تستعد الدورة الـ12 من تحدي بانيراي لليخوت الكلاسيكية لإنطلاقة ناشطة من جزيرة أنتيغوا الكاريبية. ،تم تنظّيم فعاليات سباق أنتيغوا لليخوت الكلاسيكية، المرحلة الأولى من عشرة سباقات يضمها السباق الدولي لليخوت الكلاسيكية والقديمة الطراز والذي ترعاه الشركة الفلورنسية للساعات الرياضية الفاخرة. يمتد هذا التحدي حتى سبتمبر المقبل متنقلاً بين البحر المتوسط، أميركا الشمالية وجزيرة وايت في بريطانيا العظمى.
وبالفعل، فقد إستقطبت الدورة الـ29 من سباق أنتيغوا الكلاسيكي أكثر من 40 يختاً، مع الإشارة إلى الشهرة الكبيرة التي إكتسبها هذا الحدث على جدول السباقات الدولية، لاسيما لجهة إستقطابه سنوياً العديد من اليخوت الكلاسيكية الأجمل في العالم. يتم تقسيم الأسطول المشارك إلى الفئات التالية: اليخوت القديمة الطراز، اليخوت الكلاسيكية، اليخوت التقليدية، الكلاسيكية العصرية، روح التقليد والمراكب الطويلة.
تجدر الإشارة إلى أن اليخت الاكبر الذي يُشارك دورة العام الحالي هو’اديكس‘، المركب الشراعي ذو الصواري الثلاثة والذي بُني في أسبانيا في العام 1984 بطول 65 متراً. في العام 1992، فاز هذا المركب بسباق عبر الاطلسي الذي إنطلق من جزر الكناري وصولاً حتى سان سلفادور إحتفاءً بالذكرى الـ500 على إكتشاف أميركا. من إنجازات هذا اليخت أيضاً، قيامه بجولتين من حول العالم، الاولى خلال عامي 1991 و1997 والثانية بين عامي 2003 و2006. في العام 2002، سجّل ’أديكس‘ رقماً قياسياً لعبور الاطلسي مبحراً من نيويورك إلى إنكلترا في 11 يوماً، 16 ساعة و36 دقيقة.
مما لا شك فيه، ’أديكس‘ ليس اليخت الضخم الوحيد الذي يشارك في أنتيغوا، حيث يبرز أيضاً المركب ’كولومبيا‘ (43 متراً) الذي يشكّل نسخة طبق الاصل عن المركب الشراعي ’غلوسيستر‘. بُني هذا الاخير في العام 1923 وتم إستخدامه للصيد في غراند بانكس قبل ان يغرقه إعصار قبالة شاطىء نوفا سكوتيا في العام 1927. قبل ذلك، كان هذا اليخت قد شارك في سباقات كأس الصيادين العالمية مواجهاً المركب الاسطوري ’بلونوز‘. من جهته، أطلق اليخت ’كولومبيا‘ في العام 2014 وقد عملت المجموعة الشرقية لبناء السفن في مدينة باناما، فلوريدا، لبنائه من الفولاذ وفقاً لمخططات البناء الاصلية.
علاوة على ذلك، يبحر المركب الشراعي الانيق ’اليكسا أوف لندن‘ (36 متراً) المبني في العام 1992، بمحاذاة عدد من المراكب الكبيرة بما في ذلك المركب المترف ’كرونوس‘ (2013) والمركبين الشراعيين ’أرغو‘ (2006) و’كايروس‘ (2007). كذلك، يُشارك اليخت ’ريبيكا‘ (42 متراً) المصنوع في العام 1999 من الالومنيوم من تصميم الارجنتيني ’جيرمان فرير‘، والذي إعتمد الخطوط الخاصة بالتصاميم الكلاسيكية العائدة لمنتصف القرن العشرين.
من جهته، يتمتع اليخت ’إيل أورو‘ بتاريخ مميز خاص. فقد بُني هذا المركب ذو الصاريين من خشب الماهوغاني وخشب البلوط في العام 1974 لمالكه البارون ’مارسيل بيش‘، الذي ساهم في الترويج لشعبية قلم الحبر الجاف- المنتشر على نطاق واسع اليوم- خلال سنوات ما بعد الحرب. وكان ’إيل أورو‘ قد أطلق في فرنسا، مع الإشارة إلى كونه مزوّداً بإطار مشابه لليخت ’بين دويك 3‘ الذي يملكه بطل الإبحار ’إيريك تابارلي‘. وبعد خضوعه لعملية تجديد دامت عامين في ميانمار، ابحر هذا اليخت أولاً إلى تايلاندا، إندونيسيا، بورنيو وهونغ كونغ. بعد ذلك، نُقل ’إيل أورو‘ إلى بحر البلطيق ثم إلى جزر الكناري لينطلق من هناك في رحلته إلى أنتيغوا مع طاقم استرالي بالكامل متلهّف للمشاركة في هذا السباق الهام.
من هذا المنطلق، تمكّن سباق أنتيغوا لليخوت الكلاسيكية من التأكيد على موقعه المرتبط بالتاريخ، ثقافة الإبحار والحس بالمنافسة العادلة السائدة بين مالكي اليخوت كما وأعضاء الطواقم، إن كانوا من الهواة أو المتمرسين. بالطبع، تشدد أوفيتشيني بانيراي على هذه القيم الهامة أيضاً، لاسيما وأنها تفخر بدعم مبادىء رياضة الإبحار الكلاسيكي من حول العالم.