كشف استطلاع جديد للرأي أجراه الإتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات (جيبكا) بأن منتجي الكيماويات في دول مجلس التعاون الخليجي أصبحوا أكثر انفتاحاً أمام الأفكار والآراء المبتكرة التي تقدمها المعاهد البحثية والأوساط الأكاديمية، والموردون، ومزودو الخدمات التقنية وحتى العملاء، وذلك بهدف تحديد فرص الأعمال الجديدة والحفاظ على الميزة التنافسية.
واعتمد تقرير " نحو منهجية الإبتكار المفتوح في قطاع الكيماويات بدول مجلس التعاون الخليجي" على استطلاع للرأي بين الشركات الأعضاء في "جيبكا" للقياس والوقوف على التصورات والمفاهيم الذهنية والتحديات والفرص المتاحة لتعزيز الإبتكار في القطاع في المنطقة. ودعمت أغلبية الشركات الأعضاء في "جيبكا" الإبتكار المفتوح، فضلاً عن أنها تمارسه فعلياً.
وتعليقاً على الاستطلاع، قال الدكتور عبد الوهاب السعدون، أمين عام الإتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات "جيبكا": "يلعب الإبتكار المفتوح دوراً أساسياً في تعزيز التنافسية العالمية لقطاع الكيماويات في الخليج العربي. وبات توسيع نطاق الأبحاث ليتخطى المفهوم التقليدي للأبحاث والتطوير، وزيادة التعاون مع الأطراف الخارجية، أحد المكونات المهمة في السباق الجاري نحو تقديم تقنيات جديدة ومبتكرة".
ووفقاً لـ "جيبكا"، قدرت الاستثمارات في مجال الأبحاث والتطوير خلال العام 2014 بنحو 529 مليون دولار أمريكي بزيادة تقدر بحوالي الضعف عن العام 2013 باستثمارات بلغت 368 مليون دولار أمريكي، وهي أعلى زيادة تم تسجيلها في حجم الإنفاق على الأبحاث والتطوير في مجال البتروكيماويات عالمياً.
وأضاف الدكتور السعدون قائلاً: "يتيح الإبتكار المفتوح لمنتجي الكيماويات في دول مجلس التعاون الخليجي الوصول إلى حلول وتجارب وكفاءات خارجية تتعلق بخطتها المعنية بالابتكار وبشكل أسرع وأقل تكلفة وغالباً ما تكون في مستوى أعلى من الابتكار ذاته. ونشهد الكثير من التطورات الإيجابية في هذا المجال اليوم، حيث أشار أكثر من 50% من المشاركين في الاستطلاع إلى قيام مؤسساتهم بتطبيق هذا التوجه داخلها، وهنالك مؤشرات قوية تدل على استمراره على المدى المتوسط".
وأفاد التقرير بأن ثلثي العينة المشاركة في الاستطلاع تقوم بتطبيق منهجية الإبتكار المفتوح خلال الأعوام الخمسة الماضية، فيما أشار 24% من المشاركين بأن هذه السياسات مطبقة أو سيتم تطبيقها ضمن شركاتهم. وتتضمن هذه الأنشطة التعاون في الأبحاث والتطوير مع الأوساط الأكاديمية، ودمج شبكات العملاء في دورة الإنتاج، وتوحيد الجهود مع المنافسين عبر مشاركة أفضل الممارسات. ويستلزم لإنجاح مفهوم الإبتكار المفتوح قيام الشركات بتوفير البيئة الملائمة وتهيئة المناخ لتطوير هذه العقلية، سواء كان ذلك من خلال دعم الموظفين وحفزهم على تقديم مبررات منطقية للإنفاق على الإبتكار.
واختتم الدكتور السعدون حديثه بالقول: "هنالك العديد من الأنشطة النوعية والكمية التي تساهم في ترسيخ ثقافة الإبتكار المفتوح. وأشارت مؤسسات خليجية إلى أنها تواجه التحديات المتعلقة بالسياسات الفعالة للإبتكار المفتوح من خلال تشجيع المبادرات الإدارية التي تركز على بناء القدرات الداخلية، وكذلك عن طريق تبني ثقافة عمل تشجع على الإبتكار والإرتقاء بتجربة العملاء. وسوف تسهم هذه المبادرات في تعزيز ثقافة الإبتكار المفتوح الناشئة في منطقة الخليج. وعلى أي حال، ينبغي على الشركات بذل الجهد لاستخلاص القيمة. وسوف تساهم تدابير مختلفة مثل مشاركة المخاطر والمكافآت مع أطراف خارجية ضمن مشاريع الأبحاث والتطوير، والتحليل الدقيق للتكاليف والفوائد ضمن ميزانيات الإبتكار في جعل عملية الإبتكار المفتوح أكثر وضوحاً، حيث ستكون قيمتها قابلة ياس من قبل كافة الأطراف المعنية".
وسيتم إطلاق تقرير " نحو منهجية الإبتكار المفتوح في قطاع الكيماويات بدول مجلس التعاون الخليجي" خلال النسخة السنوية الثالثة من منتدى جيبكا للأبحاث والتطوير المقرر عقده في دبي على مدى يومي 1 و2 مارس 2016.