاقة برنامج كفالة في العام 2006 بكفالة 51 منشآه ليصل عدد الكفالات في عام 2015 الى 14.899 الف كفالة بأجمالي تمويل أكثر من 14 مليار ريال سعودي ووفر 42 الف فرصة عمل كما حصل البرنامج على العديد من جوائز التقدير منها جائزة الشيخ محمد بن راشد لأفضل المشروعات الحكومية الداعمة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة ، بالإضافة لحصوله للمرة الثانية على جائزة محمد بن راشد لدعم مشاريع الشباب عن فئة "أفضل مبادرة لتمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة لعام 2015 على مستوى الوطن العربي، فيما قدم مارسيلو دي فرانكو، المفوض التجاري في سفارة كندا بالرياض عرض عن الخدمات التي تقدمها المنظمة الكندية للتعاون التجاري لمساعدة المصدرين وخدمات التعاقد والصفقات وتخفيف مخاطر الاستثمار بالإضافة لخدمات منظمة تطوير الصادرات الكندية التي تعمل على تعزيز قدرة كندا للوصول للأسواق الخارجية.