بدأ 80 خبيرا صحيا من المملكة والولايات المتحدة في تقديم رؤية متكاملة لتطوير القطاع الصحي، وذلك من خلال المنتدى السعودي الامريكي للرعاية الصحية الذى رعى افتتاحه أمس صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن بندر بن عبد العزيز امير منطقة الرياض بحضور السفير الامريكي جوزف وسفتول واكثر من 1000 اكاديمي وخبير ومختص من مختلف القطاعات الصحية في فندق الرتز كارلتون، وتركز اوراق العمل على سبل تطوير الرعاية الصحية وبرامج التأمين وتعزيز الشفافية في شراء الدواء وخفض التكاليف الصحية التي تضاعفت في السنوات الاخيرة مع الحفاظ على معدلات الجودة العالية ،في البداية اعرب د. يوسف عسيري وكيل جامعة الملك سعود ان المنتدى السعودي الأمريكي للرعاية الصحية، يناقش تحسين الرعاية الصحية للمرضى بالأبحاث والتكنولوجيا والتعليم، مؤكدا أن هذا الموضوع يأتي على رأس اهتمامات الدول، ولاسيما في هذا العصر المتقدم، الذي تتوازى فيه
الحركة التصاعدية بين الأمراض الجديدة التي لم تكن معروفة من قبل، والاكتشافات الطبية المساعدة على مكافحتها، واشار الى ان العصر الراهن تطارد فيه اكتشافات العلماء الصحية ما يستجد من أمراض، مستعينين على ذلك بالتقدم التكنولوجي الهائل في مجالات التقنية والمختبرات والمواد. واشار الى ان جامعة الملك سعود اولت اهتماماً بالغاً بالبحوث الصحية، واعتنت بتطويرها وتحديثها، وخصصت لها ميزانيات كبيرة، وعقدت اتفاقيات عديدة مع مؤسسات علمية دولية، ومراكز بحثية عالمية، وعلماء بارزين في المجال الطبي على المستوى الدولي لضمان الجودة التي جعلتها الجامعة شعاراً لها بوصفها الشرط الأول للمنافسة في مضمار الريادة
العالمية.ولفت الى ان من ابرز صور التوجه نحو تعميق دائرة البحث العلمي في المجال الطبي استحواذ كراسي البحث الصحية على نسبة كبيرة من مجموع كراسي البحث في الجامعة، وكذلك تأسيس مركز الأمير نايف للأبحاث الصحية الذي يسعى إلى تحفيز الباحثين على البحث والتطوير عبر توفير بيئة بحثية ملائمة، معتمداً على ما لديه من مختبرات ومعامل مميزة لإنتاج بحوث نوعية ذات جودة عالية، واوضح أن من أبرز المراكز الصحية التي أنشأتها الجامعة مؤخرا مركز السكري، وتوسعة مستشفى الملك خالد الجامعي إلى مدينة طبية ضخمة بطاقة استيعابية مضاعفة، إضافة إلى مستشفى طب الأسنان، ويجري العمل حالياً على توسعة مستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي، وإنشاء مركز الملك فهد لأمراض القلب.
من جهته، نوه عادل عبد الشكور، رئيس اللجنة المنظمة لرعاية صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن بندر امير منطقة الرياض للمعرض الذى يقام تحت شعار "التركيز على تحسين الرعاية الصحية من خلال الأبحاث، التكنولوجيا، التعليم والابتكار"والذي تستمر فعالياته على مدى ثلاثة أيام. واشار الى ان الهيئات السعودية الطبية تتبنى أفضل ما وصلت له الممارسات التقنية الدولية عبر كادر طبي يتجاوز عدده أكثر من 200 الف متخصص ثلثهم من الأطباء وازداد عدد السعوديين منهم في السنوات الأخيرة إلى قرابة الضعف، واشار الى ان هذا الكادر الضخم رغم مؤهلاته العالية بحاجة إلى أن يكون على دراية ومتابعة بأخر المستجدات في تقديم الرعاية الصحية وهو ما يسعى المنتدى لتحقيقه عبر جمع ممثلين لكبرى الهيئات الطبية الأمريكية والتي تساهم في تطوير صناعة التقنية في الرعاية الصحية على المستوى العالمي. واشار الى انه يتحدث في المنتدى أكثر من 80 خبيراً أمريكياً وسعودياً يطرحون رؤية كاملة لتحسين وتطوير الرعاية الصحية من خلال أكثر من 30 ورقة عمل، بهدف وضع حلول عملية لكل المعوقات التي تواجه القطاع الصحي وتعزيز التنمية بين البلدين ، واعرب عن امله في عقد الملتقى سنويا ، مشيرا إن النجاح الكبير الذي تحقق في النسخة الماضية التي حظيت بأكثر من 1000 مشارك و70 متحدثاً ستكون حافز لتحقيق الأفضل في النسخة الجديدة والمضي قدما نحو عناصر الأبحاث، التكنولوجيا، التعليم والابتكار.
وقال جوزف وسفتول سفير الولايات المتحدة الامريكية في المملكة ان الحكومات في جميع أنحاء العالم تلقت درسا مهما حول الحاجة الماسة لتبادل المعلومات حول تهديدات الأمراض المعدية ، مشيرا انه منذ ظهور مرض متلازمة الشرق الأوسط التنفسية إلى تفشي الايبولا في غرب أفريقيا إلى الأزمة الأخيرة الخاصة بمرض زيكا المتركزفي نصف الكرة الغربي اكتشفنا أنه لا توجد دولة محصنة ضد خطر الأمراض المعدية، وبناءا عليه وضعت الحكومة الأمريكية والحكومة السعودية والعديد من الحكومات الأخرى في جميع أنحاء العالم "خطة الأمن الصحي العالمي" لتسريع استعدادنا الجماعي وقدرات المراقبة والكشف والرد على هذه التهديدات. ولفت الى ان لدى وزارة الصحة السعودية والمركز الوطني لمكافحة الأمراض والوقاية منها شراكة عميقة وقوية مع المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
واشار الى ان منتدى C3 للرعاية الصحية السعودية الأمريكية لهذا العام يتزامن مع تواجد البعثة التجارية الأمريكية لخدمات الصحة والرعاية الصحية في المملكة معربا عن سعادته لتواجد 19 من مقدمي الخدمات الطبية التجارية الرائدة في العالم بهدف المساهمة في دعم الجانب التشغيلي من نظام الرعاية الصحية المتغير في المملكة.
واشار الى ان الخبراء الاميركيين يمتلكون الخبرات في مجال تطوير الرعاية الصحية الأولية وكذلك الخبرات في مجال نشر السجلات الطبية الإلكترونية والعديد من برامج التأمين المختلفة، وتوسيع قدرة نظام الرعاية الصحية وتقديم الرعاية الطبية ذات الجودة للمواطنين.
وقال حسن الدملوجي الشريك العالمي للرعاية الصحية من مؤسسة بيل وميليندا غيتسن ان القطاع الصحي في المملكة يشهد العديد من التطورات ولديه الكثير من المهام التي يجب القيام بها، واكد ان التعاون بين القطاع الصحي السعودي والامريكي يعزز من نقل المهارات وتشجيع تبادل الأفكار ،مؤكدا ان المملكة تعمل بجهود مضاعفة لإقامة وتنمية شراكات عميقة من شأنها أن تسمح في
مواصلة التطوير .