الاطفال دون السنتين ومن تجاوزت اعمارهم 65 سنة،أكثر عرضة للاصابة بالمكورات الرئوية

أكد أ.د. سامي بن حسين الحجار استشاري طب الأطفال, الأمراض المعدية والفيروسية، ورئيس الأمراض المعدية قسم الأطفال، مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الطبية، هو أيضاً استاذ طب الأطفال والأمراض المعدية في كلية الطب، جامعة الفيصل، أن هناك ما يزيد عن 90 سلالة لجرثومة المكورات الرئوية الا ان السلالات المسببة للامراض قليلة.

مشيرا أن هناك أشكالا مختلفة للالتهابات التى تسببها هذة الجرثومة بعضها قليل الخطورة ( غير نافذ ) مثل التهابات الاذن الوسطى والتهابات الجيوب الأنفية، أما البعض الآخر يكون شديد الخطورة مثل التهاب السحايا الجرثومي ( الحمى الشوكية ) تسمم الدم و التهاب الرئة. 

وعن الفئات الأكثر عرضة للاصابة اوضح بأن الاطفال ممن هم دون عمر السنتين والمتقدمين في السن ممن تجاوزت اعمارهم 65 سنة، هم الأكثر عرضة للاصابة. وبين أن مدى خطورة المرض  تكمن في نتيجة الاصابة بالاشكال الشديدة الخطورة التي تسببها الجرثومة وذالك لسببين رئيسيين هما تهديد حياة المريض بالاضافة الي الاصابة باعاقات دائمة مثل تلف الدماغ الصم والاعاقات الجسدية على الرغم من العلاج. 

وقال بأن الدراسات أظهرت وفاة طفل من بين كل 15 مصاب بالتهاب السحايا في الاطفال دون الخامسة، وإصابة العديد من الاطفال بالصم وتاخر النمو. كما أن التهاب الرئة يؤدي الى حدوث وفاه بمعدل طفل من كل 5 اطفال مصابين ما دون الخامسة وخاصة في الدول النامية والفقيرة اي اكثر من 2 مليون طفل كا عام . بالضافة الى ظهور حالات من جرثومة المكورة الئوية مقاومة للمضادات الحيوية. 

وعن طرق انتشاره والعوامل التي تزيد احتمالية الانتقال  أوضح البروفيسور سامي الحجار  بأن الجرثومة تنتقل بشكل مباشر من الاشخاص المصابين عن طريق الرزاز المتطاير من المصاب عند السعال او العطاس، علمًا ان العديد من الناس الاصحاء يحملون هذة الجرثومة في الحاق و الانف ويساهمون في نقل هذة الجرثومة و خاصة في المناطق المزدحمة اصابتهم بنزلات برد ( زكام ) او الالتهابات الاخرى كالتهاب الرئة.

  فئات او اشخاص تصاب بشكل اكبر بالاشكال الخطيرة 

 وشدد على ان الاطفال  دون السنتين والمتقدمين في العمر فوق 65 سنة ، هم الأكثر عرضة للاصابة بالأشكال الخطيرة لهذا المرض، الى جانب الاشخاص المصابين بفقر الدم المنجلي ونقص المناعة أو الامراض المزمنة او الصدرية وكذالك داء السكري. 

وعن معدل الاصابة بامراض جرثومة المكورات الرئوية في المملكة اشارت دراسة اجريت في الفترة من 1999 الى 2003 ان معدل الاصابة بامراض المكورة الرئوية  في الاطفال دون الخمس سنوات  يقارب  24.2 الى 53.5 حالة لكل 100 الف طفل. اما بالنسبة الى حالات الالتهابات الرئوية تقدر بما يقارب 17.4 حالة لكل 100 الف نسمة. واشار الى ان الخطة الوطنية المتطورة لاعطاء القاح الواقي  قد اسهمت في خفض عدد الحالات بشكل كبير.

ونظرا لمحدودية فعالية المضادات الحيوية في الحمايه من احتمالات الاصابة بامراض جرثومة المكورات الرئوية أوضح البروفيسور الحجار الى ان التطعيم هو من اكثر الطرق الفعالة في المساعدة على الوقاية وكذالك القضاء على الجرثومة المحمولة من قبل الاصحاء والمصابين. وكذلك التقيد باداب السعال و العصاس وتغطية الفم والانف عند السعال والعطاس بالمناديل و غسل اليدين جيدا. 

 ونوه بضرورة  تحسين دفاعات الاطفال عن طريق اعطاء اللقاح خلال برنامج يبدأ من عمر شهرين  وهو المطبق في المملكة حيث يعطي الاطفال اربع جرعات من اللقاح و ذالك في اعمار شهرين،  4 أشهر، 6 أشهر، وجرعة داعمة في عمر السنة.

 وعن أبرز أعراض المرض وعلاماته في الاطفال قال البروفيسور الحجار تختلف حسب نوعية المرض حيث تبدأ الاعراض في حالة التهاب الرئة بشكل مفاجئ حمى  وقشعريرة يصاحبها سعال شديد مع صعوبة التنفس و نقص الاكسجين وتعب عام. ويمكن عزل الجرثومة  من دم المصابين لما يقارب 25-30% من الحالات. وفي حال عدم المعالجة السريعة للمريض تحدث المضاعافات أو الوفاة لا سمح الله. 

وأكد أن المملكة العربية السعودية تعتبر من أوائل الدول التي تبنت سياسه واضحة في الوقاية من هذه الجرثومة حيث تم ادراج اللقاح الواقي ضمن البرنامج الوطني للتحصين وتم توفير اللقاح في جميع مراكز الصحة. وحرصت وزارة الصحة على متابعة التغيرات في السلالات الخطيرة لهذه الجرثومة، وتم توفير اللقاح PCV 13 والذي يحمي من 13 سلاله لهذه الجرثومة ويؤمن حمايه اوسع. كذلك اطلقت الوزارة حملة لإعطاء جرعة تكميلية من هذا اللقاح للأطفال ما بين  عمر السنه إلى ٥ سنوات وإستمرت الحملة لمدة 3 أشهر ما بين ١٢ ربيع الثاني إلى 11 رجب ١٤٣٦هـ. وقد أدت الخطط السابقة لإنخفاض كبير في ظهور الأشكال شديدة الخطورة  من المرض.